ذاكرة اللجوء بقلم: باسمة صواف
تاريخ النشر : 2019-05-16
ذاكرة اللجوء: بقلم: باسمة صواف

"الكبار يموتون والصغار ينسون": هذه المقولة قالتها "غولدامائير"، راهنت على ذاكرة الأجيال الفلسطينية بانهم سينسون ما حلّ بآبائهم أو أجدادهم، سينسون المدن والقرى الفلسطينية التي هجروا منها.
وهنا يحضر السؤال: هل يكفي أن يحيي الفلسطيني -أخص الطالب- النكبة في يوم النكبة فقط؟!! أو أن يحيي مجزرة دير ياسين وكفر قاسم ويوم الأرض من خلال الإذاعة المدرسية فقط؟!!
شكلت النكبة منعطفا خطيرا على الفلسطيني وأصبح مشردا في أرضه وخارجها، وها هي الأجيال تتعاقب، لكن الذاكرة المحمولة لا تبقى مع الأجيال كما هي. صحيح أنه تم توثيق ذاكرة اللجوء بشكل شفوي وبالصورة أيضا؛ خوفا عليها من الضياع خاصة بعدما صار جيل النكبة يغادر الحياة بسبب الموت، وهذا يقودنا إلى التفكير بشكل مختلف مع تعاقب الأجيال، لماذا لا تصاغ ذاكرة اللجوء بأسلوب قصصي وتضاف إلى المنهاج الفلسطيني؟! فاللاجئ عندما تحدث عن مدينته وقريته لم يتحدث عن الاحتلال واللجوء فقط، بل تحدث عن جمالية المدينة، وعاداتها وتقاليدها.
هناك إشكالية أجيال في معرفة تاريخ فلسطين، كم من طالب حينما يُسأل عن النكبة يعرف الإجابة؟!! وحينما يُسأل من أين أنت ؟يجبك من مخيم كذا أو من مدينة. كذا -ويكون هو لاجئ-. وحينما تساله عن بلده الأصلي لا يعرف؟ّ! لماذا لا يتم صياغة ذاكرة اللاجئين من جميع المدن والقرى المهجرة وتدرس بالمدارس باسلوب (القصة) لجميع المراحل.
ولماذا لا يتم العمل على تثقيف هذا الجيل من ناحية أدبية، بادخال الرواية والقصة الفلسطينية كجزء أساسي في مادة اللغة العربية، الهدف منها ان يختار الطالب رواية أو قصة لكاتب فلسطيني وتتم مناقشتها مع المعلم/ة، كم طالبا يعرف من هو غسان كنفاني، او جبرا ابراهيم جبرا أو غيرهم من الأدباء؟!! حتى الشعراء الغالبية من الطلبة لا يعرف إلا محمود درويش.
لا يكفي أن نقول بتحدي الكبار يموتون والصغار يتذكرون لدحض مقولة الصهاينة بان الصغار ينسون..
لا بدّ من إعادة النظر في أشياء كثيرة لتزيد معرفة الطالب/ة بوطنه من الناحية التاريخية والأدبية والجغرافية، لا يكفي بأن يعرف الطالب بأن القدس هي عاصمة فلسطين، وأن يعدد ألوان العلم الفلسطيني، ولا يعرف شيئا عن النكبة والنكسة وحق العودة وغيرها من القضايا التي تخص القضية الفلسطينية.
أتمنى ان يتم تدريس ذاكرة أجدادنا بأسلوب قصصي لجميع المراحل لتعرف الأجيال القادمة حقيقة ما حدث..


15/5/2019