روسيا بوتن، صداقة أم استعمار بقلم:المحامي سمير دويكات
تاريخ النشر : 2019-04-22
روسيا بوتن، صداقة أم استعمار بقلم:المحامي سمير دويكات


روسيا بوتن، صداقة ام استعمار

المحامي سمير دويكات

خرجنا لهذه الدنيا قبل اربعة عقود ونحن نسمع ان روسيا حليف للعرب، وفي الحرب الخليج التي دارت رحاها بين العراق وامريكا وتحالف ضدها جموع الدول التي تتبع امريكا كان الروس يوهمونا انهم ضد الحرب ولكن الحال اظهر ان روسيا لم تفعل شىء سوى علاقات عامة لرعاية مصالحها وبقيت كذلك حتى تم الانتهاء من العراق وتدمير البلد، على خلاف كل المنظومة الدولية التي ترعاها روسيا كباقي الدول الاخرى، ومنها احكام القانون الدولي، ولولا الموقف الروسي الذي لم يفعل شىء، لا في صد العدوان ولا في امداد العراق بالسلاح وغيره، لكان يمكن ان تنتهي المسالة قبل احداث 11 سبتمبر التي كانت سببا غير مشروع لحرب امريكا ضد العراق ولكانت المسالة مختلف تماما، فالمتتبع للسياسة الروسية انذاك يجد ان روسيا بقيت كما الضيف الذي ابدى الحزن على وفاة المضيف دون ان تشعر بعمق الماساة واليوم ترون ماذا حصل للعراق والى اين اتجه واين الموقف الروسي؟

وفي موضوع القضية الفلسطينية لم اشاهد او اتعايش مع موقف روسي ايجابي يمكن ان يحسب انه لصالح الفلسطينيين ويمكن تصنيف دول بسيطة في مواقفها انها قدمت للفلسطينيين اكثر مثل اليابان وبعض الدول الاوروبية وامريكا الجنوبية وبالتالي فان الموقف الروسي تعامل مع المسالة على اساس علاقات عامة في الحرب الباردة لاستخدام القضية ضد الامريكان ولكن في نفس الوقت الموقف الروسي حبيب ووفي للاسرائيليين، ومن هنا نشهد على ذلك في محادثات الفصائل في الاشهر الاخيرة عندما احتضنت اخر المشاورات والمفاوضات دون نتيجة تحسب للحليف او المضيف الروسي.

اما في سوريا فحدث ولا حرج في خصوص المواقف الروسية التي جعلت الارض السورية مستباحة للاسرائيليين الذين يشكلون اكبر عائق امام التحولات في الشرق الاوسط وان اسرائيل باستقوائها بالمواقف الروسية وصلت الى درجة ان تقصف الاراضي السورية باستمرار وان تبحث للاسرائيليين عن رفات جنودهم في مقابر الارقام وبالتالي وفرت استباحة كاملة للاسرائيليين في الاراضي السورية ووصل الامر الى حد ان يتم تزويد الاسرائيليين بمعلومات مهمة، فما فائدة الدعم الميداني لسرويا ضد الجماعات ان كانت تمنحها للاسرائيليين وموقع روسيا الاسراتيجي ووضع روسيا قدما طويلة وثابتة بعقود ايجار طويلة يهدد الامن العربي ويعيد قصة افغانستان، ولكن لن تكون هناك حرب مدعومة امريكا واسرائيا ضد روسيا في سوريا كون ان جميع الاطراف ومنها تركيا مستفيدة فالكل يتحصل على حصته التي يريدها ودون تعارض مع اللاعبين الاخرين والخاسر الاكبر هم العرب فقط، فروسيا وان لم تكن عدوة فهي ليست صديقة ومواقفها قد ابانت كل شىء، وبالتالي فانه يلزم الواهمون ادراك الامر قبل صيرورته الى درجة النقمة الاستعمارية التي تحتاج الى قوات ضعف ما نحتاجة لزوال اسرائيل لازالة الاحتلال الروسي من المنطقة العربية.