د. مي عارف امرأة ليست في زمانها والشاهد مستشفى فلسطين بقلم: عز عبد العزيز أبو شنب
تاريخ النشر : 2019-04-24
د. مي عارف امرأة ليست في زمانها والشاهد مستشفى فلسطين بقلم: عز عبد العزيز أبو شنب


د. مي عارف امرأة ليست في زمانها والشاهد مستشفى فلسطين ... بقلم الكاتب : عز عبد العزيز أبو شنب

برز في العقود الأخيرة اسم الهلال الأحمر الفلسطيني  بوصفه واحد من القوى الصاعدة في ميدان العمل الإنساني فقد تأسست جمعية الهلال الأحمر كجزء من البرنامج الوطني بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية بسنوات قليلة عام 1956، على أيدي مجموعة من الأطباء والممرضين والسيدات الفلسطينيات، وكانت نقطة انطلاقها من نواة الخدمات الطبية العسكرية لحركة فتح، حينما كان الراحل فتحي عرفات رئيسا للخدمات الطبية العسكرية.

وجاء تأسيس جمعية الهلال الأحمر بقرار من الرئيس الراحل ياسر عرفات كجمعية وطنية تمثل وتشرف على العمل الطبي، فكانت الجمعية تشمل كافة الخدمات الطبية للفصائل، وما يميز الجمعية بحكم دورها أنها عايشت كل محطات الشعب الفلسطيني، وتقدم خدمات عدة للشعب الفلسطيني، وهي عضو في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

انبثق عن الهلال الأحمر مستشفى فلسطين بالقاهرة هذا الصرح الطبي الشامخ الذي شيده الدكتور الراحل فتحي عرفات وظل شاهداً على عظمة النجاح، وعظمة الانجازات التي حققها المستشفى ، وعظمة المسؤولين الذين حملوا الأمانة وارتقوا به ليجعلوا من الحلم واقعاً ومن الواقع حقيقة بوجود نخبة من أمهر الأطباء الاستشاريين والكوادر التمريضية العاملة فيه.

كانت الغاية من بناء مستشفى فلسطين هو التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتوفير كل مقومات الحياة الكريمة لأبناء شعبنا. ودعمه المستمر في تقديم خدماته الصحية لأبناء شعبنا الذين يعانون الويلات جراء الاحتلال الإسرائيلي.

 اليوم نقف عند طاقة لها بذور التغيير وشخصية كان لها الفضل العظيم في نجاح هذا الصرح الطبي العظيم وهي الدكتورة مي عارف ( مديرة مكتب الهلال الأحمر الفلسطيني في مصر)  فقد ارتبط اسمها بالإنجازات التي حققتها على مستوى متقدم في مستشفى فلسطين وبذلت جهوداً كبيرة  للرقي بهذا المستشفى والوصول به الى ما هو عليه اليوم، نحتت في الصخر قصة نجاحها وشقت طريقها رغم الأشواك والصعاب لتصل إلى القمة وأن تنافس في تحديها من يملكون المال والسيادة.

الدكتورة العظيمة مي عارف تلك السيدة التي أعطت من جهدها ووقتها الشيء الكثير، فكان بحق نعم من يؤتمن، وخير من يقوم على أمر هذا الصرح الطبي العظيم الذي ربما يحتاج إلى إمكانات دولة، وليس مؤسسة طبية.

جعلت من مستشفى فلسطين صرحاً طبياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وان يكون له وزن علمي وطني نتباهى ونفتخر به بين المستشفيات الأخرى والقائم على اسس علمية صحيحة معتمدة على معايير عالمية حيث اضاف للوطن مكانة جديدة في مجال تقديم أفضل الخدمات الطبية على مستوى عال من الدقة والمعرفة والعلم ومتابعة أفضل ما توصل اليه العالم في هذا المجال

قادت هذا الصرح الطبي الشامخ بكل اقتدار واخلاص وحكمة، وكفاءة وهمة عالية ليكون له وزن علمي وطني نتباهى ونفتخر به بين المستشفيات الأخرى للوصول به الى ما هو عليه اليوم، ومن خلال تعاملي معها دون سابق معرفة فلم اجد الدكتورة مي عارف مديرة تجلس وراء مكتبها، بل وجدت انسانه متواضعه تملك ابتسامة عذبة نقية، تستقبل بها كل من زارها مكتبها، مقدمة لهم المساعدة بكل صدر رحب.

اليوم جعلت من مستشفى فلسطين صرحاً طبياً مميزاً  يهدف لكسب ثقة الجميع ويكون الاختيار الأول والأفضل فى تقديم الخدمات الصحية وفقاً لأعلى المعايير التخصصية بمفاهيم إنسانية وأخلاقية تتفق مع ثقافة وأخلاق مجتمعنا وبمقدرات مهنية عالية الكفاءة، وذلك من خلال توفير كادر طبي و إداري من ذوي الخبرة التي توفر الخدمة المتكاملة من أجل تخفيف الأعباء المالية والنفسية والاجتماعية عن المرضي الذين يستحقون الرعاية والاهتمام وكل ذلك من أجل احترام إنسانية الإنسان الذي يرونه أغلى وأعز ما يملكون على هذه الأرض.

وفي ختامي أقدم عظيم شكري الي الهلال الأحمر ممثلاً بالدكتور يونس الخطيب والدكتور محمد جودة والدكتورة العظيمة مي عارف وكافة الأطباء والاستشاريين والعاملين في هذا الصرح الطبي العظيم، لانهم يستحقون جميعا الشكر والثناء والتقدير، لما يقدمونه من خدمات طبية جليلة ورسالة نبيلة، والرؤية الصحيحة لهذا الصرح الجميل الذي نفاخر به العالم والذي يتقدم ويزدهر بمثل هؤلاء.