الاستفادة من انتخابات بلدية اسطنبول ..بقلم:مروان صباح
تاريخ النشر : 2019-05-16
الاستفادة من انتخابات بلدية اسطنبول ..بقلم:مروان صباح


الاستفادة من انتخابات بلدية اسطنبول ..

مروان صباح / قد تغري إعادة الانتخابات بلدية اسطنبول من هو ذاهب إليها لما تحمل العملية من محاسن حزبية لكنها قد تكون مجازفة بتاريخه لأنها مثقلة بالمخاطر وكثيرة المزالق ، إذاً لا ضرر من إعادة الانتخابات البلدية الخاصة بمدينة اسطنبول لكنها تبقى عملية الإعادة اختبار كبير للديمقراطية في تركيا ، وأما قد اتخذت اللجنة الانتخابية قرارها بإعادة الانتخابات وقبلت المعارضة بقرار الإعادة واستعدت لخوضها مرة أخرى ، إذاً المطلوب من حزب العدالة والتنمية لكي يعيد ثقته لدى الأتراك بتحقيق انتصار كبير وهذا يحتاج حصوله على نسبة تؤكد للجمهور الإسطنبولي بأن الانتخابات الملغية كانت بالفعل داخل دائرة الشبهات .

انقسمت البشرية منذ ذاك اليوم المعروف بين ذي القرنين ويأجوج ومأجوج إلى إصلاحيين وفاسدين وبرغم من قوة الطرفين ، أي جماعة يأجوج ورفيق دربه مأجوج اللذين يُشهد لهما إنهما أسسا المفسدة والمفاسد في عالم البشري وبين ذي القرنين الذي وضع جدار الفاصل بين الفساد والإصلاح ، فقرنين عندما أراد حشرهم في المكان الذي هم فيه الآن بالطبع نزولاً عند رغبة أهل السدين ، احتاجَ مساعدة من كانوا للتو يطالبه بتخليصهم من شرورهم ، بالفعل الرواية الأكثر اعتماداً بين العُلَماء تشير بمطالبته لهم بتقديم يد العون من أجل بناء الردم الذي سيكون الفاصل بينهم وبين يأجوج ومأجوج ويحرمهم من الخروج إلى وقت معلوم عند علام الغيوب لكنه مجهول حتى عن من شيد بنائه ، وهذا يفسر لمن يرغب بالإصلاح بأن أهل السدين كانوا قد طالبوا ذي القرنين مساعدتهم ليكتشفوا بعد قليل ، باستعانتهِ بهم ، أي أن الناس بحاجة إلى قائد يقودهم لتحقيق اهدافهم وكذلك القائد بلا ناس لا يصبح قائداً يحقق مصالح الناس ، لكن الفارق بين ذي القرنين وأهل الإصلاح في يومنا هذا ، صدّق النوايا ، فعندما باشر ببناء الردم تقدموا أهل السدين بعرض مالي عظيم إن استطاع تخليصهم من شرور يأجوج ومأجوج ، لكن الجواب جاء على هذا الشكل من التعفف ، ما مكني فيه ربي خَيْرٌ وبالتالي لا يصح لمن يقود الإصلاح أن يحيد عنه بطرق ملتوية أو أن ينشأ قوانين تتدفق منها النعم على اتباعه وبالتالي تستفز الناس كما حصل مع الأغلبية من أهل اسطنبول .

لقد تابعت مجريات الأحداث للانتخابات التى حصلت قبل الأخيرة ( البرلمانية والرئاسية ) وبين تلك التى مازالت على صفيح ساخن ( البلديات ) ، هناك مؤشر يشير عن تغير حقيقي في المزاج الشعبي وهذا التغير الذي استهدف حزب العدلة والتنمية بالطبع له اسبابه ، بل كانت نتائج الاتنخابات البرلمانية والرئاسية سجلت تباين بين الرضى على شخص الرئيس اوردغان مع غضب واضح على المستوى اعضاء الحزب لكن اليوم الأمور اختلفت وبسرعة لا تتحمل التشكيك ، مجرد أن تتساوى المعارضة بانتخابات بلدية اسطنبول مع حزب العدالة يصبح التقارب بالنتائج أمر مثير ويطالب مسؤولين الحزب دراسة أسباب تراجع شعبيته في المدن الكبرى وعلى رأسها اللجوء السوري ، لأن إذا كانت المعارضة اشتغلت بين الإسطنبولين على وتر النعارات القومية وأثارت التخوف من وجود اللاجئين في المدنية وتأثيرهم الاقتصادي وتنافسهم على الوظائف والعمالة ، إذاً يعني من المفترض أن يدفع ذلك الحزب الحاكم إلى اعادة النظر باللجوء السوري من أول وجديد ومعالجة أستفزازته التى استفزت سكان المدينة وتقليصها .

اخيراً ، ما اسلفناه ليس سوى نقد تاّبعَ المراحل السابقة التى نقلت تركيا إلى مصاف الدول الصناعية ويتابع ايضاً اليوم إخفاقات من نقلها ، لهذا مطلوب من حزب العدالة حشد أعضاءه ومناصريه والجماهير بشكل عام في مدينة أسطنبول لكي يأتي بالأصوات الأغلبية التى بدورها قفط ستقنع الأتراك والعالم بأن إعادة الانتخابات كان حق ديمقراطي . والسلام
كانب عربي