لن يسكت قلب العاشق بقلم:يوسف حمدان
تاريخ النشر : 2019-05-15
سقط النجمُ على قَدَمي
فمشيتُ ولم أُحْرَقْ
فاضَ البحرُ أمامي وورائي
لكني لم أغرقْ
هدموا البيتَ
وأخلوا القريةَ والجامعْ..
وبقيتُ على أرضي
كالصخرةِ في بيت المقدسِ..
أو كالجُلمود الرابِضِ
في أحشاء الجَرمقْ
طعنوني في الظهرِ
وخانوني مراتٍ
وبقيتُ على أيماني المُطلقْ
حتى حين امتصتني الغُربةُ
ظلَّ الوطنُ الغالي
في كل عروقي يتدفقْ
قطعوا أشجارَ البياراتِ
وأغصان الزيتونْ..
وبقيتُ أُحَلِّق فوقَ الحاكورةِ
كالهدهد والحسونْ..
ما زلتُ هنا حياً أُرزَقْ
ما زال الماء الصافي
في قانا يتَرَقرَقْ
سرُّ حياتي أن بلادي
فيها ما يُعشق..
ولدتني أمي فيها
كي أعشق..
علمني حبُّ أبي
أن أعشقْ
مرأى العصفورةِ تبني عشاً
علمني أن أعشقْ
لمسات نسيم الصبح لصدري
أذكت في نفسي شُعلةَ حُبٍّ
لا تخبو أبداً..
أبداً ينبضُ قلبي بالحبِّ
ولن يسكتَ قلبٌ يعشقْ
ما دام فَراشُ الأزهارِ يطيرُ
وما دام العصفورُ يُزقزقْ
سيعيشُ بقلبي أملٌ..
سيظلُّ بصدري قلبٌ يخفقْ
مهما صخبت أصواتُ الباطلِ
سوف يظلُّ لساني ينطقْ
قد يبدو الليلُ طويلاً
لكني أعلمُ أن الشمسَ ستُشرِقْ
ولأني أعشقْ
ظلَّ الحبُ مِشَدَّاً لفؤادي
كي لا يتمزقْ
ما دام الحبُّ يُعمِّر أركانَ حياتي
هذي الصخرةُ لن تُفلقْ
لن تُسكِتَ قلبي خيباتُ الدنيا
سأرى حُلمي يتحققْ
وسيعلو في كل فضاءٍ
تحت سماء بلادي
صوتُ الحقْ
سيعود النرجسُ والريْحانُ
إلى الوديانْ
سيعود الناس سواسيةً
ويسود وئام بين الأديانْ
وسينتصر العدلُ
على الفُرقةِ والطغيانْ.
يوسف حمدان - نيويورك