يبقى الأمل بجيل الشهيد عمر أبوليلى بقلم فادي أبو بكر
تاريخ النشر : 2019-05-16
يبقى الأمل بجيل الشهيد عمر أبوليلى بقلم فادي أبو بكر


يبقى الأمل بجيل الشهيد عمر أبو ليلى 

مثّل يوم 17 آذار / مارس 2019، يوماً فارقاً في العمل الفدائي الفلسطيني، حيث سطّر فيه جيل "ما بعد أوسلو" أبهى صور الملاحم والفداء في التاريخ النضالي الفلسطيني، ليجعل من نفسه أسطورةً  تُزاحم أساطير الثورة الفلسطينية المعاصرة.. إنه اليوم الذي نفذ فيه الشهيد عمر أبو ليلى (19 عاماً) من بلدة الزاوية/سلفيت، عملية بطولية نوعية أفقدت الكيان الإسرائيلي صوابه، وأدخلته في حالة هلع ورعب، لم تنتهي حتى بعد إعدام أبو ليلى واعتقال جثمانه بعد مطاردة استمرت أكثر من ستين ساعة. 

انتفضت مختلف المجلات، والصحف، ومواقع التواصل الاجتماعي، إثر استشهاد أبو ليلى. وقيل فيها أنه أعاد للذاكرة الفلسطينية سيرة حركة فتح الأولى، وأُطلق عليه لقب "رامبو فلسطين"، و"الفتى الهادى المشتبك"، والعديد من الألقاب والمسميات. كما أقرّت  الصحف الإسرائيلية بأن الشهيد أبو ليلى هزّ كيان "إسرائيل" من الداخل، وأربك منظومة الاحتلال الأمنية برمتها. 

إن فعل الشهيد عمر أبو ليلى لهو قيمة وطنية فلسطينية مشحونة بروح التضحية وقوة الأمل، وتعزز الوحدة، وتعلي الهوية الوطنية، وتستعيد أصل الصراع وحقيقته وغايته النبيلة العظيمة، فحبذا لو يتعّظ البعض!.

 واقع أن الجيل الحالي أكثر شجاعة، يُدلّل على أن الشعب الفلسطيني أصبح واعياً أكثر من أي وقت مضى بأن ثمن الحرية أغلى من الحياة، ويُذكّر الكيان الإسرائيلي مرةً أخرى، بأن السلام مربوط بإنهاء احتلاله للأراضي العربية المحتلة، وقيام دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس، وعودة اللاجئين والأسرى ليعيشوا في كنف دولتهم الحرة المستقلة.

لقد أكّد الشهيد أبو ليلى بدمه، أن هذا الجيل الصاعد سيبقى مشتبثاً بأمل الحرية، رغم ألم التضحية. وعليه نقول لمن ضلّ الطريق، ويتساوق مع "صفقة القرن" المزعومة، ويحاول تمرير أجنداته الضيقة، أن الخطاب الوطني هو الذي يتحدث لغة المجتمع .. هو خطاب منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولا يمكن أن يخترقه من لا يفهم لغة المجتمع .. من لا يفهم لغة جيل أبوليلى، فعودوا عن ضلالكم، ومدوا أيديكم للوحدة، فالمصلحة الوطنية تتطلب الربط بين كل المكونات لتجاوز الأزمات الراهنة، والمستقبلية، ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأعوانه، ومشاريعهم التصفوية.

وسط هذه العتمة المخيفة، والعنصرية الإسرائيلية، والكراهية الأميركية التي ترتفع في كل مكان، يبقى الأمل بجيل الشهيد عمر أبوليلى الذي يرفض الاحتلال ويتحدى أياً كانت التضحيات. فطوبى للشهيد عمر أبو ليلى، وللجيل الذي يتنفس سيرته، وبشراك يا فلسطين، فما زال هناك جيل يتنفس حرية، ولم يترك ساحات النضال فارغة.

فادي أبوبكر
كاتب وباحث فلسطيني
[email protected]