غنج عصافير الضحى بقلم:طلعت قديح
تاريخ النشر : 2019-05-15
#غنج عصافير الضحى

يوما ما ستذكرني تلك السمراء، التي منحتني يوما ذاك الشال، عبر مفاتيح الزمن المشاكس، ستعلم يوما أن الذكرى لا تمحى، وإن جرت أمواج البحر لتسحق اسمي المدون على جدران قلبها، المتوج بغار الحلم الآتي اللاهث ما بين مفترق خصلاتها المتمردة.
ياعمر التعب الأنيق، والرمق الأخير في حكاية عطش قلبين، وُسما بالجنون.
لم أعبأ جرار الزمن بك كي تقولي لي ارحل يا أنت، أنا الحلم غير المتحقق في عالم زيف لم يبرح خوار عجل السامري.
ليتها تعلم يا جوع الشوق، أن زينة الحياة هي ابتسامة امرأة تشرق لشمس القلب قائلة: صباح الخير يا سكرها.
تعاتبني تلك النبضات التي كلما عضضت على شفتي لوعة، فارت كذاك المرجل المتأهب لغمزتها الذائبة كقطعة سكر متأرجحة على جسد يئن، ويرن على مقام حضنها.
يا ابنة الشاطئ اللامع على شوقين، وشربة النبيذ الماكثة في تفاحها المتورد.
لا اشتياق دون ذلك الذي يقال له وجع، فكل اشتياق دون مخاض لهفة ووجع، لا يعول عليه.
في غار حرائك تأملت كيف توضع النطفة في عجز الخلق، وتنور السندس لهّاث، لذات الكواعب العامرة بشآبيب سكناك في منبت الحميم، وترانيم البوح المتسلق لطرف شفتي الغائرتين في سكين لهيبك الموشح بسحائبها الملكوتية.
يا رافعة النجوم حول مدار نيساني، ما سمعت يوما بأن العرش يقام على كتفين من عاج، وفي ملمسك الخمري رقصات الغجر المتوجة بحضارة الفينيق، وتراتيل حمورابي، ولذّات خديعة طراودة.
مذ كنت بدأ الكون ولادته من جديدة، هل يقسم العالم اللامنتمي لعبير الشجن المتواطئ مع قلب ذات الصهوات الحائرات كلما تغيب ساعة!
كل صهيل للجياد لا تكون دونها، لا يعول عليه.

طلعت قديح