لا تخشوه بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-05-19
لا تخشوه بقلم:خالد صادق


لا تخشوه
خالد صادق

فشل بنيامين نتنياهو حتى الآن في تشكيل ائتلاف يميني للإعلان عن حكومته الجديدة, بسبب ان هناك تباين في مواقف الأحزاب اليمينية الصهيونية, ومطالب صعبة لا يمكن تمريرها حسب نتنياهو, الذي فاز حزبه الليكود في الانتخابات الأخيرة للكنيست الصهيوني, والتي استطاع خلالها ان يحصد 36 مقعدا, بينما حصد حزب ازرق ابيض بزعامة يائير لبيد 35 مقعدا, فشل نتنياهو في تشكيل حكومته الجديدة جاء بفعل فشل حملته العسكرية التي شنها مؤخرا على قطاع غزة, والتي لم يستطع خلالها ان يقنع اليمينيين المتطرفين بانتصاره في هذه المواجهة وتحقيقه لأهداف العدوان, وبالتالي رفضوا المشاركة في حكومته حتى الآن, وقاموا بتشديد مطالبهم في محاولة لابتزاز نتنياهو وإجباره على المزيد من التنازلات لصالحهم والانحياز لسياساتهم.

الجبهة الداخلية الإسرائيلية جبهة رخوة وهشة وغير متماسكة, وغالبا ما تمثل ضغطا على أية حكومة صهيونية قائمة, وتتأثر سريعا سلبا بالأحداث السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية المحيطة بها, وغالبا ما تمثل صداعا لدى الحكومات الصهيونية المتعاقبة, لذلك هي تلجأ لنظريات تحاول من خلالها ان تخفف قدر الإمكان عن الجبهة الداخلية, فمثلا تسعى ان لا تدخل في حروب طويلة حتى لا يتزعزع الاستقرار الداخلي لديها, وتشرع بتحسينات اقتصادية على المستوى المعيشي لإقناع الإسرائيليين بالبقاء وعدم الشروع بهجرة عكسية لطالما عانت وتعاني منها, وتسعى لتعزيز قدراتها العسكرية والتكنولوجية في محاولة لبث الطمأنينة في نفوس الإسرائيليين وأنهم في أمان من أية أخطار خارجية.

كل هذا الوهم والخداع سقط في لحظة, بعد ان وصلت صواريخ المقاومة إلى عمق الكيان, وضربت في قلب المدن الصهيونية, وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف الإسرائيليين, وأحدثت دمارا كبيرا في البنايات السكنية, وبالتالي لم يشعر المستوطن بالأمان, وتزعزعت ثقته بحكومته التي أوهمته بذلك, كما شعر انه يعيش في خطر قد يداهمه في أية لحظة, خاصة بعد ان فشلت القبة الحديدة في التصدي لصواريخ المقاومة, وان كل ما أشاعه الاحتلال عن قدرات هائلة للقبة الحديدية يبقى في دائرة الدعاية فقط وترويج الأوهام, وهذه هي أهم العوامل التي يمكن للمقاومة الفلسطينية التركيز عليها بشدة لتحقيق الانجازات لصالحها, بالإضافة للعامل النفسي الذي يؤثر في الإسرائيليين بشدة ويدفعهم للهجرة خارج البلاد خوفا على أرواحهم واستثماراتهم.

القناة "12" العبرية قدرت أن خسائر كبيرة لحقت بمنظمي حفل الأغنية الأوروبية في "إسرائيل" "اليوروفيجن"، على ضوء ضعف الحضور بشكل لافت. وقالت إن ثلث التذاكر المعدة لحفل البداية لم تبع, وبينت أن عدد السياح الوافدين إلى "إسرائيل" لحضور ومتابعة الحفل كان مخيبًا للآمال، إذ كانت التوقعات تشير إلى حضور ما يزيد عن 15 ألف سائح، إلا أن الواقع جاء مغايرًا بحضور نصف العدد فقط. ولفتت القناة العبرية إلى أن خسائر كبير ستلحق بهيئة البث العام الإسرائيلية الراعية الحصرية للحفل. وقد اعترفت القناة العبرية أن ضعف الإقبال جاء عقب العدوان على غزة، ورد فصائل المقاومة الفلسطينية بقصف عدد من المدن والمستوطنات الإسرائيلية ردًا على ذلك, انه كيان هش سرعان ما يتأثر بالأحداث الدائرة حوله فلا تخشوه