مكتبة مدبولى السيرة والمسيرة بقلم: ابراهيم النجار
تاريخ النشر : 2006-06-27
مكتبة مدبولى السيرة والمسيرة بقلم: ابراهيم النجار


مكتبة مدبولى



مكتبة مدبولى

السيرة والمسيرة



جاءت تسمية المكتبة بهذا الاسم نسبة لصاحبها ومديرها محمد مدبولى محمد حسين وشهرته " الحاج مدبولى " وهى فى موقعها الحالى منذ السبعينات وقبل ذلك كانت فى 14 شارع طلعت فى مواجهة مقهى ريش ولكن الرحلة مع الكتاب والثقافة والمثقفين كانت قبل ذلك فى الخمسينات ... يعنى ستون عامًا فى خدمة الثقافة والمثقفين ..

وقبل أن نسرد الجانب التاريخى للحاج مدبولى , وهو فى نفس الوقت تاريخ المكتبة ولعل من دواعى السرور والفضل لله أن نذكر بعض ما يقال عن مكتبة مدبولى بلسان المثقفين فى مصر والعالم العربى ، وكثيرًا من الدول الأفريقية .



قالوا أن الناس تذهب إلى القاهرة لتستمتع بالنظر إلى نهر النيل وتشاهد الأهرامات وتستمع إلى أم كلثوم وختام الرحلة فى مكتبة مدبولى .



قالوا عنها فى لبنان والمغرب وغيرهما أن مكتبة مدبولى هى بورصة الكتاب ، وبوصلة القارئ أو الباحث .



قالت الدوائر الثقافية فى الصحف العربية أن مدبولى هو وزير ثقافة العرب .



فى مناسبات ثقافية كبيرة مثل افتتاح بعض المعارض فى بعض الدول العربية قال بعض الحكام وكبار المسئولين ، تعلمنا فى مكتبة مدبولى مثل ما تعلمنا فى جامعة القاهرة ، فأحيانًا كنّا نستعير الكتاب أو الرواية بل ونقترض بعض المال من مدبولى حتى تصلنا التحويلات من أهلنا ..



وغير ذلك كثير ، فالمكتبة وصاحبها مَعْلَم من معالم القاهرة لا تكتمل زيارة أى وفد أو مسئول إلا بزيارة المكتبة والتعامل معها ..

ولكن ماذا عن مسيرة مدبولى وحكايته مع الثقافة ؟؟



بدأت بعد الحرب العالمية الثانية عندما كان الحاج مدبولى لم يزل صبيًا صغيرًا يساعد والده "المعلم مدبولى" فى توزيع الصحف والمجلات فقد كان والده متعهدًا لبيع الصحف والمجلات العربية والأجنبية وكان ( محمد مدبولى ) لم بتجاوز عمره 7 سنوات .

كانت القاهرة مليئة بالجاليات الأجنبية ، فكانت الصحف والمجلات بكل اللغات الإنجليزية – الفرنسية – الإيطالية يتسلمها الوالد وكان نشاطه فى منطقة تواجدهم ، فندق شبرد ، ميدان الاسماعيلية ( التحرير حاليًا ) جروبى وكان ملتقى الأرستقراطية الأجنبية والمصرية ، وأحيانًا كان الملك فاروق يحضر ويجلس فيه .

لم يقتصر مدبولى على بيع الصحف والمجلات ، بل بدأ يفكر فى بيع الروايات والقصص بناء على طلب المثقفين العرب والأجانب، فعرف طريقه إلى بيروت، وبدأ يستورد كل جديد فى مجالات الرواية والأدب والفلسفة ، وتصادف مولد بعض المذاهب الفلسفية مثل الوجودية وسطوع نجم سارتر وغيره ، فكان الطلب يزداد وهو يضاعف نشاطه ...

مع زيادة حجم العمل كان لابد من مكان ، أو نقطة يلتقى فيها مدبولى مع القراء والزبائن ، فكانت فكرة الكشك ، كان الكشك على الرصيف أمام المكتبة الحالية وحوله مساحة مشغولة بأحدث الدوريات والصحف والمجلات والكتب وكان محمد مدبولى ويعاونه شقيه المرحوم أحمد فى العمل بالتناوب فى إعادة ترتيب ( البضاعة ) آخر الليل وحراسة الكشك والاستيقاظ فى الفجر لتنظيف الرصيف كنس ورش فضلاً عن الاستعداد ليوم جديد ، يعنى كان الأكل والنوم والعمل على الرصيف واستمر ذلك حتى السبعينات ، وهو تاريخ افتتاح المكتبة .

ولعل القارئ لا يصدق أن مدبولى كان أسبق من المؤسسات الحكومية والأهلية فى ترجمة روائع الأدب العالمى مستعينًا بزبائنه من طلبة أقسام اللغة الإنجليزية والفرنسية وطلبة الدراسات العليات مصريين وعرب وكانت تطبع بشكل بسيط وتباع بعدّة قروش زهيدة .

وحتى ذلك الحين كان النشاط الغالب ، بل الرئيسى هو بيع الكتب ، يعنى دور مدبولى كان استيراد الكتب بناء على اختيارات وترشيحات من المثقفين وكان له رحلة أسبوعبة تقريبًا إلى بيروت لتنفيذ المطلوب ، حتى صار معروفًا فى بيروت مثل ما هو معروف فى القاهرة ...

ولكن دائمًا كان هناك إلحاح ودافع داخلى عند مدبولى لنشر أعمال يراها ضرورية ومطلوبة ، وأمور تعالج قضايا وطنية وعربية ولكن المتاح منها بسيط ولا يشبع رغبته ، فقرر الدخول فى عالم النشر ، فكانت مغامرة ولكنها محسوبة ووضع لها ضوابط لا يخرج عنها فمثلاً :

ينشر مدبولى الكتاب الذى يشعر أن موضوعه مطلوب ويلبّى احتياج معرفة لدى القراء ، وهذه تعادل دراسة الجدوى أو عمل مسح للسوق والتعرف على الاحتياجات لتلبيتها .

يمتنع مدبولى ولا يقبل نشر كتاب يسىء للعقيدة ( أى عقيدة ) ولكنه ينشر فى الفكر المقارن وتاريخ الديانات والفلسفة .

يشجع مدبولى شباب المبدعين ، ويراهن على الموضوع ، ولا يغريه أن يكون الكاتب ذا شهرة واسعة ، فكثير من المشهورين بدأوا مع مدبولى شبابًا وكبروا وحققوا شهرة عالمية وأعمالهم ترجمت إلى أكثر من لغة .

يقتحم مدبولى مواقع فى الفكر يتحفظ كثير من الناشرين من التعرض لها ، فمشكلات الأقليات عمومًا ، ونزاعات الحدود بين الدول ، والجديد فى التفسير والتأويل ، المشكلات الاجتماعية والسياسية فى مصر وخارجها ، كل هذه الموضوعات ينشرها مدبولى ، وينشر أى فكر قد يرى عكس ذلك إيمانًا بحرية الفكر والرأى الآخر .

يعاون مدبولى فى إدارة الشأن الثقافى بالمكتبة فريق متعاون وذو خبرة فى فحص الأعمال التى تقدم ، وإبداء الرأى فى قبول العمل للنشر أو الاعتذار عن ذلك . ورأى اللجنة نافذ ولا يعارضه مدبولى بل يناقشه ويتشاور بشأنه.

الحرص على التواجد فى كل المعارض الدولية والمحلية ، ولعل مكتبة مدبولى كانت رائدة فى بعض المجالات .. فمثلاً :

( أ ) أول دار نشر تقيم معرض منفردة فى فلسطين ، فى وقت كان الناس يخشون على حياتهم وكان الذهاب مغامرة ، ولكنه حدث وكان محل ترحيب وتقدير من كل الفلسطينيين .

(ب) فى الوقت الذى تأزمت فيه الأمور فى العراق وقت حربها مع إيران، وكانت الحالة الاقتصادية سيئة جدًّا .. ذهب مدبولى مع رجاله إلى بغداد وأقام معرضًا للكتاب وبأسعار خاصة جدًّا فهو يعرف أن الشعب العراقى مثله مثل السودانى واليمنى شعب قارئ محب للثقافة ، بل ومنتج لها .



أسلوب مدبولى فى النشر وتعامله مع المبدعين :



فى مصر أو العالم العربى – فى حدود ما نعلم – نظام الوكيل الأدبى وهو عبارة عن جهة أو مكتب يديره شخص على قدر عالى من الثقافة ، ويكون له معرفة باحتياجات السوق من نوعيات الكتب المختلفة ، ويعرف فى نفس الوقت اهتمام وتوجهات كل ناشر ، فهذا الوكيل بحكم خبرته يتسلم أصول المصنفات ( رواية – قصة – كتاب ... إلخ ) ويستقبل احتياجات الناشرين ويكون وسيطًا بين الطرفين وينتهى الأمر بالاتفاق وتحرير العقود وتبدأ مسئوليته بمتابعة طبع ونشر الكتاب لحساب الناشر وعلى نفقته كما يتولى دعوة المثقفين وعمل عروض للأعمال فضلاً عن الدعاية وله نسبة يتم الاتفاق عليها ، فلا توجد علاقة مباشرة بين الناشر والمؤلف أو المترجم أو المُعِدْ أو المحقق ، ولكن فى مصر عكس ذلك فالعلاقة مباشرة بين الناشر أو المؤلف أو المترجم .. وذلك بواحدة من طريقتين :الأولى : إما أن يسعى المبدع للناشر ويعرض عليه ما عنده ويقوم الناشر سواء بنفسه أو من خلال مستشاريه ، بدراسة إمكانية قبول العمل وملاءمته مع سياسة الدار من عدمه ، وعند مدبولى تتولى هذه المهمة لجنة القراءة والفحص .

أو الثانية : يقوم الناشر بالسعى لدى بعض المبدعين للحصول على ما عندهم ويختار منه ثم تبدأ دورة العمل حتى يصدر الكتاب ، ويلجأ لهذا الأسلوب مدبولى أحيانًا فى حالة التخصص الدقيق . ونفس الكلام ينطبق على المترجم أو المحقق أو المُعِدْ لأى عمل ... ولعل من مساوئ هذا الأسلوب أنه يهدر جهدًا ووقتًا من كلا الطرفين ، فضلاً عن عدم وجود تقاليد أو قواعد تجعل كل الأطراف مطمئنة ويتفرغ كل طرف لعمله الأصلى .





معنى هذا الكلام انعدام التخطيط وغياب التنسيق ، فالناشرون يعمل كلٌّ بأسلوبه وعلى قدر اجتهاده ، الأمر الذى يجعل سوق إنتاج الكتاب بدون ملامح محدّدة أو سمة أو علامة مميزة لكل دار .

• وفى مسألة التوزيع أو التسويق أو البيع ، وكلها تنتهى إلى هدف تصريف الإنتاج . فإن هذا النشاط هو العمود الفقرى ، وهو الذى يحدّد ويقيس نجاح أو فشل الدار ، ولنا فى هذه النقطة عدة ملاحظات :



( أ ) تسويق المنتج الثقافى ( الكتاب فى حالتنا هذه ) يختلف تمامًا عن تسويق أى منتج آخر مثل السلع الهندسية أو التموينية ... إلخ ، فالكتاب لا نستطيع إتناجه بالطلب ، بمعنى أن يكون مباعًا مسبقًا ، ولا هو سلعة قابلة للتخزين ، ولا هو يهم شريحة محدّدة من الناس ( المستهلكين ) ولكنه كثير التنوع ويخرج ليغطى اهتمامات مختلفة لشرائح مختلفة ، ولعل هذا ما يجعل أى دراسة مسحية لرصد احتياجات السوق من كتب دون غيرها أمر صعب ويحتاج إلى عين خبيرة وحس رهيف .

(ب) جهود التوزيع فردية ، وتخضع لظروف واجتهاد كل ناشر ، ونقول كل ناشر فالناشر هو المنتج وهو الموزع وهو الذى يتحمل مخاطرة المكسب وغيره . فعدم وجود دراسات أو خرائط للتوزيع أو مؤسسات كبيرة متخصصة فى التوزيع تتولى دراسة كل الأسواق داخليًا وخارجيًا وتأخذ من كل ناشر ما يصلح وما يلائم ، فضلاً عن تقديم المشورة الفنية والدعم الفنى فى بعض أساليب ، كل هذا ( غياب المؤسسات القوية المتخصصة ) يجعل مهمة التوزيع قاصرة على منافذ البيع التقليدية والمعارض الدولية والمحلية وأعمال المبادلات بين الناشرين ( كتاب مقابل كتاب ) .

تجاهل المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فى الدولة للأنشطة الثقافية، فلا يوجد – فى حدود ما نعلم – أى بند فى موازنة أى شركة أو هيئة أو وزارة لعمل مكتبة قيمة أو أكثر لخدمة العاملين بها ، فلو خصصت كل جهة من السابق ذكرها نسبة من أرباحها ولو نصف فى المائة لأحدث ذلك رواجًا هائلاً فى سوق الكتاب ولكان المردود أعظم فى حالة العاملين والموظفين فى هذه الجهات ... ولعل بعض الجهات بدأت تهتم بالأنشطة الرياضية والصرف عليها ببذخ فندعو أن يحظى الكتاب ببعض ما تحظى به كرة القدم أو غيرها .

• غفلة الإعلام ممثلاً فى الأعمال الدرامية وكل ما يقدمه التليفزيون أو السينما وهى الجهات الأكثر تأثيرًا فى تعديل سلوكيات المواطن وخلق عادات صحية وسليمة ، فمثلاً لماذا لا يتعلم المواطن ويستحسن أن هديته إلى صديق أو قريب فى عيد ميلاده مثلاً يكون كتاب أو أكثر ونفس الشىء الهدية التى يرسلها أو يقدمها الزائر للمريض تكون رواية أو قصة أو ديوان شعر ، إن هذه الفكرة البسيطة وغيرها لو انتشرت ستشيع ثقافة حب الكتاب واقتنائه والتعامل معه ، ولعل كثيرًا من الشباب أو الجيل الحديث لا يعرف أن مكتبة مدبولى كان لها فرع فى لندن فى منطقة تجارية شهيرة وكان يدير هذا الفرع المرحوم أحمد مدبولى وأوجدت بذلك مكانًا للكتاب المصرى والعربى فى لندن حيث الجاليات العربية والجامعات ومراكز البحث التى تهتم بالشأن الثقافى العربى ، كما أنها أول دار نشر تنتج اسطوانات تعليمية ... ولكن تغيرت الأحوال وتم التركيز على الكتاب المطبوع .

• تبقى قضية الترجمة ، وهى من أهم المحاور فى موضوعنا هذا فإتاحة الإبداع الفنى من لغات مختلفة باللغة العربية يحقق مزايا وفوائد عظيمة ، ولابد من وجود مشروع قومى للترجمة ، فالجهود التى يقوم بها المجلس الأعلى للثقافة عظيمة ، والقائمين عليها أكفاء ، ولكن مطلوب مضاعفة ومضاعفة هذا العمل وتنوعه ، لتتاح أصول مترجمة يختار منها الناشر ما يناسبه ، وبذلك تكتمل الفائدة ، حيث أن الحاصل فعلاً هو جهد الناشر الشخصى مع المترجم الفرد .



لحظات حرجة ومواقف مفاجئة فى مسيرة مدبولى

أمثلة :



تكررت محاولات بعض السادة المحافظين لرفع الكشك ومحو آثاره ، وطبعًا تصدر التعليمات للقسم أو رئاسة الحى وتقوم قيامة الميدان ... ( ميدان سليمان باشا ) طلعت حرب حاليًا .

دائمًا كان المنقذ هو الأخ الأكبر والصديق الأستاذ أنيس منصور يقوم بالاتصالات شخصيًا وبالكتابة والدفاع عن الكشك لأنه يعلم أن الكشك منارة ، فتعود المياه لمجاريها .

المحافظ الثورى المثقف وجيه أباظة كان يحضر للكشك شخصيًا ويطمئن بنفسه علينا وعلى سير العمل وكان ذلك يمثل رعاية من مسئول محترم ..

نفس الشىء من المحافظ إبراهيم بغدادى ، فقد كان مبدعًا وفنانًا وشاعرًا ، وحدث ذات مرة فى عهده أن قامت قوة من رئاسة الحى بإزالة الكشك ، وكانت هجمة تترية ، فرحت أجرى وقابلته وكان يمر فى أحد شوارع القاهرة ، ولم ينتظر حتى يعود إلى مكتبه ، بل أصدر تعليماته من السيارة مع توبيخ من قاموا بهذا العمل وتم إعادة كل شىء كما كان .

دائمًا المكتبة مستهدفة من الجهات الرقابية فى كل العهود ، ولكن لأننا لا نخالف فيكون موقفنا سليمًا ، ولكن نفاجأ ببعض السفارات تتهمنا بترويج كتب ضد أنظمتها واسلوب الحكم فيها وتشكونا للداخلية ، فيكون الاستدعاء ، والتفتيش ومباحث أمن الدولة والمصنفات ووصل الأمر أيام كان المرحوم عباس رضوان وزيرًا للداخلية أرسل فى طلبى ، وبكل روح طيبة سألنى عن أصل الاتهامات وتناقش معى فى الدور المطلوب حول مناخ جيد للعلاقات المصرية العربية عمومًا ، وفعلاً كان عندى مجموعة نسخ من كتاب .. واشترت وزارة الداخلية كل النسخ ، والآن والحمد لله العلاقة جيدة بكل الجهات الرقابية لأننا لا نخالف .

حدث ذات مرة أن أحد الكتَّاب نشر كتابًا على نفقته ، يعنى كان هو المؤلف والناشر وعهد إلى وكالة الأهرام للتوزيع بتوزيع الكتاب ويقضى هذا النظام بتوزيع الكتاب على المكتبات وباعة الصحف ونحن منهم .. وعندما اكتشفت إحدى الجهات الرقابية ، لا أذكر الأزهر أم غيره صدرت التعليمات بمصادرة الكتاب وجمع النسخ المطروحة فى السوق ، وتصادف أن كان طرفنا نسخة واحدة من الكتاب على فرشة الصحف والمجلات والكتب التى كانت أمام المكتبة ... وتم مصادرة النسخة والقبض على صاحب المكتبة ( أنا محمد مدبولى ) وراحت بعض الصفحات الدينية فى الجرائد تتهمنا بما ليس فينا ، وخاطبنا كل الجهات المسئولة بأننا لم نطبع الكتاب ولم ننشره ، وتحت يدنا ما يفيد أن الأهرام مسئولة عن توزيعه .. ولكن لا حياة لمن تنادى ، فى نفس الأسبوع بل فى اليوم التالى حضر إلى المكتبة أكثر من وكالة أخبار عالمية من ألمانيا والسويد وأمريكا والـ سى إن إن وتحدثوا معنا وشرحنا لهم الموقف بالعدل وبما لا يسىء لبلدنا .. ولم يتم الإفراج عنى إلى عندما شاهد الرئيس حسنى مبارك إحدى هذه القنوات فى التليفزيون وكان فى رحلة للخارج وسأل واستفسر وأمر فورًا بإخلاء سبيلى .

هذه النماذج وغيرها كثير ، ولكن مهنة النشر مهنة صعبة وتحتاج إلى : صبر أيوب وعُمْر نوح ومال قارون ، ولدينا شعار فى مكتبة مدبولى أن المكتبة مثل المائدة العامرة بكل أنواع الأطعمة والمشروبات نجتهد فى أن نوفر لكل الناس ما يحبونه وما يساعدهم ويأخذ بيدهم .

تكرر فوز مكتبة مدبولى بجوائز وشهادات تقدير من هيئات وجهات ثقافية أجنبية ، ومن المضحك أنها لم تفز ولا مرة واحدة بجائزة مصرية فى معرض الكتاب الدولى أو غيره ..

فى موسوعة مشاهير القرن العشرين التى أصدرتها وكالة أنباء الشرق الأوسط وهى جهة عالمية وتتبع وزارة الإعلام المصرية ورد اسم / محمد مدبولى صاحب المكتبة ضمن مشاهير القرن العشرين وأشادت بمشواره وعصاميته



عوامل الاستمرار والرصيد الإنسانى

لعل من أسباب نجاح مدبولى هى المصداقية وبذل الجهد ليل نهار فالعاملون فى المكتبة لديهم شعار "لا تؤجل عمل اليوم إلى اليوم" ومعنى ذلك ان عمل اليوم لابد من إنجازه قبل موعده بيوم .

الصداقة والحميمية مع رموز الفكر من مختلف الأجيال والعصور بدءًا بالأستاذ نجيب محفوظ مرورًا بالشاعر نزار قبانى والأستاذ محمد حسنين هيكل والعالم الفذ جمال حمدان ناهيك عن أحمد فؤاد نجم وأمل دنقل والأبنودى ، كل هؤلاء حريصون على نجاح مدبولى من منطلق حب وتقدير لدوره الثقافى العام .

استمرارًا للإبداع فلقد لجأت مكتبة مدبولى فى العشرين سنة الأخيرة إلى أسلوب جديد فى النشر كان يمثل نقلة نوعية لخدمة القارئ فبدأت بإصدار سلاسل مثل :

( أ ) سلسلة صفحات من تاريخ مصر وقد قرب عدد إصداراتها على ستين كتابًا.

(ب) سلسلة صفحات عن مصر الفرعونية ، فى كل العصور وفى كل العلوم والفنون والعادات والتقاليد والديانات .

(جـ) سلسلة العلاج بالأعشاب والنباتات الطبية والعطرية .

( د ) سلسلة الفيلسوف والمرأة .

(هـ) سلسلة ومجموعة أعمال متميزة فى الفكر الصوفى فى جميع الأديان .

( و ) مجموعة متميزة وفريدة من الموسوعات والأعمال الفكرية والقواميس والمعاجم .

( ز ) سلسلة المكتبة الزراعية التى لم تترك شأنًا سواء الإنتاج أو المقاومة أو التنوّع فى المحاصيل التتقليدية أو النباتات الطبية سواء فى الأراضى السوداء أو فى المجتمعات الجديدة الصحراوية ... وكانت خير عون للزراعيين والمرشدين وصغار الملاك الذين لم تكن الزراعة نشاطهم الأصلى .

وما زال العمل والإنتاج والإبداع يتواصل فى مكتبة مدبولى

انطلاقًا من أن النشر خدمة يلزمها الحب والتعاون قبل أن تكون تجارة وشطارة .

ملاحظة هامة(المقالة منقولة)