كمال النجمي وغربان الملاهي الليلية بقلم:وجيه ندى
تاريخ النشر : 2019-05-19
كمال النجمي وغربان الملاهي الليلية بقلم:وجيه ندى


كمال النجمي وغربان الملاهى الليليه
وجيـــه نـــدى بحار كل الفنون وحياة الفنان والراعى كمال النجمى –هو مصطفى كمال محمد حسن شاهين النجمي. ولد في قرية أولاد نجم (التابعة لمدينة نجع حمادي - محافظة قنا)، وحفظ القرآن الكريم في الكتاب، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بقريته، ثم بالمدرسة الثانوية في مدينة قنا، واطلع في مكتبة والده على دواوين الشعر العربي، وعلى أمهات كتب التراث، فضلاً عن تفاعله مع أبيه وعمّه وأخيه الأكبر، وجميعهم شعراء. انتقل إلى القاهرة فعمل بالصحافة متنقلاً بين أكثر من مجلة وصحيفة، منها: «مسامرات الجيب» مزاملاً شكري عياد ومحمود السعدني، ومجلة «النداء» (1948)، ثم مجلات الجمهور المصري»، و«أبوالهول»، و«الفتح»، و«مصر الفتاة،» و«الرابطة العربية»، و«التحرير»، و«العالم العربي». وانتقل إلى دار الهلال فعمل في مجلة المصور (1958)، وتدرج في مناصبها حتى درجة مساعد مدير التحرير، ثم عين رئيسًا لتحرير مجلة الكواكب (1971)، ورئيسًا لتحرير مجلة الهلال (1982)، ومستشارًا لها بعد إحالته إلى التقاعد (1984) – كتب العديد من الدواوين : «الأنداء المحترقة» - المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية - القاهرة 1965، وقصائد نشرت في مجلة الرسالة، منها: «بعد الحرب» - العدد 656 - 28 من يناير 1946 - «فلسطين» - العدد 682 - 29 من يوليو 1946 - «فلسطين الضائعة» - العدد 927 - 9 من أبريل 1951، وقصائد نشرت في مجلة الهلال، منها:« يا ليل» - أغسطس 1947 - «إلى جيشنا» - مايو 1948، وأخرى في جريدة الأهرام، منها:« دعوة إلى العرب» - 1947.- وايضا له عدد من المؤلفات ذات الطابع النقدي والتاريخي، منها: كواكب الفنون في مصر - 1943 (بالاشتراك) - الغناء المصري - 1966 - أصوات وألحان عربية - 1968 - مطربون ومستمعون - 1970 - سحر الغناء العربي - 1972 - الغناء العربي من عصر زرياب إلى عصر أم كلثوم وعبدالوهاب - محمد عبدالوهاب مطرب المائة عام - الشيخ مصطفى إسماعيل حياته في ظل القرآن - الموجة الجديدة وما بعد الثمانينيات - يوميات المغنين والجواري، (جمعت كتبه عن الغناء في مجلد واحد صدر عن دار الهلال بعنوان «الغناء العربي.. مطربون ومستمعون»)، وله عشرات المقالات النقدية نشرت في مجلات دار الهلال وغيرها من المجلات المصرية، من أشهرها زاوية لغويات التي كان يحررها بمجلة الهلال. من العام إلى الخاص ومن الموضوعي إلى الذاتي تتحرك تجربته الشعرية، وقف على قضايا أمته العربية فكان للقضية الفلسطينية نصيب وافر من اهتمامه، ووقف على قضايا الموت والوجود والحب متعمقًا ومستقصيًا الكثير من الدلالات. نظم في موضوعات شتى، من التصوف المتفاني إلى «الأنا»، وتداخلت المعاني في بنية القصيدة، ومرثيته للشاعر أحمد محرم تتضمن نقدًا اجتماعيًا متألمًا، وفي «يقظة النيل» تصوير لذاته الجوانية. في ديوانه مساحة واضحة من الشجن، وفي بعض قصائده نزعة تأملية، غلب عليها الطول والاعتماد على مفردات عربية مهجورة تتناثر تناثر النجوم الغائرة في سماء صوره وأخيلته. فازت قصيدته «يقظة النيل» بالجائزة الأولى (1947) في مسابقة دار المعارف، وكانت لجنة التحكيم مكونة من: أنطون الجميل، وعباس محمود العقاد، وخليل مطران، وعلي الجارم. ونظم عن النيل فى قصيدة: يقظة النيل
دهى النـيلَ لـيلٌ فـاستطـال هجــــــــودهُ - وأورث جنـبَيْه كلالاً رقـــــــــــــــودهُ - بسـاتـيـنه بـاتت نـواعسَ حـــــــــــوله - وأغفت بـهـا أطـيـــــــــــــاره ووروده - فلا سـاجعـاتُ الأيك فـيـهـا صـــــــوادحٌ - ولا الـوردُ لَذُّ النفح ريّان عــــــــــوده ولا النـبتُ مطرافٌ عـلى الأرض يـــــــانعٌ - قشـيبٌ ولا صـوبُ الربـيع يجـــــــــــوده - ولا الصـبحُ طلق الـــــوجه نضرٌ ولا الضحى -
ضحـوك السنـا ضـاحـي الـمحـيَّا سعـيــــده - ولا النخل مزهـوٌّ مـن العُجْب نـــــــــاهضٌ - عـلى النـيل سُمْرٌ فـارعــــــــــاتٌ قُدوده ولا النـيلُ تأتـيـه إذا نصل الـــــــدجى صـبـايـاه يـمـلأنَ الجِرار وغِيـــــــــده يجـود عـلى الطـير الغريب بـمــــــــائه وأطـيـاره يـزورُّ عـنهـنَّ جــــــــــــوده فـيـا لأبٍ تُعطى الأبـاعـدُ خــــــــــيرَه ويُحـرَم مـن بـيـن الأنـام ولـيــــــــده تَيـقَّظَ مـن نـامـوا وأغفت عـيـــــــــونه - وذَلَّ وسـادت بعـد ذلٍّ عبـيــــــــــــــده وأجنـاه عـارًا فـي الـحـيـاة قعــــــوده - وأنزله دار الهـوان جـمــــــــــــــوده فلـمّا دجـا لـيل الخطـوب تــــــــــوثَّبتْ - تهـائمُ واديـه وهـبّت نجــــــــــــــوده وفتَّح عـيـنًا فـي الـدنـا فإذا بـهــــــا - مضى مـجـده عـنهـا وولّى تلـيــــــــــده وأغرى بـه أهل الطمـاعة أنهــــــــــــم - غَزَوْه فلـم تزأر عـلـيـهـم أســـــــــوده فـنـادى بنـيـه الغُرّ هــــــــبّوا فأوفضت - جحـاجحُه الـمستقتلـون وصِيـــــــــــــده وأوقـدهـا نـارًا يغول دخـانهـــــــــــا - عـدوًا طغت مـثل الأتـيّ جنــــــــــــوده
تـيـقّظ مـن نـومٍ تطـاولَ لــــــــــــيله - عـلى نـور فجـرٍ قـد أضـاه سعــــــــوده أهـاب بشطريـه فلـــــــــــــــبَّاه بِيضُه - سـيـوفًا جـرى فـيـهـا الـمضـــــاء وسُوده مسـامـيحُ بـالأرواح مـن كل صـــــــــائلٍ - بسـوح فخـارٍ صـال فـيـهـا جـــــــــدوده تـيـقّظَ وادي النـيل بعـدد سُبـــــــــاته - وفـارقَه عـند الصـبـاح هُمــــــــــــوده وآبت إلـيـه طـيره فأثـابـهــــــــــــا - سلافةَ وردٍ يُستلــــــــــــــــــذّ وروده حدائقُه اخضرَّت نمـاه غصـونهـــــــــــــا - وورد الربـا أحـمـرَّتْ حـيــــــــاءً خدوده مـرابعُه الفـيح الـحســـــــــــان تبرَّجتْ - وجـرَّرْنَ وشـيًا لـيس يبـلى جـديـــــــــده - مـنـاظرُ حُسنٍ تُونق العـيـنَ بــــــــــهجةً - وآلاءُ عـيشٍ يُستطـاب حـمـيـــــــــــــده من قصيدة: الجنة المهجورة - قنعـوا فعـاشـوا عـيشة السعــــــــــداءِ - وتذوّقـوا النعـمـاء فـي الـبأســــــــاءِ - واستقبـلـوا الـدنـيـا عـلى آلامهــــــا - متبسّمـيــــــــــــــــــن تبسُّمَ الشهداء فـي بـهجة الـحـلل النضـير عزاؤهـــــــم - أنعِمْ بـهـا مـن سلــــــــــــــوةٍ وعزاء مـا بـيـن ظلّ خمـائل فـيـنـــــــــــانةٍ - عـاشـوا وزرقة جـدولٍ وسمــــــــــــــاء وحدائقٍ غُلْبٍ تفــــــــــــــــــيض خلابةً - بنخـيلهـا وكرومهــــــــــــــا الخضراء يـا كـادحـيـن نهـارَهـم ومسـاءهــــــــم فاز ديوانه بالجائزة الأولى من مجمع فؤاد الأول للغة العربية (1951).حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد الإعلاميين (1994). الشهير باسم "كمال النجمي" يوم الثالث من يناير عام 1923م بقرية أولاد نجم مركز نجع حمادي بالأقصر وتوفي في بمنتصف فبراير عام 1998م عن 75عاماً. رحمه الله رحمة واسعة.
تخرج في قسم الفلسفة بآداب القاهرة وشرع في العمل بالصحافة متنقلاً بين أكثر من مجلة وصحيفة، منها: «مسامرات الجيب» ، ومجلة «النداء» (1948)، ثم «الجمهور المصري»، و«أبوالهول»، و«الفتح»، و«مصر الفتاة،» و«الرابطة العربية»، و«التحرير»، و«العالم العربي».
انتقل إلى دار الهلال فعمل في مجلة المصور (1958)، وتدرج في مناصبها حتى درجة مساعد مدير التحرير، ثم عين رئيسًا لتحرير مجلة الكواكب (1971)، ورئيسًا لتحرير مجلة الهلال (1982)، ومستشارًا لها بعد إحالته إلى التقاعد (1984) حتى وفاته
فازت قصيدته «يقظة النيل» بالجائزة الأولى (1947) في مسابقة دار المعارف
فاز ديوانه بالجائزة الأولى من مجمع فؤاد الأول للغة العربية (1951).
منحه الرئيس مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد الإعلاميين (1994).
فى حياته أثري المكتبة العربية بالعديد من الإبداعات النقدية التأصيلية والتاريخية، منها:
الشيخ مصطفى إسماعيل حياته في ظل القرآن - محمد عبد الوهاب مطرب المائة عام
الموجة الجديدة وما بعد الثمانينيات - أصوات وألحان عربية - مطربون ومستمعون
سحر الغناء العربي - غربان الملاهي الليلية - تراث الغناء العربي بين الموصلي وزرياب وأم كلثوم وعبد الوهاب يوميات المغنين والجواري - حكايات من أغاني الأصفهاني - أرباب السيوف والأقلام (مجموعة مقالات) - والجدير بالذكر أن كمال النجمي كان حريصا علي التصدي لكل من يسيء إلي الشعر العربي وخاض عدة معارك صحفية دفاعا عن "الشعر العمودي" لعل أبرزها معركتاه مع محمود أمين العالم والشاعر أدونيس عام 1987 رحم الله الفنان والاديب الكبير كمال النجمى الى ان غادر عالمنا عام 1998 رحمه الله واسكنه فسيح جناته بحار كل الفنون وجيــه نــدى [email protected]