لُعبة الديمقراطية!! بقلم مرثا بشارة
تاريخ النشر : 2019-04-21
لُعبة الديمقراطية!! بقلم مرثا بشارة


لُعبة الديمقراطية!!!
بقلم/ مرثا بشارة
فجأة يكتشف مُشرعينا الجهابزة عواراً في دساتيرهم التي انكبوا على صياغتها بحرفية قانونية دستورية غير عادية! فيرفعون الطلب ويعلونون الحاضر والغائب بأن على الجمهور الحضور حتى يتم التصديق على ما وصلت إليه عقولهم العبقرية، وإذا المشرعين أرادوا يوماً التعديل، فلابد للجمهور الحضور حتى يعلو التصفيق والتهليل! فتكتسي واجهات المنازل والمحال وتتزين الميادين والشوارع بلافتات الدعايا للعُرس المنتظر، وبالطبع للعريس محبُّون ومشجعون، منهم المتبرعون بتوزيع الهديا، ومنهم مَنْ يُسّخر أبواقه للإحتفال بالعريس، ثم يأتي موعد العُرس فيجتمع الجمهور، رقصٌ وزمرٌ على مكبرات صوت تزُف عُرس الديمقراطية! 
هكذا يلعبون لُعبة الديمقراطية في بلاد العرب، لا مكان للنقاش ولا مجال لرفض ممارسة اللُعبة، فإن لم تكن من المستفيدين بوليمة العُرس، فأُصمُت فالصمت أجدى لك وأنفع! فلا حق لك أن تسأل كم تكلفة هذه اللافتات؟ أو تسأل كم تكلفة إزالة هذا التشويه بعد إنتهاء العُرس؟ لماذا لم تتحول هذه اللافتات لمبلسٍ لفقير أو غطاءٍ لعارٍ؟ ماذا بعد أن تزول آثار هدايا العُرس من البطون الخاوية الباحثة عن مصدر قوت يومي؟ لماذا يوجهون بأبواقهم الجمهور للدخول من بابٍ واحدٍ لا سواه؟ لماذا لا يتركون للجمهور جميع الأبواب مفتوحة ويكفلون لهم حرية إختيار الباب الذي يرغبون؟! ثم لماذا لا يبقون على ودهم ويحترمون مَنْ رفض الحضور بالإساس؟ ولنا أن نسأل: هل بإنتهاء العُرس سيكون جمهور المشاركين من الباكين، بعد أن اكتشفوا إنتهاء دورهم بإنتهاء اللُعبة؟!
والسؤال الأهم ماذا ستجني أوطاننا الحبيبة من وراء هذه اللُعبة؟!!!
الديمقراطية هي لُعبة العرب في العصر الحديث، وللأسف لم يأخذوا منها سوى شكلها دون الإلتزام بقواعدها!