غياب النقيب عبلاوي أرزقي خسارة للمحاماة العربية وللحق والعدالة
تاريخ النشر : 2019-04-24
غياب النقيب عبلاوي أرزقي خسارة للمحاماة العربية
وللحق والعدالة

بقلم: المحامي عمر زين

الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب

تلقينا ببالغ الاسى وفاة قائد نقابي عربي من قادة الحق والعروبة والقانون هو المحامي الزميل عبلاوي محمد ارزقي الامين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب واحد كبار النقابيين الجزائريين.

الراحل الكبير حمل رسالة المحاماة، عرفته قاعات المحاكم في الجزائر وخارجها مرافعاً فذاً في خدمة العدالة والقانون، ناضل في سبيل قول كلمة الحق في حياته فكان فارساً من فرسان الكلمة، عمل في المهنة بجدية وعلم وجرأة، كما كان استاذاً اعطى بكل سخاء لطلابه قواعد الالتزام بالدفاع عن المظلومين والمقهورين والمسلوبة حقوقهم، تميز بنظافة اللسان ونظافة القلب والروح والحياة.

كان المغفور له جزائري بامتياز يحمل في افكاره مبادئ واخلاق ووطنية وعروبة الثورة الجزائرية، ومعانيها في التمسك بالحرية والمساواة والعدالة والنضال بوجه كل ما هو اجنبي معتد على سيادة واستقلال الجزائر والامة العربية، ايماناً منه ان دماء الشهداء كانت وما زالت قرباناً لتحيا الجزائر وينهض الوطن والامة.

الراحل المناضل من الرجال الذين يتحملون مسؤولية العمل المهني والتقيد بآداب المهنة وتراثها، عرفته مؤتمرات اتحاد المحامين العرب واجتماعات مكاتبه الدائمة، كما عرفته مؤتمرات منتدى العدالة الدولي من اجل فلسطين بمواقفه الجريئة المنحازة دائماً للحق الوطني والقومي والانساني والشعبي مثابراً، متابعاً، حاضراً، يقف بعزم وصلابة بوجه الاستكبار العالمي والاستبداد والقواعد الاجنية ويقف بوجه الارهاب عموماً وارهاب الدولة خصوصاً الذي يمارسه الكيان الصهيوني والعنصري على ارض فلسطين، حاملاً القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة، في كل المحافل العربية والاقليمية والدولية. مؤمناً بأن صراعنا مع العدو الصهيوني صراع وجود لا صراع حدود، عاملاً ضد التطبيع مع هذا العدو ولاستعادة ارض فلسطين المحتلة من البحر الى النهر مدافعاً عن القدس عاصمة فلسطين الابدية.

نعاهدك ايها الزميل العزيز بأن نتابع نضالك من اجل انهاء الخلاف الجزائري المغربي بشأن الصحراء الغربية، وفتح الحدود البرية بينهما، ومن اجل العمل على رفع شأن المحاماة ودور المحامين في سيادة حكم القانون، ولن ننسى موقفك الرائع بوجه العابثين بأنظمة اتحاد المحامين العرب ومحاولة تعطيل دوره الرائد في قضايا الامة.

ستبقى معنا ايها الراحل الكبير بفكرك وعملك ومدرستك النضالية واخلاقك الرفيعة ووطنيتك وايمانك الوحدوي.

أحي روحك الزكية الطاهرة تحية وفاء واكبار، وتغادرنا باكراً ونحن بأشد الحزن على رحيلك وانت المثل والمثال في الاداء والاخلاق والترفع.

والى كل رؤساء اتحاد المحامين في الجزائر والى كل نقباء والمحامين الجزائريــيــن الحاليين والسابقين وجميع الامناء العامين لاتحاد المحامين العرب ونقابات المحامين العربية وجميع الزملاء المحامين الجزائرين والعرب احر التعازي، تغمدك الله بواسع رحمته وانزلك منزلة الصديقين والابرار ولجميع المحبين وهم كثر وللزملاء والعائلة الكريمة جميل الصبر والعزاء.