اسرائيل تسرق معلومات تكنولوجية بقلم:د.محمد بكر البوجي
تاريخ النشر : 2019-05-16
اسرائيل تسرق معلومات تكنولوجية بقلم:د.محمد بكر البوجي


اسرائيل تسرق معلومات تكنولوجية

معروف أن الدولة العبرية مدللة في معظم أنحاء العالم ، لأنها قائمة على صناعة الدمار في المنطقة العربية، وهي من يشغل مصانع الأسلحة في الدول العظمى بصورة متواصلة لأنها تخطط لإشعال الحروب في المنطقة، فهي فوق القانون، بل وتتجاوزه داخل بعض الدول التي ترى أن الدولة العبرية اليد الأقوى في المنطقة والقادرة على صناعة مشاكل وحروب ، وأيضا صناعة اتجاهات مخالفة للحكومات العربية ، بل وجماعات مسلحة تناكف الحكومات والمجتمعات العربية كي تمنع المجتمع العربي من الاستمرار في مشروع النهضة الحضارية ، ولنا في الجزائر نموذجا وفي مصر وسوريا والعراق، تحاول هذه الدول أن تنهض صناعيا، فتعمل إسرائيل إلى صناعة اتجاهات مسلحة لتدمير البنية التحتية لمشروع النهضة، كانت الجزائر دولة مرشحة لأن تكون متطورة زراعيا وصناعيا وحاولت الدخول في المجال النووي، فجأة ظهرت مجموعات مسلحة تدمر كل شيء خاصة المصانع الحساسة، توقف المشروع النهضوي لعشرات السنيين القادمة، كذلك مصر عندما كان الزعيم ناصر يطور مصانع متقدمة للسيارات والأجهزة الكهربائية والأسلحة والصواريخ عمدت إسرائيل إلى إجهاض هذا المشروع في حرب 1967 بمساعدة الدول الكبرى.

تلجأ إسرائيل إلى الدعاية والإعلام لتظهر بصورة المصنع للتكنولوجيا وأنها تسبق العرب حضاريا بعشرات السنيين. قد يبدو هذا الكلام صحيحا نوعا ما، لكن الباحث عن الحقيقة يجد أن إسرائيل تضخم أي إنتاج لها مهما كان بسيطا، مثلا في حرب الانتفاضة الأولى عام1987 وبعد عامين من الإنتفاضة أعلنت إسرائيل أنها انتجت سيارات لا تتأثر بالحجارة، محاولة إثارت الرعب في قلوب الأطفال والشباب الفلسطيني، عندما ظهرت هذه السيارات اتضح أنها تحمل لوحات شبكية بسيطة على الزجاج الأمامي للسيارات العسكرية، فقط هذا هو الإنتاج، كذلك أنتجوا دبابة تطلق وابلا من الحجارة على المظاهرات والبيوت الفلسطينية، لكن شباب الإنتفاضة اخترعوا شيئا عجيبا لإيقاف هذه الدبابة عند حدها ، قام الأطفال بوضع أكياس الخيش النيلون ( شكارة) بين أسنان عجلة الدبابة، توقفت تماما عن الحركة فصعد الأطفال فوقها يرقصون مما أدى إلى تراجعها عن الخدمة. إنها حرب أعصاب تخوضها إسرائيل في إعلامها فتقول : أنها تساهم بصناعة الصواريخ الدفاعية ( باتريوت) لكن الحقيقة أنها تصنع فقط الجهاز الحديدي الخالي من أي أداة تكنولوجية، إذن هي ورشة عمل لأمريكا وللغرب فقط .

في حديث مع صديقي الطبيب في المانيا أبلغني أنه ضمن فريق عمل نجح في صناعة شبكية جديدة وأن علاج العمى الناتج عن الشبكية أصبح سهلا. بعد أيام من المكالمة سمعت في الإعلام الإسرائيلي: أن فريقا طبيا في إسرائيل قد توصل إلى علاج الشبكية.. الخ و في خبر آخر قالت إنها صنعت سيارة تصلح لأن تكون طائرة مروحية ثم تنزل وتسير في الشوارع لترتيب حركة المرور،  لكن الحقيقة أن إيطاليا هي أول من قام بتصنيع هذا النموذج. 

إسرائيل تعمل على إجبار أو إقناع أي يهودي في العالم له مصانع ناجحة أن يفتح له فرعا فيها وتقوم بالتصدير إلى العالم. 

تقوم إسرائيل بسرقة المعلومات من مراكز الأبحاث العالمية في الدول الصناعية الكبرى ، وهي من أهم مهام جهاز المخابرات الإسرائيلي أن يتسلل إلى مراكز الأبحاث حتى في الدول الصديقة التي تربطها بها تبادل معلومات وتكنولوجيا ، والجاسوس الأمريكي اليهودي (جوناثان بولارد) نموذجا على ذلك ، وهو مواطن أمريكي يهودي يعمل ضابطا في البحرية الأمريكية ، كان يتجسس على مراكز المعلومات ومنظومة الاتصالات فأرسل إلى إسرائيل ألآف الوثائق مقابل مليون دولار وضعت في حسابه ، فأصاب الأمن القومي الأمريكي بأضرار فادحة على مستوى المعلومات السياسية والعسكرية لأمريكا وأصدقائها، تم القبض عليه وسجن مدى الحياة، بعد ثلاثين عاما أفرجت عنه أمريكا في صفقة مشبوهة لا يعرف أحد أسرارها.

والمعروف عندهم أنهم يجلبون الأدمغة اليهودية من كل أنحاء العالم ولا يشجعون هجرة الأدمغة، بل يعملون جاهدين على بقائها باغراءات مالية وامتيازات خاصة.

  ومن أخطر ما قام به الكيان الصهيوني هو سرقة الأرشيف الفلسطيني من مدينة بيروت ، عندما اجتاحت القوات الصهيونية لبنان عام 1982 قامت بنقل شاحنات من الكتب والوثائق والأفلام من بيروت إلى إسرائيل. 

إسرائيل ليست كما نراها نحن، إطلاقا، واليهود ليسوا صفوة البشر، وليسوا أذكياء إلى حد الخرافة، إنهم بشر عاديون فيهم الأغبياء والأذكياء، وفيهم طبقة دنيا كثيرة ، فيهم فئة المدمنون وتجار المخدرات، يحكمون بعض شوارع تل ابيب ليلا ولا تسطيع الشرطة دخولها . إسرائيل تعتمد أولا وآخرا على سوء سلوك الإدارة في الوطن العربي ، وتهجير الأدمغة العربية إلى أوروبا، بحيث يخلو الوطن العربي من الطاقات الإبداعية في الصناعة والتطور التكنولوجي. الآن نحن في صراع حضاري مع الكيان الصهيوني، شبابنا ليسوا أقل منهم ،  إطلاقا، بل هم يدركون أن مصر تمتلك طاقات بشرية وعلمية تستطيع التحدي، لكنهم يدفعون الدول الأوروبية إلى تشجيع الشباب النبغاء على البقاء خارج الوطن العربي وخارج مصر، ومن يعود إلى وطنه في تخصص نادر تقوم باغتياله، حدث هذا كثيرا. إنها دولة الشر بلا منازع ، أو كما يقول الأثر الألماني، إذا رأيت اختلافا بين زوجين اعرف أن وراءه يهوديا.