ليالٍ ربيعية.. بقلم:محمود حسونة
تاريخ النشر : 2019-05-05
ليالٍ ربيعية.. بقلم:محمود حسونة


1- خير!!!
لقد قدمت لكِ كل ما أستطيع وبرضا تام، وبذلت جهدا كبيرا في ذلك!!!
أنا لا أتخفى، سأقول لكِ كل ما في قلبي وبوضوح، هذه عادتي.
أرى أن المسافة بيننا ما زالت بعيدة!!! لن أعيد كل التفاصيل، كان من الممكن أن نلتقي في منتصف المسافة!!! لكنك تُصرين على موقفك، وكأن هناك أمرا سريا تخفيه ولا أعرفه، لك ذلك، لكني أرفض الضباب الذي يغلف علاقتنا!!!
ما قلته سيكون موقفي الأخير في العلاقة بيننا!!!
وقف هنيهة صامتا، ربما كان ينتظر شيئا منها…
ثم تركها ومضى وقبل أن يختفي عنها توقف والتفت إليها، لقد انفجرت بالبكاء!!!
غادر المكان وهو هادئ أكثر من أي مرة، وأخذ يتلاشى في ظلام المكان، ثمة صوت متحشرجا يأتيه من خلفه، ثم صار الصوت يعلو ويعلو يناديه باسمه، لم يعد يلتفت…
هناك صوت آخر يأتيه من داخله يعلو ثم ينحدر في أعماقه: هل تركتَ شيئا خلفكَ؟؟!! هل من أحدٍ ترك أثرا في قلبكَ؟؟!!
أوّل مرة يسمع هذا الصوت!!! توقف مطرقا رأسه… كانت تقترب منه مسرعةً، بسط ذراعيه وكأنه يلقاها بعد غياب طويل، وضمها من جديد مغمضا عينيه!!!
سأحكي لك كل ما أخفيه، من منا بلا أخطاء، لسنا ملائكة ولكَ أن تغفر…. بعدها لن أحزن!!!
ثم غابا تحت خيوط الأضواء الملونة صامتين، لم يعد أحد منهما يلتفت خلفه!!!
إنها ما زالت تلقي برأسها على كتفه، وكأنها بحاجة لغفوة طويلة!!!
2- الأمسية الأخيرة!!!
وجدت صعوبة كبيرة في الخروج من ذكراها!!!
لا أعرف ماذا أسمي تلك الأمسية حين التقينا مصادفة!!!
- ممكن أعرف اسمك!!! هكذا بدأ الحوار...
أمضيت أسبوعا كاملا، كل صباح تتصل بي..
أين ألقاك؟؟!! أرجوكَ لا تتأخر!!!
كنا نحكي طويلا في أشياء كثيرة... حكينا عن الحياة وعن الليل والمطر والبحر والربيع والأحلام و الموسيقى...
في الأمسية الأخيرة صعدنا تلك التلة المطلة على البحر مباشرة، وجلسنا …
قالت: أريد أن أرى البحر من فوق، لأكتشف علاقة البحر بالليل و بالنسمة المسافرة التي تلامسنا!!!
كانت فتاة شفافة، جميلة القلب، مسحورة بالبحر و الطقس اللطيف...
رغم اختلافنا في اللغة والثقافة كان وعينا ببعضنا شاملا…
أنتَ تدهشني، تدهشني بحبك للحياة، بحبك للناس، أنتَ تصنع غمرة الفرح كما يصنعون الحلوى!!!
- نعم، الفرح يا عزيزتي، لا يتطلب جهدا قاسيا، ربما وعي بالحالة!!! نحن نفرح برؤية الجمال، وأظن أن الجمال موجود، إذا أردنا أن نراه!!!
يمكن أن نرمم حياتنا بالحب والجمال!!!
ثمَّ أخذت تلتصق بي، ربما أحستْ بلسعة برد!!!
شعرت بحاجز شفاف قاسٍ لا أراه، شيء لا أعرف كيف هو!!! يمكن أن أسميه شدة الرهان والاشتياق!!! شعرت بالإرهاق والتعب!!!
ما هذه الأقدار الغريبة؟؟!!
هل فشلت في أن أكون عاشقا؟؟!!
أريد أن أقبلكَ!!! من أين أقبلكَ؟؟!! أشرت لها...
تبسمت وهي تقبلني أربع قبلات على وجهي...
أريد أن أكتب لكَ رسالة بلغتك أنتَ!!!
رسالة عاشقة وبخط يدي!!!! ممكن أن تساعدني؟؟!!!
ما زلت أحتفظ بالرسالة...
عندما أفتحها أشم رائحة عطر، عطر الشوق و الفرح!!!
أحبكَ، أحبكَ، لا تنسي هذا الحب أبدا!!! أحبكَ و أخاف عليك!!!
في صبيحة اليوم التالي كانت تغادر إلى بلادها البعيدة، البعيدة جدا!!!
أنا مازلت أحتفظ بكل ما كتبتِ في الرسالة!!! كل شيء بخير، كل شيء بخير!!! سلامٌ لقلبكِ الكبير...
3- طيف الضوء...
سمعت نقرا خفيفا على باب غرفتي ذات ليلةٍ دافئة!!!
لقد ناداني باسمي!!!
كان الصوت واضحا، لكنّي لم أعرفه!!! لقد كانت نبرته عالية!!!
حين نظرت في وجهه؛ اتسع النور في عينيّ!!! من أنتَ يا هذا الطيف؟؟!!! هل معك هدية لهذا الربيع؟؟!!
لفني بذراعيه وجلسنا سويا، وحيدين صامتين بين الجدران الباردة!!!
كلما حاولت أن أحدد ملامحه، اتسع الضوء في عينيّ!!! ما هذا الضوء الذي أراه؟؟!!!
كانت الصورة ملعقة قبالته على الجدار، تأملت الصورة، لقد كانت عيناه تشبهان عينا أخي زياد صاحب العينين الهائلة!!!
نهضت وشققت قميصه فبانت طعنة الغدر في ظهره!!! كانت كزنبقة حمراء...
هرولت مسرعا إلى غرفة أمي… أمي أمي، لقد عاد زياد!!!
لم تكن أمي في فراشها لقد غادرته منذ زمن!!
قالت حينها: سألقاه على غيمة نائية!!!
وبداية الحكاية…
ذات مرة والطقس لطيف، وفي الربيع كان موعدنا…
خطفنا قلب أبي وخطفنا معه قاربه!!! واندفعنا في البحر…
أشعل زياد المحرك؛ فاندفع القارب مسرعا، كنا نطارد عصفور الفجر!!!
لكنّ النوَّ صارعالٍيا والبحر عارما … وهاجمتنا الريح الهمجية والموجة العاتية!!!
قفزت من القارب، و بأعجوبة انزلقت من تحتها…
انقلب القارب واصطدم رأس زياد بصخرة ناتئة
بسط زياد جناحيه الملونين، وصار شفيفا خفيفا كزهرة في الفضاء عائمة!!!
حملت قلب أبي وقلب زياد وبقيت وحدي أحدو القافلة!!!
لكن الحكاية لم تنتهِ…
صار الطيف سرب نحل، متعدد الألوان بعضه باللون الأبيض، وبعضه باللون الأخضر، والأحمر غالب على كل الألوان، وألوانه زاهية.
أسمع طنينه على رقعة من الليل سوداء!!!!
صار السرب صوتا بلا صورة!!!
ابتعد الصوت، لعله سيجرب حظه مع هذا الربيع…
وأنا أظنّ أن الربيع بعيد!!! لكنّ الحكاية باقية…
هل نسيت شيئا؟؟!!
أريد أن أستردك يا زياد!!!
وأقل القليل أن ألتقط معك صورة!!!
يبتسم زياد، سأرسل عما قريب لك هدية الفرح!!!
وتبقى لزياد كل الذكريات ساطعة!!!
قاسٍ أن تفارق من تحب مرتين!!!
المرة الثانية كانت خاطفة!!!
4- رقصة الفراشة!!!
اللهيب حفلة زفاف الفراشة الأنيق، تتراقص حوله تلامسه بجناحيها تغرف منه الضوء!!!
تقترب مني كهمسة، ترشق بخفة وجهي بالنور، كرذاذ عطر منعش، وتكحل عيني بالضوء!!!
وأنا مشدود إليها أتمتم وأغني لها كطفل أغاني الفرح والربيع!!!
تذهب وتجيء بالضوء، ثم تنزلق إلى قلبي بهدوء تسحره بلون ناعم، ثمّ تعبر جسمي إلى أعمق نقطة، كفرح كبير…
ترتب الفوضى، تمسح بأجنحتها آلامي، تلتقط الغبار والحزن وترميه في الفراغ خارج أسوراي؛ فأشعر بما لا يوصف وأستريح !!!!
الفراشة… ريشة ربّي تزيني بالأضواء والألوان …
تنام على خدي كأنه خِدر لذيذ بها يليق!!!
تحكي لي حكايات الندى والعيد، وحكاية من ألف ليلة وليلة عن الجنية التي سحرت الأميرة إلى فراشة …
أية أغنية هذي التي تصدح في حديقتي؟؟!!
أية سحابة هذي التي تمطرني وتبللني بعسل الضوء؟؟!!
أخذتني نشوى وحمى الضوء!!! صرت أركض وراء فراشتي حافيا وهي ترتجف أمامي وتصرخ من فرط هشاشتها...
ثم صرت أطير كحمامة تتبع خيط حرير...
لكن فراشتي سقطت في اللهيب!!! احترقت فراشتي، وناحت حمامتي وانطفأ النور...
صدمني الفراق وكل الخوف، لقد تركتني فراشتي وحيدا على حافة الطريق!!!
هل سقطت الفراشة في اللهيب لتعيش حياة العسل الأبدية كما تقول الأساطير؟؟!!!
الفراشة التي التهمها اللهيب هي حبيبتي!!!
النجمة الهاربة في البعيد ويتبعها قلبي ويستجير!!!
5- هل أزيد؟؟!!
السمراء التي قدمت لي كأس النبيذ، تعرف جيدا أنِّي لا أشربه!!!
لقد اختارت له اسما آخر!!!
قالت: سأبارك حبنا حتى ولو بكأس وحيد!!!
إنه من العنب الحامض...
من أزهار جديدة لم ترها ولم تحلم بها!!!
من كرز كلون فستاني هذا الفاتن الفريد!!!
من فواكه وأعناب لا يزول طعمها أبدا!!!
لقد جمعتها لك من بساتيني المنسية، التي لم يدخلها أحد!!!
أنا أريد أن أسيطرعليكَ بهذا النبيذ!!!
سأجعل قلبك يلهو بجنون؛ ويضيء بوهجها القرمزي،
حتي يضجُّ بالشكوى ويحكي ما أريد!!!
سأجعلك تبوح بالغموض المختبئ في أغوارك!!! ستشتعل كمدفأة وتخلع معطفك الثقيل….
ستضحك طويلا طويلا وأنت تقول: أحبكِ وأحبكِ وأحب كل ما فيك من جديد!!!
لن تنفض يديك مرة أخرى قائلا: لا أحب النبيذ!!!
لاتسألني كيف حدث ذلك!!! إنها الدهشة… مذاق الدهشة اللذيذ!!!
ستناديني بلهفة إذا ما عطشت ذات مساء!!!
خذيني معكِ و إليك هناك؛ لأسترد حلمي السعيد!!!
سأحفظ الأغاني والقصائد وأتحدث معكِ بشغف عن الطائر المحلق…
الطائر الذي نسج في غيمة عشه البعيد!!!
لن أصدق، لن أصدق، إذا ما قلتَ ذات مرة أنّي لا أحب النبيذ!!!
6- آمين، آمين!!!
وعندما يعوي كلب جارنا أبو حلمي نعرف أنهم جاؤوا!!! جاؤوا يثيرون الفزع والخوف والغضب!!!
تنعكس أخيلتهم مع ضوء مصابيحهم القوية على جدران المخيم فتبدو ضخمة و طويلة أطول من الجدران!!!
تدبُّ أقدامهم الثقيلة، إنها تدبُّ فوق صدري فوق أطرافي الصغيرة !!!
تنتفض أمي وتقمط رأسها بشالها الكبير، أنظر في عيني أبي فأرى خليطا غريبا من الغضب والشقاء…
أبي، إنهم يدقون الباب الهزيل بقوة، ويصدرون أصواتا عالية، يقف أبي ويضع يديه الناشفتين المعروقتين على خاصرتيه ويتنهد من شقاء أبديّ!!!
أتعلق بساقي أبي!!! لا تتركنا يا أبي!!! كنت في الثالثة أو الرابعة من عمري، رأسي الصغير الشفاف لا يفهم المسألة، لكنّي أعرف أن هناك حالة غريبة تنغّص حياة هؤلاء الآدميين في هذا المخيم!!!
كل ليلٍ هوليل صاخب في حياتهم، المخيم لا يستريح سوى وقت قصير بين ليلين!!! بين جرحين مشرعين!!!
من هؤلاء يا أبي؟؟!! ينظر إليّ ثم يغمض عينيه، كأنه لا يريد أن أكشف عن عجزه أمام الريح الهمجية!!! ريح تأخذ قاربه و تكاد أن تغرقه!!!
من هؤلاء يا أبي؟؟!! يرمقني بنظرة حزينة، نظرة تريد أن تخفي وراءها قهره، اعلم أنّ حياتنا ليست ذات شأن عند هؤلاء!!!
ثمة منْ يخيفون الأطفال!!! يمزقون هدوءهم الرقيق!!!
هل سأكتفي بكتابة أسماءهم على الجدران؟؟!! الشهداء الطازجون، سيصلون هذه الليلة!!! سيلمع دمهم على ضوء القمر البعيد!!!
ثم ينسحبون وقد أخذوا أبي مقيدا، ومعصوب العينين معهم!!! يأخذون أبي ويحشرونه مع خلق كثيرين على شاطئ البحر في البرد و وتحت المطر حتى الصباح!!! والحكاية لا تنتهي بعد!!!
نقضي الليل الطويل البارد بقلقٍ يملؤنا!!!
متى سيعود أبي، يا أمي؟؟!! إنها ساهمة لا تنطق، لقد أخرسها الهم!!! ننتظر عودة أبي!!!
كلما سمعتْ زخّة رصاص شهقت ووضعت كفيها فوق رأسها، لقد سقط أحدهم!!! (ربنا يستر)
ماذا أفعل لو قتلوا أبي؟؟!! كيف ستكون حياتي؟؟!! ماذا ستفعل هذه المسكينة؟؟!!
أنسل من بين شقوق المخيم، أمرُّ بين الجدران الممزقة بالرصاص، جدران واطئة أنهكها برد الشتاء… أذهب إلى تلة الرمال الناعمة، عند طرف المخيم، أتمدد فوقها في الشمس!!! أريد أن أغرق في النوم يا أبي، رأسي ثقيل بالنعاس، أريد أن أحلم و أرى العالم أبيضا أبيضا كندف الثلج، أريد أن أعيش في البياض مع الأطفال، فالربيع هنا لطيف جدا، لقد غسله المطر!!! لعلي أعود لدهشتي الأولى!!!
تعال معي يا أبي إلى حلمي!!! أبي، أريد أن أحميك من الذين يباغتوننا كل ليلة!!! وأذهب بك إلى عالم آخر بعيد في حلمي الوردي، أخاف عليك يا أبي!!!
هيّا نذهب الآن الآن يا أبي، قبل أن يعودوا، فربما لا تنجو في المرة القادمة!!! احملني يا أبي بين ذراعيك القويتين فأنا ضعيف أمام هذا الوحش، رأسي الصغير لا يحتمل كلّ هذا!!! قد نتوه في الأحراش، لكننا سننجوا في النهاية!!!
اهرب في حلمي، فليس لنا مأوى آخر يا أبي!!! سيكون كل شيء على ما يرام!!! سيكون كل شيء على ما يرام يا أبي!!!
قل: آمين، آمين!!!
7- ملح وملح...
الذاكرة حبلى تقف بالمرصاد…
تلتصق بعينيك كبصمة الجمر!!!
الذاكرة ممتلئة بالأسماء وبقايا الصور….
تنغمس في دمك و ترسم ما تشتهي!!!
تلوّن زنديك كوردتين متوحشتين!!!
وتكتب على كتفيك أغنية النار…
إياك أن تنسى!!! وكيف تنسى؟؟!!!
إما أن تستريح إلى الأبد أو تبقى واقفا كنخلة الصحراء المعذبة!!!
ستكون أيامك في المسافة القاتلة في لعبة الروليت!!!
بين ضغطة الزند وثَقب الرأس!!!
ربما تنجو، ربما تنجو!!! والشجاع لا يغمض عينيه!!!
لا أملك سوى أن أسامحك يا جدي!!!
كان يمكن أن تجد أميرتك الجميلة بعيدا عن هذا الساحل الدامي!!!
أكان ذلك بعد الطوفان الكبير؟؟!!!
يعني ذلك أن كنعان نجا { سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ }
وهل ينجو العاصي؟؟!! هل النجاة تكون من الحياة أم من الموت؟؟!!
سأبقى كل مرة مشغول بترميم روحي..
أهتف أنا حيٌّ!!! أنا هنا الآن!!!
ربما أنجو من الحياة في مرة قادمة!!!
8- صورة!!!
هذا الربيع مباغت؛ لقد أصابني بدوار لذيذ!!!
لقد منحني مساحة فرح صغيرة، سأجعلها تكبر وتكبر!!!
سأخفف أحلامي، يكفيني حلما واحدا و بسيطا...
سألتقي العالم الآخر، سأكتشف ما لا أعرفه من قبل في تلك الكينونة!!!….
-سأنتظركِ هذا المساء في ذلك المطعم الجميل على الشاطئ….
كان المطعم شبه خالٍ، تحيطه هالة من الضباب الندي، والمساء كان ناعما يلائم لباسها الناعم، والعطر يفوح منها بمذاق الحلوى
-سأمضي هذه الليلة بين عينيك، سأجعلكِ كوردة تتفتح، سأرى بريق السعادة في عينيكِ الهائلتين!!!
إنها فرصتي الذهبية، لأمنحكِ جرعة فرح كبيرة!!!
لقد أخذت تتحدث... ظننت أنها ستأخذني إلى الأقاصي الجميلة في روحها!!!
لقد أخذت تتحدث بالتفصيل، بالتفصيل عن طعامها وملابسها ومكياجها كيف تختار ومن أين ومتى وكيف ولماذا؟؟!! وعن ذكائها الخارق وفطنتها!!!
وجدت صعوبة كبيرة في تبادل الحديث معها فاكتفيت بالصمت!!! كانت عيناها معلقتان في الفراغ الذي بيننا، تدوران، ترتفعان ثم تهبطان، تأخذ رشفة من فنجان القهوة، ربما لتسترد أنفاسها، وتستمر بالتحدث و بحركة يديها وأصابعها تلوحان في وجهي!!! إنها في غاية الفرح!!!
-أنتَ سمعتني جيدا!!! أليس كذلك؟؟؟
- أناعلى يقين بأن حياتك لن تكون جميلة إلا معي!!!
شعرت برأسي ثقيلة!!! وبعطش قاسٍ ينغرس في حلقي !!! كرعت كوب الماء دفعة واحدة!!!
-أريد أن أدخن سيجارة على الشرفة، أريد أن أهرب، رأسي يؤلمني، رأسي يتصدع!!!
حينما التفت نحوها رأيتها كصورة جميلة فقط!!! وردة باهتة!!!
هل يمكن أن يكون هذا لقاء الصدفة، ولا يتكرر أبدا؟؟!!
هل قرأتْ ما في قلبي؟؟!!
بقلم:محمود حسونة(أبو فيصل)