الرياضة النِسوية في غزة قوة ناعمة في مواجهة صعوبات كبيرة بقلم:سارة محمد سامي
تاريخ النشر : 2019-05-15
يعاني المشهد الرياضي العربي عموما من تهميش واضح للحضور النسائي مقارنة بالحضور الرجالي المكثف لأسباب عديدة لعل العوامل الثقافية أهمها ، إضافة لعزوف رجال الأعمال على الاستثمار في هذا القطاع نظرا لضعف العوائد المالية التي يمكن تحصيلها خاصة وان المتفرج العربي لا يعطي أهمية كبرى للرياضة النسوية ، ما جعل الحكومات تتولى بمفردها مهمة النهوض بهذا القطاع .
الوضع في غزة اليوم ليس استثناءً رغم أن القطاع كان سبَاقا في هذا المجال مع بداية الخمسينات عندما كان يخضع للإدارة المصرية ، ففي تلك الحقبة لاقت الرياضة النسوية رواجا غير مسبوق بين الأهالي و المجتمع، خاصة و أن القائمين على هذا المجال كانوا قامات وطنية محل ثقة الجميع كالسيدة ايفون فرح و السيد معمر بسيسو و الحاج سالم الشرفاء .
يمكن القول أن تلك المرحلة كانت مرحلة ذهبية في مسيرة الرياضة النسوية في غزة فالدعم المادي غير المشروط الذي قدمته الإدارة المصرية للرياضة عموما إضافة لإيفاد مدربين محنكين للفرق الرياضية للجنسين و تبادل الوفود الرياضية جعل هذا القطاع يبلغ أوجه .
تزامن التراجع الملحوظ لنشاط الرياضة النسوية مع تسلم القيادة الفلسطينية سلطة الإشراف على القطاع إذ فشلت الحكومات الجديدة في الاستثمار في هذا المجال أو حتى إعداد كوادر قادرة على تأطير الأجيال القادمة .
هذا التراجع الملحوظ لا يرجع فقط لافتقار هذا القطاع إلى الدعم المعنوي و المادي بل أن منعرجا اخطر تسبب بدوره بطريقة غير مباشرة في هذا التقهقر، فتداخل المعطى السياسي بالمعطى الاجتماعي بسبب تصاعد شعبية الحركات الإسلامية التي تحمل مشروعا مخالفا لمشروع الدولة المدنية الحديثة جعل معظم المكاسب التي حققتها المرأة الغزية في طريقها نحو التحرر و المساواة في خطر .
في غزة لا يقتصر الوقوف تحت الأضواء على المشاهير فقط فالمرأة الغزية قادرة على خطف الأضواء من خلال مقاومتها المستميتة لكل أشكال التمييز ضدها .
في هذا الإطار لاحظنا في الأيام الأخيرة وجود نماذج ملهمة لغزاويات تحدوا العراقيل الاجتماعية لتحقيق أحلامهم كدعاء شاهين مثلا التي مكنت الفتيات في القطاع من التعرف على الرياضات الاستعراضية بفضل مركزها التي أصرت على تأسيسه .