الطريق إلى القدس.. على أجساد فلسطين بقلم:د. طه يونس
تاريخ النشر : 2019-04-22
بقلم الدكتور طه يونس- هولندا
يعيش العالمين العربي والإسلامي حالة لا توصف من الرذيلة الأخلاقية والسياسية والوطنية أدت لما نراه يوميا على الساحة الإخبارية العالمية من فضائح واتهامات وتراشق وقتل واعتقالات، كان منها ولن أقول آخرها ما حصل الأسبوع الماضي من توقيف الشابين الفلسطينيين في تركيا وهما الدكتور والمحلل السياسي / زكي يوسف حسن ، ورجل الاعمال/ سامر سميح شعبان اللاجئ والمقيم في تركيا ( الذي استجار بالنار هربا من الرمداء).
كانت تركيا بزعامة أردوغان تبحث عن كبش فداء لما مرت به منذ العام 2016 مرورا بمقتل خاشقجي على أراضيها ، علما بان المحاولة الانقلابية في تركيا معروفة كل أركانها ومنفذيها وكذلك عملية اغتيال الصحفي خاشقجي داخل السفارة السعودية على الأراضي التركية، ولما كانت تركيا الاردوغانية تحاول ان تبث للعالمين العربي والإسلامي انها حالة إسلامية تعيشها وتنعم بها تركيا منذ وصول الاخوان لسدة الحكم كان لزاما عليها أن تظهر ان من يعبث في الداخل التركي هم أيد خارجيه تعادي الحالة الإسلامية هناك ، ولم يكن اسهل من إيجاد كبش فداء لذلك من الفلسطيني ، فهو من يضج ويقلق جميع الأنظمة العربية والإسلامية.
نعم فكلمة فلسطيني في جميع الدول العربية والإسلامية تعني بانك مجرم ولابد من ملاحقتك والتنغيص عليك والمصيبة الأكبر ان التضييق عليك منهم بحجة وذريعة حبهم لفلسطين ‘ والحقيقة هي انهم كلما ضيقوا الخناق عليك تقاربوا أكثر من القدس تحت الاحتلال ، وبنظرة خاطفة لتلاهث الكثير من الدول المسماة بالعربية او الإسلامية واستماتتهم في التطبيع مع الكيان المحتل للقدس نتاكد من حقيقة هذه الأنظمة التالفة مهما تشدقت بالقومية او الإسلام وانها ليس الا رافدا من روافد الاحتلال .
وعودا الى موضوع الشابين الفلسطينيين المعتقلين في تركيا فهي قضية لا تخرج من هذا الاطار ، وان حقيقة الاتهام باطلة وزيف وزور ، وكما قال الدكتور ناصر اللحام في مقالته بتاريخ 21-04 بان من لا يعرف هيكلية تنظيم الاخوان المسلمين عليه ان يستقيل .
وهناك بعض الأسئلة التي تحتاج من كل فلسطيني وعربي قوميا كان أو إسلاميا أن يقف مع ذاته ويفكر بها وهي ليست اختراع وكل منَا يرددها ولكنه لا يقف ويمعن النظر والتفكير فيها وهذا ما يجعل منا جميعا ان لم نتدارك ذلك سنكون جميعنا زكي حسن وسامر شعبان.
أولاً : لمصلحة من الفتحاوي عدو للحمساوي والجبهاوي لايقيل الجهادي والمازني والدحلاني والعكس كذلك ؟
ثانياً : لمصلحة من التخريب الذي حدث في مصر وليبيا وسوريا وغيرها من البلدان العربية؟
ثالثاً: الى متى سيبقى الفلسطيني كبش فداء للأنظمة العربية والإسلامية وباسم فلسطين؟
رابعاً: سؤال ساذج الى كل المدافعين عن تركيا أردوغان: أوليس أتاتورك هو من حارب الإسلام في تركيا وهدم دولة الخلافة ؟ لماذا اذن لا زالت صوره تزين كل المساجد والمقرات الحكومية في تركيا بما فيها القصر الرئاسي حيث يجلس اردوغان بعد مرور اكثر من عقد على فوز من يسمون انفسهم بالاسلاميين في تركيا بزعامة هذا الاردوغان؟ هل أوقفت تركيا علاقاتها مع الكيان الصهيوني ومناوراتها الاستخبارية والعسكرية وعلاقاتها الاقتصادية مع هذا الكيان العدو الأول والاوحد للاسلام منذ وصول الاردوغانيون للحكم في تركيا وحتى يومنا هذا؟.
خامساً: سؤالي الى الاعلام العربي والفلسطيني خاصة والذي استهواه اعتقال الشابين الفلسطينيين واخذ يروج للخبر: هل تاكدتم فعلاً من تورطهما في هذا الامر؟
وهنا أوجه نداء استغاثة الى القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئاسة ومن ثم الى الاعلام الفلسطيني أن احموا هذا الشعب ومواطنيه من بذاءات الخارج واي خلاف فلسطيني يجب ان يبقى داخل البيت ويكفينا نشر غسيلنا القذر للعالم.
يا سيادة الرئيس أبو مازن ورئيس الكل الفلسطيني شاء من شاء وابى من ابى هناك شابين فلسطينيين لاحول لهما ولا قوة يتعرضان لأبشع أنواع التعذيب في المعتقلات التركية هما أحوج ما يكونان الان لك ولموقف جرئ منك ولننسى كل ما يثار من خلاف داخلي، ولتكن أنت اول من يسن مبدا وقاعدة أن الفلسطيني خط احمر وليس كبش فداء، وثق سيدي الرئيس أنني وكمحام عندما قرأت لائحة الاتهام تأكدت من زيفها وبطلانها، ,أي محام كان صغر شأنه أو كبر بمجرد الاطلاع على لائحة الاتهام يتأكد من بطلانها.
سيدي الرئيس أبناؤك وانا أحدهم نستصرخك بكل ما هو فلسطيني وااعباساه .
وندائي الاخر للإعلام الفلسطيني لمرة واحدة تخلوا عن انتماؤكم الحزبي عندما تكون القضية تتعلق بفلسطيني في أي دولة من دول الشتات ولا تكونوا بوابات لتشويه كلكم الفلسطيني وتذكروا شيئا واحدا انكم ان بقيتم هكذا فقد تكونوا شخصيا عرضة لما يتعرض له الان شابيكم المعتقلين فهناك دول معكم او ضدكم فالأجدر بكم ان تكون مع كلكم الفلسطيني وليس الحزبي وانتم اول من يدرك ان هذه الأنظمة تسعى للعبور الى القدس المحتلة ولمغازلة الاحتلال على أجساد فلسطين.
قد لا تربطني صلة مباشرة بكل من زكي حسن وسامر شعبان لكنني جزء منهم مثلكم تماما فأفيقوا جميعا رحمكم الله ودعوا خلافاتكم جانبا وتحدثوا جميعكم باسم فلسطين فتحاويا كنت او حمساويا او جبهاويا عندما يتعلق الامر بإهانة أي فلسطيني علي أي ارض عربية او إسلامية او غيرها ، وللعلم فلست من انصار دحلان لكي لا يعتقد البعض اني ادافع عن زكي وسامر من هذا المنطلق وانما لكوني فلسطيني مثلهم .