التصعيد الأخير في غزة إعلان حرب جديدة أم مفاوضات خشنة؟ بقلم:لارا أحمد
تاريخ النشر : 2019-05-16
التصعيد الأخير في غزة إعلان حرب جديدة أم مفاوضات خشنة؟ بقلم:لارا أحمد


التصعيد الأخير في غزة إعلان حرب جديدة أم مفاوضات خشنة؟؟

عاش سكان قطاع غزة الآونة الأخيرة على وقع أيام عصيبة جداً، إذ تزامن استعدادهم لاستقبال الشهر الكريم مع تصعيد غير مسبوق وغير متوقع بين القوات الإسرائيلية من جهة وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي من جهة أخرى.

 الرد الإسرائيلي هذه المرة كان بالقوة التي جعلت سيناريو حرب 2014 يعود لذاكرة الغزاويين، فإضافة للخسائر البشرية، أسفرت الضربات الجوية الإسرائيلية عن تدمير عدد لا بأس به من الوحدات السكنية ما جعل سكان القطاع يطالبون حركة حماس الإسلامية بالتعجيل في الوقف الفوري للاشتباك خاصة وأن البينة التحتية الكارثيّة لم تعد تتحمل مزيد من الدمار و الخراب.

حركة حماس والتي تسعى إلى تحرير نفسها من طوق الضائقة الاقتصادية التي تعيشها منذ فترة - خاصة بعد فقدان الدعم السخي الذي كانت تتلقاه من إيران التي تعيش بدورها على وقع عقوبات اقتصادية دولية وقطر التي ترزح تحت حصار دول الجوار – لم تجد تقريباً أي تجاوب شعبي بل على العكس فقد أشارت تقارير عديدة إلى أن سكان القطاع جاهروا برفضهم لهذه الجولة الجديدة من التصعيد في شهر رمضان المبارك إذ يتساءل الكثير منهم عن جدوى دخول غمار حرب خاسرة لن تزيد الطين إلا بلة.

على الصعيد الدولي فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى ممارسة أعلى درجات ضبط النفس ومحاولة الوصول لاتفاق يضمن إيقاف تبادل إطلاق النار والجلوس على طاولة الحوار. 

يعتقد البعض أن القاهرة وحدها قادرة على حل النزاع خاصة وأنها الوسيط الوحيد الذي يحظى بالثقة الكاملة من الجانبين، القيادة المصرية والتي تعمل دائماً من أجل منع الإنزلاق لحرب شاملة لم تصدر بعد أي بيان رسمي، إلا أن تقارير عديدة أشارت إلى أن القاهرة على اتصال مستمر مع الفصائل الفلسطينية المسلحة من أجل توقيع اتفاق هدنة ولو وقتية.

يرى كثير من المهتمين بقضايا المنطقة أنّ فشل جولة المفاوضات الأخيرة يُعد أحد أهم أسباب هذا التصعيد، لكن يمكن القول أنّ التوقيت لا يخدم أيّ طرف دون آخر، فالغزاويون يرغبون في الاستمتاع بالأجواء الرمضانية الفريدة والإسرائيليون بدورهم يستعدون للاحتفال بيوم الاستقلال ومسابقة الأغنية الأوروبية يوروفيجن.