الإعلام التقليدي.. فاتكم القطار! بقلم:د.عمر عطية
تاريخ النشر : 2019-04-24
الإعلام التقليدي.. فاتكم القطار! بقلم:د.عمر عطية


الإعلام التقليدي ... فاتكم القطار ! .
د.عمر عطية
يقولون أن الصحافة هي السلطة الرابعة بعد السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ، والمقصود هنا هو أن الإعلام هو من القوى التي تؤثر على رأي الناس العام وعلى توجهاتهم ،و قد علمونا تاريخيا أن من يمتلك السيطرة على الإعلام فإنه يمتلك السيطرة على الشعب بطريقة أو ب " أخرى" ! .
ومن هذا المنطلق وحسب هذا " المنطق " ، فقد دأب القائمون على الانقلابات السياسية والعسكرية أن يسارعوا إلى الاستيلاء على وسائل الإعلام المختلفة وخصوصا الإذاعة والتلفزيون لبث بياناتهم وكم سمعنا " البيان رقم 1 " و غيرها لـتأكيد السيطرة على مقاليد الحكم .
وأذكر أنه عندما انطلقت الثورة المصرية في العام 2011 ، سارعت قوات الأمن إلى محاصرة مبنى التلفزيون المسمى " ماسبيرو " خوفا من استيلاء شباب الثورة عليه وربما إذاعة الرقم ...1 ! .
لقد غاب عن قوات الأمن و قوات " السياسة " أن الأمور قد تغيرت بوجود وسائل التواصل الاجتماعي ولم تعد الوسائل التقليدية هي الوحيدة للتواصل مع الناس لا بل أصبحت الوسائل التقليدية هي الأخيرة في التأثير ، و " اكتشفوا " بعد فوات الأوان أن " الفيسبوك " هو من أسقط مبارك وبقي " ماسبيرو" " معززا مكرما " لا يفكر به القائمون على الثورة ! .
وبدلا من أن تحاول وسائل الإعلام التقليدية وخصوصا الرسمية منها أن تتطور نفسها ، نجدها تصر على " تخلفها " مما يساهم يوما بعد يوم في عزلتها و الاستغناء عنها ! .
ما دفعني و " استفزني " لكتابة هذه المقالة هو تعليق مذيعة قديمة أحترمها تقدم برنامجا تقليديا على محطة تقليدية بأنها تعاني من عدم تجاوب المسئولين معها وذهبت لوصف المسئولين بأقذع الصفات لرفضهم المتكرر للظهور معها أو طلبهم تأجيل تسجيل حلقاتهم !.
أقول : آن الأوان أن يعترف القائمون على الإعلام التقليدي أن يجددوا أنفسهم وإلا فاتهم القطار .
إن " بوست " على الفبيسبوك للمذيعة نفسها لهو أكثر انتشارا وأشد تأثيرا من حلقة تلفزيونية تتطلب إعداد و تقديم وساعة من وقت المشاهدين الذين سئموا من تخلف الإعلام التقليدي و إصراره على تخلفه ! .