الصمت عن الفساد يجر نحو الظلم والاستبداد بقلم:أ.د.حنا عيسى
تاريخ النشر : 2019-05-15
الصمت عن الفساد يجر نحو الظلم والاستبداد بقلم:أ.د.حنا عيسى


الصمت عن الفساد يجر نحو الظلم والاستبداد(أ.د.حنا عيسى)

"أهم عناصر قوة الأمة جودة تعليمها ونزاهة قضائها وحسن اختيار قادتها ومحاربة الفساد على كلّ مستوى"

"الانفجار  السكاني والبيروقراطية والتعليم المتخلف والانهيار الأخلاقي ،ذلك هو رباعي الفساد الذي يقيد أيدينا وأرجلنا ويعوق إنطلاقنا ، وعلينا أن نصارعه ونصرعه ونتفوق عليه ، وبغير ذلك تظل كل الشعارات التي نطلقها والمؤتمرات التي نعقدها والخطب التي نرددها عن زيادة الانتاج وإصلاح التعليم مجرد كلام في كلام في كلام "

(يعزى الترهل والفساد الإداري في المجتمع إلى تراجع في المستوى الحضاري والتراجع في القواعد التنظيمية والضعف في المساءلة ، وعليه فلا يمكن اعتبار الفقر السبب في الترهل والفساد كما ينادى الآخرين . فالفقر هو نتيجة للترهل والفساد الإداري وليس سببا فيه. ففي حال فقدان مبالغ كبيرة من الأموال بطرق غير مشروعة يؤثر ذلك سلباً في النتيجة الاجتماعية والاقتصادية تأثيرا يتمثل في حرمان المواطنين من حقوقهم الأساسية.


إن الفساد بهذا الشكل الكبيرهو نتاج لعدم الكفاءة المؤسسية وضعف الاستقرار السياسي والرتابة الحكومية البيروقراطية وضعف الأنظمة التشريعية والقضائية. وهذا يدعو إلى ضرورة إيجاد مبادرات جريئة وواعية لمحاولة فهم الفساد بجوانبه من حيث الأسباب والنتائج ولكن المحاولات التي تعالج الفساد كمشكلة قليلة وذلك يعود إلى انه متى نشأ النظام الفاسد واستقر وكانت هناك أغلبية تعمل داخلة فلن تكون هناك حوافز لدى الأفراد لمحاولة تغييره أو الامتناع عن المشاركة فيه حتى لو كان كل شخص سيصبح في حال أفضل لو زال الفساد. وهذه معضلة كبيرة نعانى منها جميعاً. ومن هنا يمكن الاستنتاج أن الفساد وعدم الاستقرار السياسي وجهان لعملة واحدة. فالسلطة المطلقة تقود إلى فساد مطلق.

اذن لابد من وضع استراتيجية لمكافحة الترهل والفساد الإداري بجميع مؤسسات الوطن من خلال النقاط التالية :.

• وضع أنظمة وقوانين صارمة لمعاقبة المتورطين في قضايا الفساد.

• إنشاء لجنة عليا مستقلة للتحقيق في التجاوزات والشكاوى المتعلقة بقضايا الفساد.

• إتباع سياسة المصلحة العامة والكفاءة في تولى المناصب الإدارية وغيرها.

• إشراك الجمهور في تشخيص الظواهر الفاسدة. (فالجمهور هو الأكثر معرفة بمواقع حدوث الفساد وشكل الفساد وهم بذلك مصدر للمعلومات عن مواقع حدوث الفساد، وشكل الفساد المنتشر، وتشكل استشارة الجمهور جزءاً مهماً لمعرفة الخلل في أنظمة الدولة.

• التركيز على الوقاية عن طريق إصلاح الأنظمة الفاسدة.

• تحسين مستوى المعيشة للعاملين .

لكي ننجح في تطبيق الإستراتيجية السابقة يتطلب من جميعاً التركيز على الجوانب التالية:

1. الجانب الديني: تنمية المنظومة القيمية الدينية لدى المواطن.

2. الجانب التثقيفي: زيادة الوعي بمخاطر الفساد من خلال المؤسسات التربوية والمجتمع المدني وكافة أجهزة الإعلام.

3. الجانب السياسي: بإيجاد نظام قائم على الديمقراطية والتعددية والانفتاح.

4. الجانب الاقتصادي: توفير فرص عمل والحد من ظاهرة البطالة والفقر.

5. الجانب التشريعي: متابعة وتطوير القوانين والتشريعات لمواكبة التطور المستمر في شتى جوانب الحياة ولمحاربة الفساد بكل شفافية.

6. الجانب القضائي: استقلالية الجهاز القضائي والنزاهة وان يمارس دورة بمعزل عن الضغوط والتدخلات.

7. الجانب الإداري: من خلال الالتزام بأخلاقيات المهنة.

8. الجانب البشرى: باختيار الموظفين على أساس الجدارة والكفاءة.

9. الجانب الرقابي: تعزيز هذا الجانب يزيد من التزام الموظف بعملة قدر الإمكان.

10. جانب المشاركة: وذلك يجعل القرارات مبنية على النقاش والحوار وأخذ الرأي العام في أجواء من الحرية والمسؤولية).