أصابتكم اللعنة بقلم حسين المطعني
تاريخ النشر : 2019-04-25
أصابتكم اللعنة بقلم حسين المطعني


اصابتكم اللعنة

بقلم حسين المطعنى محامى وصحفى

يتسأل العديد من أصحاب شركات السياحة عن اسباب كل هذه المشاكل والأزمات التى تصيبهم ولا تنتهى خاصة فى قطاع السياحة الدينية والحقيقة الثابتة ومنذ فترة طويلة إن منظومة إدارة هذا القطاع على الأقل عاف عليها الزمن هذه المنظومة الخربة الفاسدة التى إنهار الأساس الذى بنيت عليه من سنوات لا يصلح معها اى مسكنات او تجميل او تطوير فلابد من وضع أسس جديدة يدار بها القطاع ويوكل امر إدارته إلى اهل الكفاءة وكفانا ما جنينا من اهل الثقة خلال العشر سنوات الأخيرة على الاقل تلك التى مارسوا فيها كل فنون وانواع الفساد وعلى أعلى المستويات ليحققوا اهدافهم الخبيثة ، ورغم قناعتى بفساد المنظومة إلا انى لا أنكر ان هناك موجبات أخرى لتلك اللعنة التى أصابت القطاع وقبل ان اذكركم دعونا نتذكر سويا الايه الكريمة التى ربط فيها الله عز وجل بين ظهور الفساد وبما كسبت أيدى الناس وأيضا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى أوجب فيه اللعنة على القوم الذين ضاع الحق بينهم الأن نتذكر سويا بعض الأحداث ونقيسها على الآيه الكريمة والحديث الشريف ، أولاً - هل تتذكرون مشكلة تأشيرات السويس منذ ثلاث مواسم؟ أكيد تتذكرونها هل عوقب شخص واحد على تلك الجريمة او حتى شركة واحدة؟ لا لم يعاقب احد ، لماذا ؟ لأن احد من اقترفوا تلك الجريمة مسنود ومن أهل الثقة بينما للأسف عوقبت شركات الضعفاء وبشدة على أخطاء تافهة لاتذكر او بادعاء الخطأ لاخراسهم وبمنتهى الفساد سكت الجميع عن الحق ولم ينتصروا له ، الا يوجب ذلك اللعنة؟ ماذا كان سيحدث إذا عوقب ذلك الشريف ومعه كل من اجرم وعوقب أيضاً كل من تستر عليه سواء داخل وزارة السياحة أو خارجها؟ ألم يكن سيرسى ذلك مثلا حيا للنزاهة والحياد ويحول دون تكرار مثل هذه الوقائع والتى تكررت بالفعل الموسم الماضى وتتكررت أيضا بالموسم الحالى وللأسف ستتكر طالما استمرت هذه المنظومة الفاسدة . ثانيا - ألم تكن ضوابط العمرة التى وضعت عام ٢٠١٨ ظالمة خاصة على المعتمرين؟ نعم ظالمة، فلماذا لم تسعى الشركات بتغيرها؟ لأن هذه الضوابط الظالمة جلبت الملايين للبعض بل جعلتهم لا يحترموا أحكام القضاء ويطالبوا بعدم تنفيذ الحكم الصادر ليستمر تدفق الملايين وعلى حساب المعتمرين المظلومين المغلوبين على أمرهم والذين توجهوا بالشكوى إلى الله وتعلمون وعد الله لدعوة المظلوم( لانصرنك ولو بعد حين) ، الا توجب هذه الدعوات علينا اللعنة

؟ نعم بل تصبها علينا صبا ، ثالثا - سعى بعض الشرفاء من أبناء ذلك القطاع لتحقيق الإصلاح والتغير واقترحوا العديد من المقترحات فما مصيرهم ؟ لم يتم تناول مقترحاتهم بالدراسة بل لم يتم الالتفات لها او تم تسفيهها وتجميدها بدعوى الدراسة المستفيضة بل عوقبوا بلجان التفيش وافشلوهم فى الإنتخابات لتستمر المنظومة كما هى وبشخوصها وبغرابة شديدة سكت الجميع رغم إن الله عز وجل أمرنا ان نغير ما بأنفسنا حتى ينجز الله وعده بالتغير وارتضينا التخلف واستمرار الفساد فبالله عليكم الا يوجب ذلك اللعنة؟ نعم يوجبها والغريب إننا نترك كل تلك الأخطاء والجرائم ونلوم على المملكة سعيها لتطوير نظمها وتحقيق أهدافها والغريب ان هناك أصوات بالمملكة تثنى على القرارات الأخيرة لأنها تحرر المعتمرين من الاستغلال فى دولهم ولأنها تحترم أحكام القضاء التى للأسف لم نحترمها نحن ، تلك هى الحقائق التى يتجاهلها الجميع إلا من رحم ربى والتى بالفعل توجب علينا اللعنة .