الاستيطان الصهيوني يستعر، والنكبة لا تزال مستمرة..!!بقلم:م. صلاح أبو غالي
تاريخ النشر : 2019-05-15
الاستيطان الصهيوني يستعر، والنكبة لا تزال مستمرة..!!بقلم:م. صلاح أبو غالي


الاستيطان الصهيوني يستعر، والنكبة لا تزال مستمرة..!!

بقلم الكاتب والباحث/ م. صلاح أبو غالي
تحريراً في: 14/5/2019

نعم .. هكذا تبدو الامور، يوماً بعد يوم والتجاوزات الصهيونية بحق أهلنا في مدن وقرى الضفة الغربية والقدس في تزايد ملحوظ، ووحش الاستيطان يزداد سعاراً في كل لحظة، وفي مخيلته تقبع كل مدينة أو قرية وكأنها فريسة وجب عليه نهشها بوحشية وقوة.
كيف لا وقوات الاحتلال الصهيوني تُسلِّم كل يوم إخطارات بالجملة للسكان الفلسطينيين بإخلاء منازلهم ومحلاتهم وأراضيهم للسيطرة عليها وتسليمها للمستوطنين، ناهيك عن مصادرة أملاك الغائبين في القدس.
لم تنتهِ النكبة عند العام 1948 وحسب، فقد كانت ولا زالت حاضرة في ذاكرة التاريخ الفلسطيني بامتياز، والهزَّات الارتدادية لذلك الزلزال لا تزال مستمرة وحتى يومنا هذا من خلال السياسات والممارسات الصهيونية اليومية على الأرض.
وكيف لا وقد احتلت إسرائيل باقي الأرض الفلسطينية ( 22% منها )، في العام 1967، ومنذ ذلك الحين والاستيطان مستمر، ومصادرة الأراضي في ازدياد، وتهجير الفلسطينيين في تعاظم.
وها نحن أمام واحدة جديدة من هذه النكبات، بل وتعد من كبرى عمليات الاغتصاب السياسي، حيث تم إعلان القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني وتم نقل السفارة الأمريكية إليها، وحذا حذوهم بعض دول العالم المتغطرس، وصفقة القرن ستجهز على ما تبقَّى من الوطن المُغتصب، ليُسجِّل الصهاينة صفعة جديدة لشعبنا ويغرسوا خنجرهم المسموم في خاصرة التاريخ الفلسطيني بلا شفقة أو رحمة، والسلطة الفلسطينية تقف عاجزة أمام هذه الغطرسة الصهيونية والتي فاقت كل تصوُّر وتجاوزت كل الخطوط الحُمر، وخرقت كل ما يُسمَّى بحقوق الإنسان والقوانين الدولية التي وضعت بهذا الخصوص.
لقد أصدر مجلس الأمن العديد من القرارات (233، 234، 235، 236،237، 240، 242) جراء العدوان الصهيوني على الدول العربية في العام 1967 ومن ضمنها فلسطين.
وقد تميز القرار "242" عن باقي تلك القرارات والتي لم تهتم سوى بقضية وقف إطلاق النار، فيما أشار القرار "242" إلى عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة ، كما طالب القرار دولة الكيان الصهيوني بالإنسحاب من الأراضي التي احتلتها، وتحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين.
هذه هي الحقيقة .. كل الحقيقة رغم قسوتها ومرارتها ، العالم يرقب ويشاهد ولكن !! لا أحد يحرك ساكناً ولا أحد يجرؤ على الإستنكار أو التصريح ببطلان هذه التصرُّفات والقرارات الجائرة والتي لا تَمُت للإنسانية بصلة، وكيف لا وقد أصبح دور الأمم المتحدة هو توثيق لتلك الانتهاكات المستمرة منذ أكثر من 71 عاماً فقط، وفي أحسن الأحوال إرسال التقارير الموثقة عبر لجان المتابعة والمراقبة في الضفة وغزة إلى مقراتها المنوطة بهكذا أمور أو عقد جلسة للجمعية العامة أو مجلس الأمن والنتيجة مزيداً من التوصيات يتبعها استنكار وقرار جديد يضاف إلى جملة القرارات الصادرة بهذا الخصوص.
إلى متى ستبقى النكبة مستمرة ؟؟ وإلى متى تبقى نكبتنا الكبرى على مستوى الانسان الفلسطيني في كل من غزة والضفة، والمتمثلة في حالة التمزُّق والفُرقة والتَّشرذُم باقية وحاضرة، والمصالحة تراوح مكانها بل يبدو أنها انتهت من حاضر ومستقبل الطرفين، والكل يحمِّل المسئولية للآخر، وهنا لا أستثني أحد من وضعه أمام مسئولياته، فالاحتلال البغيض فقط وحده المستفيد من هذه الحالة، ووفقاً لها باتت دولة الكيان الصهيوني المسخ (اسرائيل) كل يوم ترسِّخ لنكبة جديدة بحق أهلنا الصامدين على ثرى أرض فلسطين، نكبة بلون وطعم جديد ؟؟؟!!!
@ صلاح أبو غالي