كفاكم تلون - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2019-04-18
كفاكم تلون - ميسون كحيل


كفاكم تلون

قال أجدادنا العظام عش رجب سترى العجب؛ وفعلا هذا ما نحياه حالياً من كذب وتلون غير مسبوق على الساحة السياسية الفلسطينية. وما يتم طرحه في الوقت الراهن كنا قد حذرنا منه كثيراً في مقالات عديدة، وأصبح الجهر به في رابعة النهار يبعث على سعادة السفهاء -منا- للأسف!! ولن أقول إن خرج العيب من أهل العيب ليس عيباً فالذي تعودناه من بعض الشخصيات الحزبية وتقديم الهدايا طلباً لوِدّ الكيان الصهيوني يقترفونه منذ ما يقارب أربعة عقود. لم يتغير شيء؛ فمن يتكئ على عدم رضى أمريكا الحالية وترمب على القيادة الفلسطينية، وعلى الرئيس محمود عباس تحديداً واخراجه من الخارطة السياسية؛ فذاك والله كان المرتجى للبعض كما حصل مع الشهيد الخالد ياسر عرفات سابقاً نفس السيناريو؛ وكأن التاريخ يعيد نفسه! العمل الدؤوب الذي ينتهجوه كي يكونوا البديل عن منظمة التحرير يبدو لبعض الأغبياء أنه قد أتى أكله حالياً؛ ولا يعرف هؤلاء بأن الكذب حبله قصير؛ والادعاء بأن ارسال الرئيس وفد لمصر هو مجرد تكتيك؛ كذلك عدم دعوة الرئيس للفصائل لمواجهة التهديدات والأخطار التي تواجه قضيتنا، إن كانت ذاكرتهم كذاكرة السمك؛ فبكل سرور نستطيع انعاشها لهم فليتذكروا لقاء موسكو الذي خرجوا منه وقد أغضبوا الروس، لأن حلفائهم في دمشق وطهران لم يرق لهم التوافق والاجماع الفلسطيني وإن كان على ورق لمواجهة مؤتمر نتنياهو وترمب في وارسو!!

إن محاولات التدليس المفضوحة لن تستر عورة أن هناك من ارتضى لنفسه أن يكون ورقة مساومة في يد الغير لمواجهة الشيطان الأكبر!! فالحديث المتكرر عن لجنة أو مجلس قيادي أخيراً لإدارة شؤون غزة يندرج في نفس مضمون صفقة القرن بقيام كيان فلسطيني في غزة منفصل تماماً عن الضفة، وقذف الاتهامات جزافاً للسلطة وللرئيس بأنه يرفض المصالحة ولا يريدها هو الهراء بعينه، فمن يتبجح بقبوله بأي كان خلفاً للرئيس؛ وكأنه هو المقرر الوحيد ويلغي الشعب صاحب الحق الحصري في اعطاء الشرعية وسحبها عبر الصناديق وليس البنادق؛ فهو بالتأكيد يتحدث من منطق قوة السلاح، وإن كان يحاول كالعادة اغفال أن فصيل يسيطر على غزة بقوة السلاح ويخضع مليوني نسمة وفقاً لما يراه في صالح الفصيل الواحد فقط!! وما التصريحات وادعاء البطولة الزائفة برفض ما عرض على البعض في سيناء إلا مسرحية مكشوفة؛ فليخبروا الشعب عن فحوى تلك العروض كاملة ومتى وأين تم عرضها؟! ألستم من يريد تحرير فلسطين من البحر للنهر؟!

وأعود لتذكير أصحاب الذاكرة الواهنة أن حل مشكلتنا من أسهل ما يكون بالعودة للشعب؛ فقد تأتي لحظة لا أحد يعرف موعدها ليأخذ الشعب زمام المبادرة من تلقاء نفسه، ولات حين مناص للخلاص وبأي ثمن.. وهذا ما لا يتمناه أي وطني عاقل مدرك لا يتبجح بقبضته الأمنية وكفاكم تلون!

كاتم الصوت: تفاهمات طويلة الأمد بقيادة محور المقاومة!؟

كلام في سرك: مجالس متعددة منها من تأقلمت ومنها من سيلتحق بالصفقة!؟

ملاحظة: قيادات على المقاس والطلب.