يومًا جميلاً لن أنساه !بقلم:د.إبراهيم فؤاد عباس
تاريخ النشر : 2019-04-23
يومًا جميلاً لن أنساه !..
د.إبراهيم فؤاد عباس

الأربعاء 17 أبريل 2019 كنت على موعد مع السعادة والفرح والسرور.. ومع العزة والفخر والشموخ في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي. ففي مساء ذلك اليوم الجميل كان الفرح يحلق في سماء الرياض وهي تحتفي بتخرج أكثر من ألف وثمانمئة خريج وخريجة في مختلف التخصصات الطبية. وكانت ابنتي الدكتورة فرح إحدى الخريجات بحصولها على "البورد السعودي" في طب الأطفال (الدكتوراة)، وهو ما يعني اننا جئنا  إلى الرياض في ذلك اليوم الرائع ومعنا آلاف الآباء والأمهات لنجني ثمار جهدنا وتربيتنا لفلذة أكبادنا .. جئنا في عيد ليس كغيره من الأعياد بهجة وفرحًا وضياءً.. وكان مشهد (طابور) الخريجين والخريجات الذي استغرق أكثر من نصف ساعة مهيبًا.. وكان مشهد الآباء والأمهات يلوحون بأيديهم لأبنائهم وبناتهم فرحًا وفخرًا واعتزازًا يأخذ بالألباب .. وكان مشهد الخريجات يرددن قسم شرف المهنة وراء وزير الصحة الأسبق معالي الدكتور حسين عبدالرزاق الجزائري - أول مؤسس لكلية طب في المملكة  - يهز المشاعر، ويزرع ابتسامة الأمل والتفاؤل والثقة في المستقبل الذي يصنعه أولئك الشباب الطموح  المفعم بالحيوية، المتسلح بالعلم والإيمان، المتطلع  بشغف وحماس إلى رؤية 2030 التي تليق بهذا البلد الأمين.

جئت أنا وزوجتي أم محمد  لحضور حفل التخرج الثاني والعشرون لخريجي شهادة الاختصاص والزمالة والدبلوم السعودية الذي أقامته الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ، جئت  بمناسبة تخرج ابنتنا الغالية فرح، فإذا بي أشعر بأن كل الخريجات فرح .. كان شعورًا مشتركًا بين كافة الآباء والأمهات الذين ضمتهم قاعة الاحتفال في هذا المجمع الضخم  الذي يعتبر صرحًا من صروح السعودية،  وأحد واجهاته الحضارية.. ومنجزًا هامًا من منجزاته في المجال الرياضي.

 أستطيع القول إن تلك المناسبة كانت أيضًا عيدًا للمرأة السعودية التي أثبتت أنها جديرة بتحمل أعباء ومسؤولية الشراكة الفاعلة في رسم مستقبل هذا الوطن العتيد الذي جئته مع والدي – يرحمه الله - طالبًا في بداية الستينيات الميلادية في مدرسة الفاروق المتوسطة في جدة ، ثم جئته للعمل في تعليم البنات في بداية السبعينيات الميلادية (بداية التسعينيات الهجرية) فأحببته وأحبني..أحببته حرمًا آمنًا .. ومسجدين تشد إليهما الرحال فتقر بهما العين، وتدمع شوقًا للمصطفى عليه الصلاة والسلام عند السلام عليه في الروضة المباركة في طيبة الطيبة.. وأحببته بحرًا وبادية ..واديًا ورياضًا وخليجًا.. صيفًا ومصيفًا . .تاريخًا وتراثًا .. وأحبني صدقًا وصداقة .. قدسًا وقضية.. رباطًا وبراقًا.. جئت إلى ربوعه أنشد رزقًا وأمنًا وأمانًا فأعطاني فوق ذلك حضنًا دافئًا وسلامًا..جئته وحيدًا فأصبحت ولله الحمد حمولة وعشيرة.. من بين أحفادي عشرة رجال سعوديين من بناة المستقبل وأجيال الغد في بلد اعتاد أن يكون عزيزًا شامخًا .

في الحقيقة كان حفلاً رائعًا تمثل في  المؤثرات الصوتية والضوئية ، وفي لوحاته الفنية  وقصصه ذات الرسائل التوعوية الصحية التي نقلتها الشاشة الأرضية، وفي الإخراج والإعداد الجيد والتنظيم والإشراف ، وجاءت كلمة معالي وزير الصحة د. توفيق بن فوزان الربيعة مسك الختام في ذلك اليوم الذي أعتبره من أجمل أيام عمري.. وأكرر الجملة (اللازمة) في كلمة معالي د. الربيعة: "ألف ألف ألف مبروك" .. لإبنتي ولكافة الخريجين والخريجات وللآباء والأمهات ولكل من يزرع أملاً  ويترجم حلما جميلا على أرض الواقع بالصبر والمثابرة والإرادة والإصرار.. شكرًا ابنتي فرح رفعتي رأسي وأوقدتي شعلة تضىء ما تبقى من عمري..