أهي النكبة أم بداية النكبات ؟ بقلم محمود سليم
تاريخ النشر : 2019-05-15
أهي النكبة أم بداية النكبات ؟ بقلم محمود سليم


على مدار أكثر من سبعين عاما يحيي الفلسطينيون في كل أماكن تواجدهم في الخامس عشر من مايو ذكرى تهجيرهم ونكبتهم مستذكرين مرارة التهجير وما صاحبها من جرائم ومجازر قامت بها العصابات الصهيونية بحق كل ما يمت للفلسطيني بصله
هذه الذكرى الاليمة تمثل أقسى تجربة واشد زلزال تعرض له الفلسطيني على مدار التاريخ ولا شك بأنها نكبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولكن لنكون منسجمين ومتصالحين مع أنفسنا علينا ان نجيب بكل صراحة هل كانت نكبتنا بأحداث ذلك اليوم فقط؟
لا شك بأن هذا التاريخ كان فاصلا ومحوريا فيما تلا ذلك من أحداث ولكن هذا الزلزال قد لحقته ارتدادت لم تكن أقل عنفا وظلما وقسوة في تاريخ الفلسطينيين ألم تكن نكبتنا حين تخاذلت أمة بأكملها ووقفت عاجزة عن الدفاع عن موروثها التاريخي وحضارتها في فلسطين امام هذا الكيان الناشئ؟
ألم تكن نكبتنا حين تغير مفهوم الصراع من كونه عربيا صهيونيا لمصطلح جديد باسم الصراع الفلسطيني الصهيوني ؟كمخرج للحكومات العربية للتخلي عن واجبها في استرداد الارض المحتلة ألم تكن نكبتنا حين تسللت القيادة الصهيونية إلى كل مراكز اتخاذ القرار العربي وانهيار الجدار الأخلاقي الذي كان يعتبر التعاطي مع الاحتلال خيانة عظمى ليتحول بعدها الى وجهة نظر تستحق الاحترام واستمر الانحدار الاخلاقي ليصل التطبيع مع الكيان في وقتنا الحالي موقفا رسميا تتخذه الحكومات العربية وتدافع عنه النخبة ويخرجه بعض علماء الدين؟
ألم تكن ام النكبات حين تخلت منظمة التحرير عن البندقية وقبلت الاعتراف بحق الكيان بالوجود ؟ودخلت معترك التفاوض في لحظة لم تكن فيها تمتلك اي ورقة قوة تضغط بها على الاحتلال
باختصار شديد فإن نكبتنا هي نكبة تراكمية بدأت في الخامس عشر من مايو من العام 1948 ولا زالت مستمرة حتى هذه الحظة حتى اصبحت القضية الفلسطينية أشبه بالثوب المهترئ ما أن يقطب من جهة حتى يتمزق من جهة اخرى كاشفا عن عورة أمة كاملة لم تستطع حماية جزء مقدس من كيانها ولم تستطع تقدير خطر هذا السرطان من البداية ولا ينج الفلسطينيون أنفسهم من هذه المذبحة بحق القضية الفلسطينية فما نشهده من انقسام بغيض ألقى بتبعاته على كل مناحي الحياة هذا الانقسام هو أسوء ما تعرضت له القضية الفلسطينية من الداخل فهو البوابة التي هرول من خلالها الكثيرون بحثا عن التطبيع مع الكيان الغاصب والمحفز الاساسي لهذا التغول الصهيوني على الاراضي والمقدسات والارواح الفلسطينية وأداة يتنصل من خلالها العدو من كل إلتزاماته الدولية إن هذا العدو لم يتقدم خطوة واحدة إلا لأننا تراجعنا أميالا ولم يضرب أطنابه بهذه الأرض إلا لأننا اجتثثنا كل القيم التي تربطنا بأرضنا.