رمشٌ خشبيٌ أسود بقلم: محمد شحاته حسين
تاريخ النشر : 2019-04-15
لم أعد أشعر بالحبال ولا الألم
من يعيد تقييدي
له الحرية في تحريكي كيفما يشاء

...
أنت وحدك من يمكنه سماع صوتي
فأنا بلا حبال لا أستطيع تحريك فمي

...
لكن يبدو أن لديك الكثير من الحبال
من الحب الذي يحركك
ويبدو أنه استطاع اخفائها

...
فيالا البراعة لا أستطيع أن أراها
شفافة حتى العدم

...
ليت لي محرك كمن يحركك

...
رغم أنك لا تضع الكثير من المساحيق
ولا أرى لك مسرحا
فهلا أخبرتني ما هي قصتك

...

لأجل ماذا كل هذا النحيب

...
كان إذا أراد محركي يبكيني
أبكي بلا دموع

...
كان يهز أوصالي
ولم أعرف من البكاء سوى اهتزازي
وضحكي كالبكاء

...
هنا ترانا كلنا
نحكي نفسي الحكاية
لأننا وصلنا إلى نهاية التكوين

...
فالدمى كلها
الجميلة والقبيحة
والشريرة والطيبة
كلها مذ قصت حبالها
(تموت/نفسي المصير)

...
ربما لو وضعت دمعة على جفوني
تدب الحياة في عيوني
لماذا كل هذا النحيب

...
أخر مرة فقدت رمشا خشبيا أسودا
ولم ينتبه محركي
ربما رأى فقد رمش
لن يؤثر في الحكاية
في معنى الحكاية

...
هل فقدت من قبل شيئا لم يعده لك
أقصد من يحركك

...
يمد إصبعه على وجنته يحمل دمعة
كأنه يحمل درة
يضعها على جبين الدمية
مر وقت يراقب عينها
وفجأة تحركت
تبسمت

...
ثم فجأة عادت جامدة
لم تكمل انحناءة القيام
ملقاة على بطنها
رافعة وجهها تجاه خط الستارة
لم تعد تتكلم

...
مكان رمشها المكسور واضح
لكنها جميلة

...
لم تنتهي الحكاية
إلا وكل أضواء المسرح أطفئت
إلا بقعة متوجهة عليها

...
كانت تبدو في الظلام وحدها
حرة خالدة

...
ربما ليست الحبال المرئية الحكاية
ليس سهلا سقوط كل هذه الحياة المدلاة بالحبال
أمام التجربة

...
أنا ومن خلفي مسرح الدمى
وفوقي البكرات كالنجوم
ودمية باسمة