من جديد.. الشرق السوري على صفيح ساخن !؟ بقلم :هشام الهبيشان
تاريخ النشر : 2019-04-22
من جديد.. الشرق السوري على صفيح ساخن !؟  بقلم :هشام الهبيشان


تزامناً  مع استمرار تدفق مزيد من المعلومات الميدانية ،التي  تؤكد أن الأمريكي وأدواته بشمال شرق وشرق سورية "الأكراد "،يستمرون بحشد قواتهم ،والهدف  هو السيطرة الكاملة والمطلقة على معبر "القائم – البوكمال " ،فالأمريكي فعلياً هو من يسيطر وصاحب النفوذ المطلق على المعبر من الجهة العراقية "القائم "،وعينه الآن على السيطرة على المعبر من الجهة السورية "البوكمال ".

وليس بعيداً عن هذا المشروع الأمريكي ، والهادف لقطع أي اتصال حدودي"بري " بين سورية والعراق ، والذي ينسحب بدوره على اتصال بري بين سورية وإيران عبر العراق ، والواضح هنا أن الأمريكي من وراء مشروعه هذا ، يريد فرض سياسة الأمر الواقع في شرق سورية ، وسيقول انه حيث يوجد قوات تابعة لنا أو نحن ندير عملها ستكون مناطق تواجدها تحت حمايتنا " والهدف من ذلك معروف للجميع وهو "تأخير أعلان النصر السوري واستمرار استنزاف سورية ، وخلط الأوراق العسكرية ليس فقط  في سورية بل بعموم المنطقة  المرتبطة بالحدود السورية – العراقية  ،وهذا ينسحب بجزء مهم من تفاصيله على الصراع  الأمريكي – الإيراني ، ونحن هنا عندما نتحدث عن عموم هذه الصراعات بين القوى الاقليمية  والدولية  على هذه المناطق المرتبطة بالمنطقة الحدودية السورية – العراقية " شرقاً وغرباً " ، فنحن هنا نتحدث عن صراع مركب الأهداف والعناوين " سياسي – اقتصادي – طاقة – ثروات طبيعية – مناطق نفوذ " ، فـ نحن هنا نتحدث عن مشروع أمريكي "جغرافي – ديمغرافي " خطير جداً هدفه احتلال كامل الشرق السوري وربطه فعلياً بمناطق غرب العراق " الأنبار " والتي تعتبر منطقة نفوذ أمريكية ... ولكن بمقابل هذا المخطط  الأمريكي هناك مخطط اخر تقابله سورية وحلفائها بالميدان ايضاً ... فموضوع خلط الاوراق العسكرية بالبوكمال  والميادين شرق سورية  الذي يخطط له الأمريكي عبر الزج بمجاميع "كردية "لخوض معركة جديدة مع الجيش العربي السوري والحلفاء بالبوكمال والميادين ، للسيطرة على المعبر من الجهة السورية والتقدم قدر الأمكان بالبوكمال وإلى الميادين وبغطاء جوي أمريكي، هذا ملف يعتبره السوري وحلفاءه  خط احمر ،ولايمكن السكوت عليه ،ولهذا مازلنا نعتقد أن معركة الشرق السوري الأهم والمصيرية لم تبدأ لليوم ، فهي معركة صراعات  اقليمية - دولية بامتياز .. وبناء على نتائجها المنتظرة سيحدد مصير ومستقبل مجموعة ملفات في المنطقة بمجموعها .

وهنا وليس بعيداً عن مجمل التطورات المنتظرة  في  البوكمال والقائم ، وعن مجمل معركة السيطرة والنفوذ على الحدود السورية - العراقية شرقاً وغرباً، فهذه المعركة  كما قلنا تعني الأطراف الدولية والاقليمية المنخرطة بمسار عموم ما يجري بالساحة السورية ، فهناك أطراف عدة تعنيها هذه المعركة، فليس الأمريكي  وحده من تعنيه هذه المعركة ، فهناك مجموعة قوى وأدوات منغمسة بالحرب على سورية والطامحة  للعودة وبقوة لتوسيع دائرة نفوذها بـ العراق  وسورية وتحت عدة عناوين ، ومنهم الفرنسي والبريطاني  وحتى الألماني  بالاضافة للسعودي ، وليس بعيداً عن كل هؤلاء " الصهيوني "وهو اللاعب الرئيسي ومن خلف الكواليس فهو لا يريد أن يتلقى أي هزيمة جديدة  في سورية  " تتمثل بالتقاء وحدود مفتوحة بين سورية وإيران  عبر العراق " وهذا الملف بذاته يمثل كابوس مرعب للصهيوني ، يسعى لمنعه حتى لو كلفه ذلك الدخول في حرب شاملة في المنطقة بمجموعها  ،وخصوصاً ان الانظار بمجموعها بدأت تتجه إلى معارك بدأت تقترب ويسعى الأمريكي لأشعال فتيلها عبر أدواته في البوكمال.

وهنا يمكن التنبؤ ،أن العملية  العسكرية الأمريكية ، المنتظرة أن تنظلق من شرق دير الزور باتجاه محاولة احكام السيطرة وعبر أدواتها على معبر البوكمال – القائم ، من الاتجاهين السوري والعراقي،تستهدف تحقيق مجموعة اهداف  أمريكية رئيسية ، قد يكون أبرزها هو السيطرة  على المثلث الحدودي السوري – العراقي من الناحية العراقية والسورية " مرحلياً " ليكون على الاقل تحت نظرها ولمنع أي تواصل بين العراق وسورية وإيران لا يخدم مصالح الأمريكي والصهيوني ،بالاضافة إلى مجموعة اهداف أمريكية اخرى ومن جملتها قطع الطريق على خطط الإيراني  والسوري  الهادفة إلى جعل البوكمال والميادين نقطة أرتكاز أمامية لقطع الطريق كذلك على مشاريع الأمريكي بالشرق السوري ، ولفرض وجود أمريكي  أوسع بـ دير الزور وخصوصاً بمناطق تواجد حقول النفط والغاز وبالمناطق الحدودية الاستراتيجية مع العراق .

ختاماً ، يمكن القول اليوم  ان  الاقطاب الدولية والاقليمية بدأت  تراقب ككلّ مسار معركة  أمريكية متوقعة وبقوة لبسط النفوذ على الحدود السورية – العراقية " القائم والبوكمال " ،وردة فعل سورية وحلفائها في إيران عليها ، فهذه المعركة التي تعتبر في توقيتها ونتائجها المرحلية والمستقبلية عنواناً لمرحلة جديدة مفتوحة على عدة احتمالات ،ستكون لها حتماً مجموعة نتائج ،مرتبطة بالنتيجة بخيارات الحسم الميداني على الساحة السورية.

*كاتب وناشط سياسي – الأردن .
[email protected]