الخيانة فلسفياً بقلم:د.صالح الشقباوي
تاريخ النشر : 2019-04-23
الخيانة فلسفياً بقلم:د.صالح الشقباوي


الخيانة فلسفيا
د.صالح الشقباوي
الخيانة فكرة لا شعورية ،تخضع لمتطلبات الشعور، وبالتالي تستعبد وتنفذ كل رغبات وقوانين المسار العام للحقيقة .
فنحن في فلسطين ، نؤمن .يقينا ان المكان الذي يخضع لصراع ارادتين وفكرتين لامتلاكه ، هو لنا ، وملكيتنا له تستند الى المعطى الزماني في مراحل مختلفة من سيرورته، كذلك نجد الآخر الاسرائيلي المعاصر يقول ان هذا المكان له وان الوجود الفلسطيني عليه ، زمانيا لا يعطيه الحق في امتلاكه
خاصة وانه يحضر المقدس البعيد للاستناد على نصوصه الشفهية ليمتلكه عمليا ...ويشرعن وجوده الآني عليه..اعتمادا على رغبات القوة وامكانياتها التكنولوجية الهائلة والتي استحضرها لكي تحمي منطلقاته وافكاره وحتى عقيدته...كما انه نجح في مزواجة المقدس السماوي مع مصالحه الوطيفية كي تخدم ..صيرورة بقائه سيدا على ثروات العالم لاطول فترة ممكنة من العصر الحالي ..فهو نجح اين فشلنا نحن كامة ..لم تبدع وسائل متقدمة لحماية مقدسها ، وجعلت من المقدس التوراتي سيدا على مقدسها القرآني ...فهاهم يهودون القدس ..ويضربون بعرض الحائط كل ماورد من نصوص وسنن اسلامية تؤكد على كون القدس اولى قبلة للامة الاسلامية ، ويرمون عروج النبي منها الى السماء ، ويرفضون تقديس حجاج المسلمون اليها ..ويدعون ان النبي محمد قد توقف عن جعلها قبلة للمسلمين ..امتثالا للرغبة اليهودية ..ولكي لا يلغيها كقبلة اولى لليهود لا تقام الصلاة اليهودية الا عليها ..وهذا ما نلمسه في كنه..تحركات ومواقف بعض المرجعيات السياسية الكبرى في العالم الاسلامي والتي لا تمانع بل وتوافق على جعل القدس عاصمة ابديا لدولة اسرائيل..انسجاما لرغبات وفقه وتعاليم التوراة .
نعم هناك قوى عربية واسلامية توافق على جعل ما لمكة لمكة وما لاورشليم لاورشليم.
وهنا تبرز الاشكالية الفلسطينية الحائرة بين وسط ثالث يتوسط الوسطين .
لكن الحقائق بكل انواعها السيكولوجية والتاريخية والمادية والفكرية ..تؤكد انه لن يحصل اليهودي على اي شئ.دون موافقة ضده الموجود معه على نفس المكان خاصة وان الفلسطيني مشبع بمفاهيم وتعاليم .وافكار المقدس ومستعد للدفاع عنه والاستشهاد من اجل الا تنطفئ شعلته .وان تخلت الامة باسرها عنه وعن يقينه المقدس...وهذا ما يجعل الرئيس ابو مازن صلبا ..شامخا ..جبلا لا تهزه الريح ..فهو قائدا لشعب مشبع باليقين الوطني ..فلا تخافوا على فلسطين.