رمضان في ماليزيا بقلم:توفيق جميعان
تاريخ النشر : 2019-05-19
يحتل شهر رمضان مكانة روحية في قلوب المسلمين في أرجاء العالم، وهذه المكانة تنعكس في أشكال متعددة ومتنوعة من النشاطات الدينية والإجتماعية والتي تعكسها روحانية شهر الصيام ، الشعب الماليزي كغيره من الشعوب العربية يحتفي وله طقوسه ونشاطاته التي يشترك فيها وفي بعضها يتميز عن الشعوب الإسلامية الأخرى، يتوافد المصلون إلى المساجد ويقبل الناس على التسوق وفي هاتين الصفتين يشترك مع باقى الشعوب الإسلامية، وتخلو الأماكن العامة في ماليزيا من الزينة المرتبطة بالشهر الكريم والتي نشهدها في بلداننا العربية، ولعلي أفسر هذا بدلاله الروحانية للشهر الكريم والتي تفوق المادية وهذه الروحانية تعكس ثقة وانعتاق روحي من المضامين المادية التي أحيانا تعكس عجزا روحانيا. إن ما يميز الشعب الماليزي هو التنظيم الدقيق لكل الأنشطة الدينية المرتبطة بهذه الفضيلة حيث تبدأ الاستعدادات للشهر الفضيل قبل بدايته، وتوضع خطط لذلك فقبل بداية الشهرالكريم تنشر المساجد خطة لأنشطة رمضان من إدارة الصلوات وتحديد الأئمة الذين سيصلون بالناس صلاوات التراويح وحتى صلوات الجُمع وكذلك يستقدمون الأئمة من بعض الدول العربية.
ومن الأمور الهامة في شهر رمضان والتي تظهر الشفافية والمصداقية تعليق لوحة في صحن المسجد توضح كل المصروفات المتوقع صرفها في دورة شهر رمضان الكريم.
وللزكاة طقوسها التي تنم عن احترام للفريضة وللشخص المؤدي للزكاة، حيث يحدد وقت لاستلام الزكاة، فتجد مدير المسجد(عادة يكون إمام المسجد) يجلس في منتصف المسجد وأمامه صندق مكتوب عليه ما يشير إلى أنه يتلقى الزكاة، يأتي المُزكي بهدوء واحترم ماليزي مشهود ويجلس أمام الإمام ويسلم عليه بكل سكينة يبادله الإمام بحرارة السلام ويبقى يديه في يد المزكي ويبدأ بسؤاله عن حاله وعن أسرته ثم يدعو له ما يشاء من الدعاء ويستلم منه الزكاة بلطف ويعطيه وصلا بذلك ومن ثم يسمح له بالذهاب.
ومن الأشياء المميزة في رمضان ماليزيا توضع أرفف في المساجد وتسمى وقف حيث يتبرع المسلمون بالاشياء بالأطعمة المختلفة وكل انسان محتاج لشئ يأخذه من هذه الأرفف.
ومن الأشياء المميزة أيضا أن يجهز الافطار في المساجد فكل مسجد يقيم الخيمات الرمضانية والتي توفر الافطار للمسلمين والتي أيضا لاحظت من خلالها التنظيم الدقيق لموائد الافطار وأكون منصفا جدا إذا قلت في غالب المساجد التى تناولنا فيها الافطار يفطر حوالي 500 شخص لاتسمع ضجيجا لهم ولا أحدهم يترك حبة أرز واحد على الأرض وبعد الانتهاء من الطعام يوضع كل صحن مكانه وكل الطعام الذي يحضر يكون بكمية تكفي الصائمين ولا توجد أية كمية للنفايات.
ونبقى نقول أن شهر رمضان من الشهور المميزة التي تجمع المسلمين من كل أنحاء العالم وماليزيا بلد يعيش فيه جنسيات مختلفة من المسلمين يتلاقون ويتواصلون ويدعون للمسلمين بالخلاص من الظلم في معظم البلدان الاسلامية.
توفيق جميعان
باحث مقيم في ماليزيا