مسيرات العودة وتصريحات مصطفى الصواف بقلم:عادل فايز أبو كوش
تاريخ النشر : 2019-05-19
مسيرات العودة وتصريحات مصطفى الصواف بقلم:عادل فايز أبو كوش


مسيرات العودة وتصريحات مصطفى الصواف
بقلم:عادل فايز أبو كوش

من أكثر الأسباب إن لم يكن أكثرها التي أدت بنا للحال الذي نحن فيه، هو غياب المنطق والحق في أمور حياتنا، طغت علينا المصالح الشخصية والتوجهات الحزبية، إن قال الحزب يمين نقول اليمين هو الحق، وإن قال غداً شمال قلنا الشمال هو الحق، وإن تراجع وقال يمين، قلنا اليمين هو الحق، ودافعنا عن هذا باستماتة واعتبرنا كل خروج عن هذا هو خروج عن الوطن والدين، وبررنا له التغيير والتقلب في المواقف، وقلنا أنه في كل مرة كانت رؤيته أوضح وكان يرى ما لم نرى، وكأننا نتكلم عن " الله سبحانه وتعالى " وليس بشر، التوجهات الحزبية أصبح فريق كبير من الفلسطينيين معها ولو كانت توجهات خائنة توجهات ضد فلسطين ونحو العدو مباشرة، ندافع عنها وكأنها الوطنية بعينها .. مصالحنا الشخصية ومكانتنا الاجتماعية والوظيفية والحزبية ورواتبنا أكبر من أي منطق أو عقل أو دين أو وطن أو ضمير .

ومن أبرز هذه الأمور هي مسيرات العودة، إن قالت حماس شرقاً غرباً تحتاً فوقاً للإمام للخلف نحن معها على طوال الخط، طب نقيم كل موقف من مواقفها كل مرة بالمنطق .. لا .. فالمنطق هو ما قالت حماس، وكذلك أبناء فتح، متأهبين لأي هفوة أو خطأ أو أي زلة، من الاحتلال ؟ حاشا وكلا .. بل من حماس وقيادتها وأبنائها، يتصيدون الأخطاء للقائمين على هذه المسيرات ولأفراد الأمن ولإعلاميي حماس، وطبعاً غني عن القول أن الحق والعدل والشرف والوطنية هو ما يقوله سيادة الرئيس # فوضناك .

المنطق والحق والدين والوطنية " وأنا مستعد لنقاش أي عنصر أو قائد بل كل مجلس القوى الوطنية والإسلامية مجتمع " .. المنطق والحق والدين والوطنية يقولوا أنه ليس من المنطق ولا الدين والوطنية أن يتقدم طفل أو مراهق " بمعنى صغير السن .. أي الغلام الذي قارب حد البلوغ كما تقول اللغة العربية " أو شاب أو شابة أو رجل أو شيخ يتقدم للسياج الفاصل أعزل عاري الصدر ليجر سلك شائك أو كوشوك أو مجرد أن يقترب من جنود قتلة سفاحين لا دين ولا أخلاق ولا إنسانية مدججين بأعتى الأسلحة وأكثرها تطوراً مختبئين خلف جدر محصنة، لا تستطيع إيذائهم ولو بجرح بسيط، وتكون النتيجة قتل " استشهاد " كل من يقترب منهم أو إصابته أو بتر قدمه، فتكون النتيجة مئات الشهداء من خيرة الشباب والمراهقين " أي صغار السن " واصابة عشرات الآلاف وبتر أرجل المئات، في حين لم يخدش جندي صهيوني واحد !! .. هل المنطق والحق والإسلام والوطن يقرون هذا ويطالبون بهذا ؟ .

من وجهة نظري الشخصية، من يقر هذا كائناً من كان يراجع دينه ووطنيته وعقله .. فالله أجل من أن يطلب منا تقديم أنفسنا للدين والوطن دون هدف، الله ثم الوطن يأمرنا أن نحافظ على حياتنا وعلى أنفسنا لإعلاء كلمته في الأرض، وفلسطين تطلب منا أن نحافظ على حياتنا وأنفسنا لأنها مغتصبة من عدو مجرم، تريد منا أن نزيح عنها هذا المغتصب لها صباح مساء، ماذا ستستفيد منا فلسطين لو قدمنا حياتنا لها دون أي هدف أو إضرار في العدو ؟ .

ولذلك بالنسبة لموقف أجهزة الأمن من منع الشباب والناس من التقدم قبل يومين، هذا موقف قمة المسئولية بل هذا موقف بديهي وأصل لا يجب أن نحيد عنه، أن يمنعوا سقوط الشهداء والجرحى هذا موقف يجب أن يشاد به ( حتى ولو كان هو الموقف الأول بعد عام، حتى لو كانت النوايا شو ما كانت كما يقول البعض ) .

وما ينطبق على أجهزة الأمن ينطبق على مصطفى الصواف، الذي أعتقد أنه كان ومازال أحد المنظرين لمسيرات العودة والمدافعين عنها، ولكنه تبنى وجهة نظر الهيئة العليا للمسيرات وقوى الأمن من منع الشباب من التقدم، ووصف بعضهم بالمراهقين، وأنا قرأت منشوره ولم أفهم منه أن الشهداء مراهقين أو كلمة مراهقة هي لتقبيح أفعال أحد، ولكن كان استخدامه لها كما استخدمتها أنا في سياق " السن_العمر " فقط لا غير .

الخلاصة /
يجب أن نجلس ونجلس ونجلس ولكن لا نجلس مع بعضنا البعض ونخاطب أنفسنا ونحاور أنفسنا، يجب أن نجلس مع الجميع ونعيد تقييم مسيرات العودة ويكون الحكم هو " العقل والمنطق مصلحة الإنسان والروح الفلسطينية "، وما يكون حقاً ننفذه، وما يكون مضراً نتخلى عنه فوراً ولو كان من مسلماتنا أو أيدولوجيتنا .

من وجهة نظري : يجب أن نحدد هل مسيرات العودة نريدها سلمية أم تصاحبها أعمال غير سلمية من تقدم للحدود وإزالة السلك الشائك وإلقاء الحجارة وتوليع الكوشوك مما يعرض المتظاهرين للخطر .. يجب أن نحدد .. أما إن أردناها غير سلمية بهذه الطريقة فأرى أننا نسير في اتجاه غير صحيح بالمرة وهو " خسائر من طرف واحد " فان أردنا فعاليات غير سلمية مع هذا العدو، ففعاليات الأنفاق والقنص والاقتحام وزكيم ونحال عوز وأبو مطبيق وضرب الصواريخ والعمليات الاستشهادية داخل الكيان واستهداف الصهاينة في كل العالم، هي الفعاليات الأجدى والأنفع والتي ستزيح مغتصب فلسطين عنها .

أما إن أردنا مسيرات العودة مسيرات سلمية وأنا مؤيد لذلك فيجب أن نمتنع عن كل الفعاليات غير السلمية التي تعطي المبررات لعدونا القاتل، وأن تعلن الهيئة عن هذا وتعمل على تنفيذه، وتمارس كافة الأنشطة والفعاليات في شتى المجالات الأدبية والثقافية والمجتمعية .. الخ على بعد 400_700 متر من الحدود كما أقرتها الهيئة الوطنية العليا للمسيرات بأنفسهم في مؤتمرهم الصحفي الأول على لسان خالد البطش، وأن توضع لهذه المسيرات عناوين واضحة عودة أو كسر حصار أو الاثنتين معاً .. وان كنت أرى بوضوح أن كسر الحصار طغى على العودة تماماً .

وأرى أن ما يتحقق من كل جوالات المفاوضات الأخيرة هو مذل مذل مذل، حفنة أموال وإجراءات تافهة سرعان ما تتراجع إسرائيل عنها لا تساوي رجل واحدة مبتورة لشاب فلسطيني، أو قطرة دم واحدة نزفت من شهيد من خيرة الشباب أو الرجال أو النساء الفلسطينيات، وهي إجراءات لا ترفع حصار ولا تحسن وضعاً ولا ترضي أحد، فقط تحقق الإذلال، وتفتح باباً للمزاودة!!

مسيرات العودة إما سلمية تامة .. أو لا تكون ..
فالمقاومة الفعالة أدواتها الموجعة معروفة، ليس مكانها جمهور المدنيين على الحدود .