ماذا فعلت إسرائيل في سيناء؟ بقلم:د.محمد بكر البوجي
تاريخ النشر : 2019-05-15
ماذا فعلت إسرائيل في سيناء؟ بقلم:د.محمد بكر البوجي


ماذا فعلت إسرائيل في سيناء 
  الدكتور محمد بكر البوجي

عام 976 1 احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء كاملة مع قطاع غزة والجولان والضفة الغربية الفلسطينية ، في حرب  لم تكن متكافئة حضاريا وتكنولوجيا ، مساحة سيناء ثلاثة أضعاف مساحة فلسطين وهي جزء أصيل من الأراضي المصرية عبر التاريخ منذ الفراعنة وما قبل ، وهي الدرع الشرقي الذي يحمي مصر و أفريقيا من الهجمات القادمة من آسيا ، لهذا كان الجيش المصري في عهد الفراعنة يعتبر سيناء أرضا عسكرية تسمح له بدخول آسيا إلى رفح وفلسطين والشام ثم العراق وهذا ما فعله الجيش المصري قبل خمسة الآف عام حينما وصل إلى بلاد الرافدين واحتل الشام كاملة . سيناء بالنسبة لإسرائيل عبء  أمني وعسكري لكنها أرادت أن تتحايل على نفسها وتخلق منها منطقة ذات فائدة اقتصادية وأمنية ، لم يكونوا على دراية بان أفضل أنواع الخوخ واللوز فيها ، وأن سيناء تصلح لزراعة كل شيء إذا توافرت  فيها المياه .  حاول جيش الاحتلال استغلال بساطة أهلنا البدو في عمق الصحراء للتنقيب عن الآثار فهي سلعة اقتصادية تدخل ملايين الدولارات ، لكنهم كانوا يجوبون سيناء لمعرفة مواقع العدو ونقل المعلومات إلى مصر .
إسرائيل تزرع أرض سيناء:
 أرادت إسرائيل ضمن حربها النفسية والحضارية ضد العرب أن تظهر للعالم أنها دولة قادرة على صنع المعجزات فقامت بزراعة قطعة أرض صغيرة بطريقة غريبة ومكلفة ماليا ،  فقامت بجرف التربة الأصلية ووضعت نايلون تحت الأرض ، لأن الأرض رملية تمتص الماء بسرعة ، وجاءت بتربة صناعية زراعية ، كانت تزرع كميات بسيطة من الطماطم والفلفل والبطاطا وغير ذلك من الزراعات الخفيفة وتصدرها إلى أمريكا وتكتب عليها مزروعة في سيناء مع صورة  للمزرعة توضح شطارتهم ، في ذلك لم يكن يعلم المستهلك الذي اشترى كيلو البطاطا بدولار واحد أن تكلفته حوالي ثلاثة دولارات ، أي أن إسرائيل كانت تخسر دولارين في الكيلو الواحد مقابل الوهم الحضاري الذي تدعيه ، لكن في المقابل كانت قد أحاطت منطقة بالأسلاك الشائكة وجعلته سجنا للفلسطينيين و أهالي سيناء حيث التعذيب والزنازين في شدة الحر والعطش ،  كثيرون هم من القيادات السيناوية والفلسطينية سجنوا شهورا في هذا المعتقل ، أهمهم الدكتور حيدر عبد الشافي  ، وصديقه موسى سابا .

إسرائيل تسرق الرمل والسمك والنخيل :  
مليئة  سيناء بالخيرات التي لا حدود لها ، لهذا  أقام اليهود مستوطنة صغيرة بجوار بحيرة البردويل كان هدفهم صيد السمك وترحيله إلى داخل  فلسطين المحتلة ،  كله كان على حساب الصياد العرايشي الذي أحيانا كان يضطر إلى اصطياد السمك الصغير . رايت بأم عيني شاحنات تشحن أشجار النخيل من العريش ومن منطقة أبو صقل غربي العريش ، هنا توجد أفضل أنواع النخيل ، كانت إسرائيل تسرق الاشجار وتزرعها وتدعي انها نخيل يهودي من ميراث الآباء والأجداد منذ القدم ، هذه الشاحنات لم تتوقف مطلقا عن نقل النخيل من سيناء إلى داخل فلسطين المحتلة ، الأهم من ذلك شاحنات أخرى كانت تنقل رمال سيناء البيضاء الناعمة التي تصلح لصناعة الزجاج والخزف ، لم تتوقف هذه الشاحنات يوما طوال فترة الاحتلال الذي دام اثنا عشر عاما ، ويعد رمال سيناء الأفضل لكثير من الصناعات ومواد البناء.
إسرائيل تزرع آثارا لها في سيناء :
معروف أن إسرائيل لا تملك تراثا لها في فلسطين ولا في سيناء ولم تجد حتى اللحظة أي اثر بأي شكل كان لها في فلسطين ، وهذا باعتراف أساتذة الآثار في جامعة حيفا ، ومن يسمون أنفسهم المؤرخون الجدد الذين يرفعون صوتهم عاليا يفولون : أن لا آثار لبني إسرائيل في هذه البلاد فلسطين  ، مما دفع إسرائيل إلى زراعة آثار لها سواء في فلسطين أو في سيناء . عندما طالب الرئيس المصري أنور السادات إسرائيل وأمريكا بإزالة مستوطنة  (ياميت)  المقامة جنوبي رفح ، نجحت في ذلك مصر  ،رغم أن العدو كان يأمل أن يبقى فيها إلى الأبد ، وكانت مهيأة لاستقبال نصف مليون مهاجر يهودي وغير يهودي من روسيا وأوربا الشرقية ، لكن اليهود قبل انسحابهم منها  قاموا بجلب شاحنات فيها أطنان من المشغولات المعدنية المكتوب عليها كلاما عبريا ودفنوها في سيناء في حفر عميقة ولا يعرف أحد أين  هي الآن.
ألف مبروك لمصر وشعب مصر عودة سيناء إلى حضن الدولة المصرية وحضن الأمة العربية وستبقى سيناء أرضا مصرية إلى الأبد  ، حمى الله الجيش المصري ليصبح أقوى جيوش المنطقة ، حتى يحرر سيناء كاملة من الإرهابيين وأعوانهم.