فلسطين قلب الحدث بقلم:حمادة فراعنة
تاريخ النشر : 2019-04-25
فلسطين قلب الحدث بقلم:حمادة فراعنة


فلسطين قلب الحدث

حمادة فراعنة 

لست من المتباكين بسبب التقصير العربي والإسلامي والمسيحي نحو فلسطين، فها هو الرئيس الفلسطيني يحصل على ما يريد سياسياً ومالياً في تبني موقفه ودعم طلباته من عقد الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب، فالعرب والمسلمين والمسيحيين لهم قضاياهم الخاصة التي تشغلهم عن فلسطين وعن مقدساتها، ولهذا يتمادى قادة المستعمرة الإسرائيلية على أقدس مقدساتنا ويتطاولون على كرامتنا بكل وقاحة، ويسرقون عينك عينك حقوقنا الفردية والوطنية والقومية والدينية في فلسطين، من كل فلسطين، وبدعم أميركي علني مباشر .

الاهتمام العربي والإسلامي والمسيحي بفلسطين يبدأ من الحلقة الصغيرة، من كرة الثلج المتدحرجة، من الموقف الفلسطيني نفسه، من الاشتباك الشعبي المدني السلمي في مواجهة العدو الوطني والقومي والديني الإسرائيلي، من قبل صناع الحدث الفلسطيني ضد سياسات وإجراءات المستعمرة وأجهزتها، من هذا الفعل الفلسطيني كفاحياً، شعبياً ورسمياً وتناغماً، في القدس العاصمة، ومن حولها لدى الضفة الفلسطينية، والقطاع، ومناطق 48 في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، هذا التناغم الكفاحي الشعبي المنبثق من وحدة الإرادة، والبرنامج والمؤسسة الموحدة، هو الذي ينتج أفعالاً فلسطينية تفرض نفسها على المشهد السياسي والإعلامي عربياً وإسلامياً ومسيحياً، فالخطوة الأولى نحو انتزاع الاهتمام العربي الإسلامي المسيحي شعبياً ورسمياً هو الفعل الفلسطيني على الأرض، في الميدان وفي مواجهة العدو المتفوق عبر الاشتباك معه وضده . 

تفوق العدو السياسي والاقتصادي والعسكري والاستخباري والتكنولوجي، يفقده فقط، تفوق الحضور الفلسطيني ووحدة إرادته وتماسكه وبرنامجه المشترك من قبل الجميع، في تناغم كل شريك وطني يعرف دوره اعتماداً على طاقته وقدرته وموقفه، بأدوات مختلفة لأهل القدس والضفة والقطاع والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، كل حسب ظرفه ومعطيات واقعه، تصب في مجرى واحد، من أجل فلسطين وحريتها وعودة نصف شعبها المشرد في المخيمات في لبنان وسوريا والأردن إليها . 

الاهتمام العربي والإسلامي والمسيحي والإنساني والدولي، يبدأ بخطوات الوحدة الوطنية على الأرض وفي الميدان، في التفوق لحشد الفلسطينيين في مواجهة العدو وأجهزته ومؤسساته، في اختراق صفوف الإسرائيليين لكسب إنحيازات من بين صفوفهم لعدالة المطالب والحقوق والتطلعات الفلسطينية، والوحدة الوطنية في مواجهة العدو تبدأ بالخطوة الأولى وهي وحدة حركة فتح نفسها وتماسكها الداخلي، والخطوة الثانية تمر عبر الشراكة والتحالف والتفاهم مع فصائل منظمة التحرير مع الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية والمبادرة وباقي الفصائل، ومن ثم الانتقال نحو الخطوة الثالثة باتجاه حماس والجهاد، ومن ثم نحو الحاضنة الأهم والأقوى والأضمن للانتصار : حركة الناس وشخصياتهم وفعالياتهم ومساماتهم، هذا هو الطريق الأصعب، ولكنه الأضمن لتحقيق الإنحيازات العربية والإسلامية والمسيحية لفلسطين وقضيتها العادلة، وعدالتها باستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه على أرض وطنه الذي لا وطن له سواه : فلسطين . 

حماس لديها برنامجها الانقلابي البديل عن منظمة التحرير، ولديها تطلعاتها الحزبية في أن تحافظ على ما حصلت عليه، مدعومة من حركة الإخوان المسلمين، ومن قبل قطر وتركيا، والعدو الإسرائيلي يُسهل لها طموحاتها وتطلعاتها بهدف واضح تمزيق الشعب الفلسطيني وتشتيت جهود نضاله وقطع الطريق على برنامجه الوطني، ولكن ماذا تفعل فتح لمواجهة ذلك ؟؟ هل تفعل ما لها وما عليها نحو حشد فصائل منظمة التحرير لمواجهة هذا البرنامج ؟؟ هل خاضت انتخابات جامعة بيرزيت مع فصائل منظمة التحرير حتى تحقق نتائج أفضل في منافسة حماس ؟؟ ماذا تفعل في غزة لحشد أهل غزة من أجل المطالبة بالانتخابات البلدية والنقابية والطلابية، وهذا حق لهم عليهم المطالبة بتحقيقه وانتزاعه من سلطة حماس الانفرادية المتسلطة الأحادية !! . 

وهل المجلس الوطني الذي إنعقد يمثل حقاً الشعب الفلسطيني بدلاً من حشد الموظفين التابعين ؟؟ وهل مؤسسات منظمة التحرير تعمل وفق نسق متكامل واجتماعات دورية غير موسمية ؟؟ التضامن والانحياز وفرض الأولوية على العرب والمسلمين والمسيحيين نحو فلسطين يبدأ من داخل فلسين وواجبات قيادتها نحوها، وعندها ستجد ما هو أكثر من الغطاء السياسي وشبكة الأمان المالي الذي تحتاجه فلسطين .