التجربة النهضوية البرازيلية بقلم:جمال المتولى جمعة
تاريخ النشر : 2019-04-18
التجربة النهضوية البرازيلية بقلم:جمال المتولى جمعة


التجربة النهضوية البرازيلية

البرازيل مرت بأزمات اقتصادية طاحنة فى القرن الماضى حيث تعاقبت عليها العديد من الحكومات العسكرية فتراجعت الديمقراطية وانتشرت الاعتقالات والازمات الاقتصادية والحروب الاهلية التى قتل فيها عشرات الالاف من المواطنين . واستدانة الحكومة من الصندوق النقد الدولى مبالغ كبيرة بشروط مجحفة فسرحت وشردت ملايين العمال وخفضت الاجور والغت الدعم وانهار الاقتصاد البرازيلى فتفاقمت الازمات وهبط الملايين من الشعب تحت خط الفقر وتدهورت العملة المحلية وبلغت الديون الخارجية 260 مليار دولار ووصلت الديون الداخلية 61% من اجمالى الناتج المحلى , وزادت معدلات الفساد والجريمة المنظمة خاصة تجارة المخدرات فى المجتمع حتى جاء عام 2003 وانتخب البرازيليين لولا دى سيلفا. تعرض للظلم والاعتقال وعمل فى مهن مختلفة ماسح احذية وعامل فى احد المصانع . تولى رئاسة البلاد فى انتخابات رئاسية نزيهه بين عدد من المرشحين فاز بها لمدة ثمانى سنوات (2003 – 2011 ) وبلاده مكبلة بالديون الثقيلة وقام بعدة اجراءات تقشفية وفرض ضرائب على الاغنياء مع منحهم عدة تسهيلات كبيرة فى الاستثمار ومنحهم قروض بفوائد بسيطة ورفع الدعم على السلع والخدمات باستثناء الاسر الفقيرة التى تمثل 33% من الشعب واعد برنامج للاعانات الاجتماعية المباشرة استفاد منها 11 مليون اسرة تشمل 64 مليون من الشعب كل اسرة 734 دولار وفتح المجال امام القطاع العام والخاص وقام ببناء اقتصاد على الاستثمار فى الصناعات الثقيلة والاستراتيجية وانتقلت من صناعة السيارات الى الصناعات التحويلية والعسكرية الى صناعة الطائرات المدنية فشجع الصناعة والزراعة والسياحة وسهل اقامة المشروعات المتوسطة والصغيرة مماأدى الى اتساع فرص العمل وزيادة مستوى الدخل وتشير التجربة البرازيلية الى اهمية مؤسسات المجتمع المدنى فى المشاركة فى التنمية وخاصة فيما يخص برنامج الاعانات الاجتماعية ورفع مستويات الدخل. استطاعت تلك السياسات التأثير فى حياة البرازيلين ونقلهم من مصاف الطبقات الفقيرة الى الطبقة المتوسطة
بعد 4 سنوات من حكمه سدد كل مديونية صندوق النقد الدولى واقترض الصندوق من البرازيل 14 مليار دولار بعد 5 سنوات من حكمة حيث تقدمت البلاد تقدما كبيرا على الصعيدين السياسى والاقتصادى
وركز على الصناعة والتعدين والزراعة والتعليم وصلت البرازيل لسادس اغنى دولة فى العالم فى اخر عام حكمة بعد كل هذه الانجازات طلب منه الشعب ان يستمر فى الحكم ويعدلوا الدستور رفض بشدة وقال كلمتة المشهورة "البرازيل بها مليون افضل من لولا " ولكنها تملك دستور واحد وترك الحكم لمن جاء من بعده حيث نجح دى سيلفا فى خلال 8 سنوات فقط فى نقل البرازيل من دولة تعانى من الفقر والافلاس الى سادس اقوى اقتصاد فى العالم .بالاصافة الى نجاحة فى مجال العدالة الاجتماعية . يجب الاستفادة والاسترشاد من التجربة البرازيلية فى بناء نموذج مصرى طموح للخروج من الازمات الاقتصادية الكبيرة التى تعيشها مصر الان .

جمال المتولى جمعة
المحامى - مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى