ثلاثة قصص قصيرة بقلم:مهدي العامري
تاريخ النشر : 2019-04-15
ثلاثة قصص قصيرة  بقلم:مهدي العامري


1
في كل يوم ’’امارس لذة الفشل ’’’في العمل ’’’في الدراسة ’’في العبادة ’’في العلاقات الغرامية ’’مع بنات الجيران ’’ومع زميلاتي ’’في الوظيفة ’’’حتى اصبح الجميع يراهن على فشلي’’واحباطي’’’واخفاقاتي المتتكررة ’’’في تعلم فن الحياة ’’’

في المساء ’’’تلتقتيني ’’’في عتبة الباب’’’تمنحني الامل ’’والرغبة ’’’في مواصلة المسير ’’والعيش ’’’سعيدا ’’’’
انها’’أمي’’’’الوحيدة التي تعشقني ’’’بدون مقابل ’’’انها جنتي المثلى’’’’

2
حينما كنت في الصف الاول الابتدائي ’’’كنت اجد صعوبة كبيرة ’’في تلفظ حرف الراء ’’
تسالني المعلمة ’’ان اقول "رافد"’’’فاقول "لافد"’’’وتسألني ان اقول "ورد ",,,فاقول "ولد "’’وتسألني ان اقول "مطر",,,فاقول "مطل "’’’
كان التلاميذ يضحكون ,,ويسخرون مني "’’وخاصة ذلك الفتى البدين ’’الذي يسكن في محلة الفحامة ’’المقابلة لمحلة الفلاحات ’’’
ذات يوم لمحته ’’يسير ’’في دروبنتنا ’’قرب المزبلة ’’’فما توانيت ’’’حتى رميته ’’بقشور الرقي ’’الخايس’’ومن ثم مرغت رأسه في التراب ’’ومن ثم وضعت بضعة طماطات في فمه ’’’ومن ثم سحلته من شعره ’’’ورميته ’’في برميل ماء ’’كان قريبا من هيكل العمارة ’’الذي تم تشييده ’’’قرب محلتنا ’’’بعدها ’’’اخرجته من البرميل ’’’ووضعت في كفيه عشرة اعواد من الثقاب ’’’واشعلتها ’’فاخذ يصرخ كما تصرخ امرأة ’’’تحاول انجاب عشرة اطفال ’’’من فتحة مهبلية واحدة ’’’
لم اكتفي بذلك ’’’’
ربطته بعمود الكهرباء ’’القريب ’’من بيت توفيق ابو الجص ’’ورحت اجلده بصوندة الماء ’’عشر جلدات ’’’عشرون جلدة ’’’اربعون جلدة ’’’ثمانون جلدة ’’’بعدد جلدات اولئك الذين يقذفون المحصنات ’’بلا شهود ’’اربعة ’’

تصوروا ’’’هل اكتفيت بذلك ’’’’

ذهبت مسرعا الى البيت ’’واحضرت سطل من الماء الحار ’’ورميته به ’’’حتى تفقع جلده ’’

وايضا ’’’لم اكتفي ’’بذلك ’’
فقد جمعت صبية المحلة ’’’واعطيت كل واحد منهم حجرا ’’ودعبلة ’’’كاكرامية لهم ’’’وامرتهم برميه بالحجر ’’’حتى سالت الدماء ’’’من جميع جوانب جسده ’’’

ولم اكتفي بذلك ’’’
فقد ربطت يديه ’’وقدميه ’’’واخذت اجول فيه بالازقة ودرابين المحلة ’’’
وهو يستغيث ’’ويستنجد ’’’دون جدوى ’’’

رآني ’’’احد افراد الشرطة ’’’فذعرت وهربت ’’الى البيت ’’’وانا اشتم اليوم ’’’الذي عرف فيه العالم ’’’الشرطة ’’’والعصا ’’’والمسدسات ’’’

في المساء ’’’وبينما كنا نلعب ’’انا واخوتي ’’’حول المدفأة النفطية ’’’انسكب ابريق الشاي على وجهي ’’’فصرخت ’’’صرخة دوت المحلة ’’’

خلال اربعة ثواني ’’’’وجدت نفسي ’’في مستشفى الكرامة ’’’بعدما حملتني ’’على كتفيها ’’’قريبتي ’’ام محمد’’’التي كانت اسرع امرأة في العالم ’’’بعد العداءة الجاماكية ’’سيرينيا بالاس ’’’

3

ذات يوم ’’’وحينما خرجت من المسجد ’’’اخذني اربعة رجال الى مكان مجهول ’’
عصبوا عيوني ’’’وربطوا يداي ’’’وقدمي’’’

ضربوني بالسياط ’’’والخيزران ’’’ثم سكبوا فوق رأسي الماء البارد’’ومن ثم الماء الساخن ’’’
ثم صعقوني بالكهرباء ’’’اكثر من مرة ’’’
ثم جربوا بجسدي ’’كل انواع الركل والدفر والبطش ’’’
ثم اطلقوا سراحي ’’’واعتذروا مني ’’’جميعا ’’’واهدوني باقة ورد ’’’وخمسة الاف دينار ’’’وقالوا لي بالحرف الواحد

"ارفع راسك انت عراقي "’’’

المفاجأة الكبرى ’’’ان الفتى البدين ’’’الذي كان يسخر مني ’’’في الصف الاول الابتدائي ,,,كان معهم ’’’يمضغ الموز ’’’واللبن ’’’’’’’’’’’’