رمضان في القدس برعاية إحتلالية، أم برعاية مقدسية؟ بقلم:آمال محمود قريناوي
تاريخ النشر : 2019-04-25
رمضان في القدس برعاية إحتلالية، أم برعاية مقدسية؟

على أبواب شهر رمضان من كل عام جديد، تنظم بلدية القدس، وللعام الثالث، فعاليات رمضانية امام باب العامود وباب الساهرة على أسوار مدينة القدس.

تثير هذه الأنشطة جدلا واسعا في الشارع المقدسي، وتحديدا فيما يتعلق بالجهة المنظمة لها، والأهداف التي تسعى لتحقيقها، خاصة وأنها مرخصة من قبل بلدية الاحتلال.

يقوم رجال أعمال مقدسين بإدارة فعاليات ذات برامج مختلفة وبتمويل وترخيص من قبل بلدية الاحتلال والشرطة الإسرائيلية، إن قوانين الاحتلال للتجمعات في شوراع مدينة القدس تحدد عدد المشاركين بأقل من 40 شخصا، ويتعرض المخالفون من المنظيمن والمشاركين لعقوبات قد تصل إلى الحجز والاعتقال.

يلجأ المقدسين الى حلول بديلة لتنظيم فعالياتهم بالقدس لتجاوز قوانين الاحتلال الإسرائيلي بإقامة هذه الفعاليات في مرافق تتبع لمؤسسات خاصة خلال شهر رمضان.

إن المشاركة في الفعاليات المرخصة من قبل بلدية الاحتلال هو اعتراف ضمني بشرعية الاحتلال على مدينة القدس، وان إجراءات الاحتلال لتحديد أنشطة المقدسين وتبنيها تستهدف هوية المقدسين وقراراهم الوطني.

وهنا نلاحظ تدخل بلدية الاحتلال بالأنشطة الرمضانية وتحديدا في باب العامود، الرمز الحضاري والتاريخي بالنسبة للشعب الفلسطيني، مستهدفة خطف الشهر الفضيل وفعالياته وخطف الاضواء عن المقدسين وشهرهم الفضيل.

يشارك الآلاف من أرجاء فلسطين المحتلة في الفعاليات الرمضانية السنوية، وقد لوحظ استيلاء بلدية الاحتلال على دور أبناء مدينة القدس عبر إضفاء صبغة الاحتلال الأمنية والتنظيمية على هذه الأنشطة الرمضانية في السنوات الاخيرة، الأمر الذي يثير مخاوف الفلسطينين.

إن فضح هذه الممارسات إعلاميا أمام الفلسطينين في الشارع تمنعهم المشاركة في هذه الجريمة الحضارية والوقوع في فخ اعلام الاحتلال بأخباره الموجهة سياسياً لإضفاء الشرعية على وجهة نظر الاحتلال في التعايش المشترك والتسهيلات والخدمات المقدمة للفلسطينين في المدينة.

إن سياسة بلدية الاحتلال بالتنظيم والرعاية لفعاليات الفلسطينيين في شهر رمضان خلال الأعوام الأخيرة تستنفذ مشاعر الفلسطينيين لأنها تفرض سياسة البلدية باعتبار القدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال، وقد عايش المقدسيون إجراءات الاحتلال في الشهر الفضيل من زينة الشوراع ويافطات التهنئة والإجراءات المرورية والأمنية في الطرق محاولة إضفاء صورة إعلامية غير حقيقة تهدف لتعزيز مفهوم القدس "الموحدة"

إن الضرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي عبر إقرار الشارع الفلسطيني بسلطة الاحتلال على مدينة القدس هو تنازل عن الحق الفلسطيني في عاصمتهم ومقدساتها وتخفيض هذه الحقوق من مستوى الحقوق الوطنية إلى مستوى إجراءات الحياة اليومية.

لقد أثبت الفلسطينيون حتى اليوم جدارتهم على صنع القرار والتنظيم في كافة مناسباتهم الدينية والوطنية من خلال لجان شعبية في الأحياء التي تنظم وتشرف وتنفذ برامج احتفالاتها وبتمويل ذاتي وان كان محدودا.

محدودا، لقد تطوع المواطنون من مسعفين ومرشدين وأمن ومزودي الخدمات للفلسطينين في أنشطتهم الروحية والدينية الرمضانية، دون الحاجة لأي تدخل من أي جهة واي نوع لسلطات الاحتلال في المدينة المقدسة.