سيناريوهات ما بعد إلغاء اتفاقية اوسلو بقلم: أ.د. كامل خالد الشامي
تاريخ النشر : 2019-04-24
سيناريوهات ما بعد إلغاء اتفاقية اوسلو بقلم: أ.د. كامل خالد الشامي


سيناريوهات ما بعد إلغاء اتفاقية اوسلوا
بقلم: أ.د. كامل خالد الشامي

الأحداث السياسية المتلاحقة التي تعصف بالقضية الفلسطينية, مثل توقف المفاوضات  منذ زمن بعيد,والاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها ,إغلاق  مكتب منظمة التحرير في واشنطن وقطع العلاقات مع أمريكا ووقف المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية ومواصلة حصار غزة بالإضافة الي الانقسام , والحديث المخيف عن صفة القرن التي يفهم منها تصفية القضية الفلسطينية دون وصول الفلسطينيين الي حقوقهم المشروعة .

كل هذه المصائب الضخمة تؤشر علي أن إسرائيل تريد أن تأخذ كل شيء ولا تريد أن تعطي شيء للفلسطينيين, فحلم دولة الفلسطينية تبخر, بعدما تصر إسرائيل علي مواصلة الاستيطان,  وإنشاء  جدار الفصل العنصري الذي جول حياة أكثر من نصف مليون فلسطيني الي جحيم و والتلويح الي ضم الضفة الغربية الي إسرائيل.

ومن المتوقع ان تقوم منظمة التحرير الفلسطينية ردا علي ذلك بإلغاء اتفاقية اوسلوا وإلغاء الاعتراف بإسرائيل.

هذه الخطوات لن يكون لها تأثير علي إسرائيل لأنها تحتل الضفة الغربية وقطاع غزة, وقد عملت إسرائيل منذ توقيع اتفاقية اوسلوا في العام 1993 علي إحكام السيطرة علي الأراضي المحتلة من خلال نشاء المزيد من المستوطنات ومصادرة الأراضي وتوطين اكثر من 750 الف مستوطن في الضفة الغربية وتحويل المدن الفلسطينية الي منعزلات يسهل عزلها, وإحكام القبضة الحديدية علي غزة وفصلها عن الضفة الغربية, وتدميرها في ثلاثة حروب شرسة, وقتل الآلاف وجرح عشرات الآلاف , وحدث كل هذا دون واعز أخلاقي من العالم علي الأقل.

وفي حال قامت إسرائيل بضم  الضفة الغربية فان منظمة التحرير الفلسطينية  ستقوم بإلغاء اتفاقية أسلوا وإلغاء الاعتراف بإسرائيل فالسيناريوهات المتوقعة من إسرائيل تكون كالتالي:

السيطرة الكاملة علي الضفة الغربية  وإنهاء السلطة الفلسطينية, واجبار  القيادات علي الجلوس في بيوتهم ومن يخالف يسجن او يتم ترحيلة الي الأردن. وتولي الإدارة المدنية إدارة الضفة الغربية بالكامل

أو تفعيل ما يسمي بروابط القري بحيث يتولي إدارة كل محافظة شخص أو أشخاص موالين لإسرائيل, ويتم تفعيل نظام الكانتونات الموجود أصلا.

أو ترك الوضع علي ما هو عليه واجبار القيادات علي مواصلة العمل, ومنحهم حكم ذاتي محدود ينفتح علي الضفة الشرقية,

أما غزة فستظل محاصرة, إذا لم يتمكن الناس من منكسر الحصار, وإذا ستشتد مسيرات العودة , فستشن إسرائيل حربا علي غزة لا ضعاف المقاومة وكسر شوكتها .

ستسهل إسرائيل قيام دولة هزيلة ومنقطعة عن الضفة الغربية تبقي تحت الحظر الإسرائيلي.

الأوضاع الراهنة من أسوأ ما تمر به القضية الفلسطينية, ومنذ قيام السلطة حتي هذا الوقت تعاقبت 18 حكومة علي الأراضي الفلسطينية المحتلة ولم تتمكن حكومة واحدة من وضع مخططات إستراتيجية لمجابهة مثل هذه الأوضاع, بل  علي العكس فقد تم تقزيم وزارة التخطيط التي من المفروض ان تكون صاحبة الخطط الإستراتيجية , وإلحاقها كملف بوزارة المالية دون الأخذ بالاعتبار أن مثل هذه المعطيات التي تسيطر حاليا علي الفضاء الفلسطيني يمكن أن تصبح حقيقة علي الأرض

[email protected]