بعد 71 عاماً من النكبة هل اقتربت دولة الاحتلال من نهايتها بقلم:سليم سليمان
تاريخ النشر : 2019-05-16
بعد 71 من النكبة
هل اقتربت دولة الاحتلال من نهايتها؟
ولما تجلى الرب على إبراهام، منحه الأرض المقدسة من النيل إلى الفرات‘.... بالخط العريض هذه العبارة مكتوبة على مدخل الكنيست الصهيوني، فالدولة في العقيدة الصهيونية لقادة الاحتلال هكذا، وسوف نجد هذه الأيدلوجية متداولة في المناهج الدراسية حيث يوضح أحد الدروس التربوية ويقول وفي ذلك اليوم عقد الله ميثاقاً مع أبرام قائلاً: سأعطى نسلك هذه الأرض، من وادي العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات.
اليوم وبعد 71 عاما من نكبة فلسطين بهذا السرطان المسمى دولة الاحتلال الصهيوني، نتسأل هل حقق الاحتلال هذا الحلم المسمى بالدولة الكبرى؟ أم ان هناك معطيات خلال هذه المدة من الاحتلال الغاصب تبرهن ان الاحتلال فقد ميزة الهيمنة والتوسع وبدأت مرحلة الشيخوخة والانحسار.
وهنا نستطيع ان نقول أن حرب حزيران / يونيو سنة1967 بين دولة الاحتلال من جهة ومصر والأردن وسوريا من جهة ثانية قد شكلت انتكاسة تاريخية للعرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص، إذ احتلت إسرائيل على إثرها سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، فميدانيا تمكن الجيش الاحتلال من تدمير 80% من العتاد العسكري العربي وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية وإطلاق العنان للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، فكانت هذه الحرب بمثابة التوسع الثاني لدولة الاحتلال بعد أن رسخت أقدامها على الأرض عام 1948م.
بعد حرب أكتوبر 1973م، وما تبعها من توقيع معاهدة السلام بين مصر ودولة الاحتلال وبموجب هذه الاتفاقية انسحبت القوات الصهيونية من سيناء بالكامل عام 1982م، بعد احتلال دام 15 سنة، وهنا نستطيع ان نقول ان فكرة قبول الانسحاب من ارض يعتبرها الاحتلال من ضمن المقدسة حسب أيدولوجيته لهوعين الانهزام وبداية افول وانحسار هذا الجسم الغريب عن وطننا الحبيب، وعلى الرغم من اجتياح لبنان والبقاء في الجنوب اللبناني ما يقارب 18 عاما ثم تحت ضربات المقاومة يخرج وينحسر عام 2000م ويتقوقع على ذاته.
عام 2005م وبعد احتلال دام 38 عاما ينحصر الاحتلال وينسحب من قطاع غزة تحت ضربات المقاومة، لتبدأ مرحلة أخرى من الانحسار على الذات ولتتبخر احلام الدولة الكبرى شيئا فشيئا من جديد، وهنا مهما كان المترتب علي كل حالة من حالات الانسحاب الثلاث، فقد انتهي عهد التوسع الإسرائيلي، وبدأ عهد الانحسار، ولكن أحداً لا ينبغي يسرف بالتفاؤل المتسرع، فالانحسار الإسرائيلي سيكون بطيئاً، طويلاً، وشاقاً ويحتاج منا أولا كفلسطينيين الى الإسراع في لم الشمل الفلسطيني على أرضية الشراكة والوحدة لمواجهة الأخطار المحدقة بنا من جانب وللعمل على القضاء على هذا الاحتلال بكل السبل والطرق التي كفلتها لنا كافة الشرائع الدولية.
هذا على صعيد التوسع على الحرب أما الخطر الثاني الذي يخشاه قادة الاحتلال كتابه وادبائه هو الخطر الديمغرافي على وجودهم وكان ابرز ما تحدث في هذا الموضوع البروفيسور اليميني الصهيوني بيني موريس وهو من أشهر المؤرّخين في دولة الاحتلال وتوقّع البروفيسور اليمينيّ-العنصريّ الإسرائيليّ نهايةً عصيبةً لليهود في إسرائيل، حيث قال إنّ الفلسطينيين، لن يتنازلوا قيد أنملة عن مطالبهم، لأنّهم يؤمنون بأنّ اليهود في إسرائيل، والذين يبلغ عددهم 6 حتى 7 مليون، يُحاطون بمئات الملايين من العرب، وباعتقادي، فإنّه خلال ثلاثين عامّا حتى خمسين عامًا على الأكثر سيتغلّبون علينا بشكلٍ أوْ بآخر، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ إسرائيل ستصل إلى درجة الأفول، عاجلاً أمْ آجلاً، وسيتحوّل اليهود إلى أقليّةٍ مُضطهدةٍ، ومَنْ يقدِر عليه الهروب إلى أمريكا، على حدّ قوله.
من جانب أخر اكد "أبراهام بورغ"، رئيس "الكنيست" الإسرائيلي الأسبق، في مقال له إن "نهاية المشروع الصهيوني على عتبات أبوابنا، وهناك امكانية حقيقية لأن يكون جيلنا آخر جيل صهيوني"، واصفا اسرائيل بأنها "معزل (غيتو) صهيوني" يحمل بذور زواله في ذاته ووصف إسرائيل لذاتها بأنها دولة يهودية هو مفتاح زوالها، اذ إن دولة يهودية هي بمثابة مادة متفجرة، ديناميت".
نعم 71 عاما بما فيها فقدان الفلسطينيين أرضهم التي شردتهم منها العصابات الصهيونية عام 1948م، لا بد لهم ان يتفالوا من هذه المعطيات التي اكدت بالحقائق على الارض ان الاحتلال الى زوال وان الفلسطينيين لن ينسوا ارضهم وديارهم التي طرودا منها وانهم حتما سيعودون لها و ما مسيرات العودة المستمرة منذ اكثر من عام الا تأكيدا لهذا المبدأ رغم انها في نظر البعض لم تحقق المطلوب.
بقلم الاستاذ الباحث سليم سليمان