في الذكرى 71 للنكبة .. كيف ننهي مأساتها بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-05-16
في الذكرى 71 للنكبة .. كيف ننهي مأساتها بقلم:خالد صادق


في الذكرى 71 للنكبة..
كيف ننهي مأساتها
خالد صادق
سياسة الاحتلال الصهيوني تقتضي ان نبقى كشعب فلسطيني نعيش نكبتنا, وتبقى تفاصيلها حاضرة أمام أعيننا, وان ما حدث قبل واحد وسبعين عاما على يد عصابات الإجرام الصهيونية من مجازر دموية, يمكن ان تفعله "إسرائيل" في أية لحظة دون ان يهتز لها جفن, أو ترتجف لها يد, هذا ما تريد "إسرائيل" ان تظهره لنا كي نبقى نعيش حالة من الرعب والخوف, ونعمل لها ألف حساب في كل خطواتنا وأفعالنا, خاصة ان مشروعها الاستعماري لم يكتمل بعد, وحلم "إسرائيل" الكبرى لا زال يراودها, فهو معتقد توراتي لا يمكنها ان تتخلى عنه أبدا, وسيبقى هدفا لها, ولربما تمثل صفقة القرن التي أعلنتها الإدارة الأمريكية وتبنتها "إسرائيل" تجديدا لنكبة فلسطينيين, خاصة ان الصفقة تم الإعداد لها بموافقة ومباركة العديد من الدول العربية, وأصبح هناك من ينادي بإنشاء وتكوين تحالف عربي إسرائيلي مشترك, لمواجهة الأخطار التي تتعرض لها المنطقة العربية, فبقدرة قادر تحولت "إسرائيل" من عدو مركزي للأمة, إلى حليف استراتيجي وشريك في المنطقة, يدافع عن مصالح العرب ويدفع عنهم الأذى, وللحقيقة ان هذه هي النكبة يعينها, فالعرب تحالفوا مع الشيطان.
لو أردنا ان نستعرض النكبات التي أصابت القضية الفلسطينية لوجدنا ان الرسميين العرب هم من يقفون وراء نكباتنا, فنكبة إل 48 كان وراءها العرب الذين طالبوا الفلسطينيين بعدم قتال اليهود ووقف المعركة, وسلمونا أسلحة فاسدة في مؤامرة دنيئة حيكت ضد الفلسطينيين, وأسباب هزيمة إل 67 والتي سميت "بالنكسة" جاءت بسبب تخلي العرب عن واجبهم في الدفاع عن أنفسهم أمام أطماع "إسرائيل" في المنطقة, أما خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان عام 1982م, فقد جاء نتيجة خوض فصائل المنظمة المعركة وحدهم في لبنان دون أي نصير عربي يساندهم, ودبرت مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في مخيمات اللجوء بلبنان ضد الفلسطينيين, ثم تبع ذلك نكبة "اوسلو" تلك الاتفاقية المشؤومة التي وقعتها منظمة التحرير مع "إسرائيل", والتي منحت الإسرائيليين كل شيء وشرعنته, دون ان تأخذ منهم أي شيء, وهي النكبة التي أدت فيما بعد إلى نكبة الانقسام الفلسطيني, والى نكبة الحصار والعقوبات المفروضة على قطاع غزة منذ ثلاثة عشر عاما, ولا زالت مستمرة حتى الآن, وخلال هذه المدة شن الاحتلال الصهيوني ثلاث حروب طاحنة على قطاع غزة, بخلاف العمليات العسكرية الخاطفة التي استمر ليومين أو ثلاثة.
السؤال المطروح الآن هو كيف ننهي نكباتنا ومآسينا التي يصنعها الاحتلال, هناك علامات مضيئة مرت بها قضيتنا الفلسطينية خلال معركة التحرر التي نحن في غمارها, ومن المفترض ان تكون هذه العلامات هي النبراس للخلاص من هذا الاحتلال البغيض, منها صمود مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت 1982 والذي يدل على إرادة فلسطينية لا تقهر, واستعداد للتضحية والفداء, ومنها أيضا انتفاضة الحجارة 1987م والتي قدم خلالها شعبنا الفلسطيني ملحمة كبرى بأبسط الإمكانيات التي بين يدية بالحجر والمقلاع , وتبعها انتفاضة الأقصى والتي طورت فيها فصائل المقاومة من أدائها وسلاحها وعملياتها العسكرية النوعية, حتى انجلى الاحتلال عن قطاع غزة مهزوما مدحورا, ثم حروب ثلاثة خاضها الاحتلال ضد غزة انتهت كلها بفشل الاحتلال في تحقيق أهداف العدوان, وانتصار المقاومة والشعب الفلسطيني, واثبت شعبنا انه قادر على الصمود والثبات وحماية مقاومته مهما كلف ذلك من ثمن.
الخلاصة إذا أن ما يبدد هذه النكبات ويمنع تكرارها هو تمسكنا بمقاومتنا وسلاحنا, والصمود في وجه الاحتلال, وما دون ذلك هو العبث والذي يفضي في النهاية إلى النكبات, فليتمسك الشعب الفلسطيني بمقاومته وليحميها من كل الأخطار فهي رصيده الذي لا ينفذ.