حكايات من الصعيد: العزاء بقلم سيد عبيد
تاريخ النشر : 2019-04-19
العزاء
العزاء: هو عندما يموت ميت ويسمى كذلك الواجب ويسمى الجنازة وكان عندما يموت ميت عندنا يغسّل ثم يكفن ويصلى عليه وعند خروجه من بيته يتبعه الناس ولا يتبعه النساء على الإطلاق .
وعندما ينتهون من دفنه وينزلون من على المقابر وتسمى المقابر جبانة الكثير من أهل القرية يتوجهون لبيت الميت ويتجمع الأهالي والجيران لإحضار الطعام لأهل الميت ويطعمونهم ويخففون عنهم ويصبرونهم ويواسونهم ويبقون معهم طوال اليوم.
ثم يقوم أهل القرية بالنصبة وهي نصب خيمة من الخيش أي الهدم من بيوت الشعر عند العرب البدو كالفراشة حتى يجلس فيها المعزون من البلاد المجاورة الذين يأتون وفوداً للعزاء .
وتنصب هذه الخيمة ثلاث أيام يقرأ فيها القارئ للقرآن ويسمى الخطيب
وكان قديماً ينصب العزاء خمسة أيام وسبعة أيام لكن الآن انتهت هذه الأمور ويكتفون بالعزاء على المقابر فقط.
ومن تعاون الناس مع بعضهم في العزاء عند وقت الغداء تأتي الصواني والطبالي لأهل الميت وكذلك عند العشاء طوال الثلاث أيام أما الضيوف الذين يأتون من بلاد بعيده يذبح لهم خراف أو معزة أكراماّ لهم تسمى ذبيحة لضيّف المنقول .
ويوم الثالث من العزاء تذبح ذبيحة للميت تسمى عقيرة له خاصة يأكل منها أهل بيته وبعض المعزين ويأخذ نصفها الفحّار أي التربيّ الذي دفنه في المقبرة.
والحزن على الميت يبقى طوال العام وأهله يحزنون عليه يوم الخامس عشر يطلعون الطلعة يتجمع الناس ويصعدون على المقابر بعد صلاة الفجر وكذلك يوم الأربعين وكل سنة تسمى الحول بتاع الميت ويفرقون منون وهو الكعك على روحه ويذبحون وتتجمع الناس ويأتون بخطيب ليقرأ القرآن.
توجد بعض البلاد المجاورة لنا يحزنون على الميت أنهم يبقون عاماً بحاله الأقرباء والجيران لا يخبزون فطيراً ولا حيافة تقليه مسبكه ولا يتزوج أحد ومن يفعل ذلك يحاسب
ولا يستحم أهل الميت قرابة خمسة عشر يوماً ولا يحلقون لحاهم.
وبعض البلاد عندما يموت الميت يأتون بالندابة تندب على رأس الميت وتقول كلام حزين وألم وتهيج النساء على البكاء وتعدد محاسن الميت
وهي تضرب بالدف على رأسه قبل أن يحمل على الأعناق وتقول
مات الجمل
ومنين ياجي
غيره
ياسبع السبوع
منين غيرك
وهاكذا إلي أن يخرج من بيته على أعناق الرجال.
وهذا حرام وليس له صلة بالدين وقد نهى عن ذلك رسول الله وقال صلى الله عليه وسلم وقال: ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوة الجاهلية)
وبعض البلاد جنوب محافظة قنا عندما يموت ميت تنصب راية سوداء في وسط العزاء وحولها النساء يندبن ويتحزمن بحزام أسود ويشترط لمن يأتي العزاء لابد أن يصوت بأعلى صوته وأن لم يفعل لم يقوم بالواجب وعزائه مرفوض.
وكذلك توجد بعض البلاد عندما يموت ميت يخمرون مخمرة طين يتمرغ فيها أهل الميت ويندبون على ميتهم ومن يحبهم يجاملهم و يتمرغ مثلهم .
طبعا هذا مخالف الدين ونهى عنه الشرع ولكنها عادات موروثة من قديم .
فالآن تعلم الناس وعرفوا الحلال من الحرام وعرفوا أنه مخالف لدين الله وللعقل وأن هذا لا يرجع الميت من موته بل أمر الله نافذ وأنها آجال مقدرة.
وفهم الناس الآن أن النصبة والعزاء ثلاث أيام مضيعة للوقت وللمال ولكنهم يكتفون بتجمع الناس لحمل الجنازة والعزاء على المقابر فقط ثم بعد ذلك يتجمع أهل القرية عند بيت الميت ليواسوه ويصبرونه لفترة ثلاث أيام فقط.