كُل شيء هاهُنا بقلم جيهان عادل الشامي
تاريخ النشر : 2019-04-24
كل شيء هاهُنا مُريب، حيث الشيء واللاشيء يسيطران على العقل والفكر والتفكير، صراع لعين يحتدم بداخلي على مرأى عيني لكن لا أعقِل ما كل هذا الذي يدعوني إلى التيه والولوج للجحيم، كنت أتكور بداخلي كطفلٍ يحتضن نفسه، أتكور في كوني و كينونتي، أصارع البقاء والرحيل، أحاول خلق منفذ ألوذ عبره لأبحث عن نفسي ربما فقدتها في غياهب الأوهام،

كل شيء هاهُنا غريب، حيث الوحدة القاتلة لا تنفك أن تُطلِق لَعَناتُها على فضاء مجرتي، تُصيبني إحدى لعناتها فأراني لا يسعفني سوى إحتضان ظِلي المنعكس على مرآة روحي المنهكة، أرى يديه تحاول إحتوائي و إنتشالي، ربما يحاول إنقاذي و خلاصي، أضع رأسي على كَتِفيه، فيدفعني عنه؛ هو الآخر لا يُريدني، يُبعدني عنه بكل قوةٍ خُلِقت به مقارنة بحجم الضعف الذي يتدفق في ثناياي، أظنني منبوذٌ أنا من قِبل كل الجموع، وكأنني شيطان لعين يحاول دخول جنة الرحمن فتقذفه الملائكة من السماء إلى الأرض خسيسٍ مذلول، منبوذٌ أنا يرفضني الجميع كأنني عاصٍ مطرود من رحمة الرب مرجوم بلعنة الخلود في الجحيم، كأنني سُرادِق من يحموم يستعيذ منه كل من يذكره،

كل شيء هاهُنا كئيب، حيث الموت يعُمُ الأرجاء، الكل يتمنى الهلاك والفناء للكل، إنفصامٌ في الشعور و الشخوص يدق الأرواح والقلوب يسيطر على الطفل قبل الشيخ، فتراهم كأنهم مشعوذين مُتخفيين في هيئة رجال دين، تارة يلعنون القدر و الدنيا و تارة يدعونك إلى الإيمان بالأقدار و الغيب المكتوب، جوٌ من الكآبة و الإحباط يتطاير مع النسيم في الأجواء، فترى الكل غاضبًا ساخطًا لاعنًا يدعو على كل من يُلقي عليه السلام بالهلاك واللعنة حتى أبد الدهر، أما أنا   فالكل يلعنني دون أن ألقي بنظري عليه حتى، وكأنني منبوذ كتعويذة أهلكت الحب في البلاد، أظن الموت هو الخلاص لي

"الجميع تخلى عني، منبوذٌ أنا، حتى ظلي هو الآخر لا يُريدني".