فلننتصر للحياة بقلم:ناريمان عواد
تاريخ النشر : 2019-03-25
فلننتصر للحياة  بقلم:ناريمان عواد


فلننتصر للحياة ...

ناريمان عواد

ما ان تبدا نسائم الربيع تتسلل من بن رذاذ المطر ، تبدا الروح بتنسم الحياة التي بدات تدب في ارجاء الوطن ، تطيرالطيور المهاجرة باسراب متتالية ترسم لوحات جميلة منظمة في كبد السماء ، تزفزق العصافير فوق شرفات البيوت ، يسمع هديل الحمام عند كل صباح ومساء ، تبصر على مرمى البصر قطعان أغنام في الاراضي الخضراء تبحث عن الكلا تغزو الاعشاب البرية في الجبال ، والخيول تقف بشموخ في الشمس الدافئة التي بدات تتسلل الى الاجسام الباردة.

جمال مبهر للوحة ربانية بدات ترسم في كافة اراضي فلسطين ، فلسطين أرض الخصب والجمال ، ببحرها ، بنهرها ، بسفوحها ، بسهولها ، بجبالها ، باغوارها ، باوديتها الجميلة . في آذار يبدا الربيع ، ليغطي وجه الارض بالخضرة والجمال ، يمنح الناس احساسا بالدفئ والمتعة .

يبدا الربيع وتبدا معه ازاهير الاشجار بالتفتح ، زهر اللوز ، زهر التفاح ، ثم زهر البرقوق ، الاجاص والمشمش وهي عملية متتالية

لتبقى انت ماخذوا بكل هذا الجمال ، الذي يصل في دفعات متتالية حتى تستطيع ان تنهل المزيد ثم المزيد من هذا الجمال .

تفيض المراعي بالخيرات ، تخضر الروابي ، تنطلق العائلات الفلسطينية في رحلات التجوال في البراري والخلاء .

اما الارض التي تنهشها ايدي الاستيطان والعدوان تابى الا ان تمنح الجمال رغم العبث اشجارها ، وزيتونها الاخضر، تابى الا ان تواجه هذه الحملات المسعورة من غلاة المستوطنين بالتمرد والانتصار في معركة البقاء ومواجهة هذه الاجراءات بحماة الارض من المزارعين والفلاحين الذي يتخطوا الاسلاك الشائكة وازيز الرصاص والقمع والتنكيل للوصول الى اراضيهم لقلعها وحرثها وتبدا النباتات البرية بالانبلاج لتؤكد صيرورة الحق الفلسطيني على هذه الارض ، ازاهير السوسن ، شقائق النعمان، النرجس والاقحوان ، الزنبق والياسمين تختال على ارض فلسطين وكانها صبية خجولة تتمايل فرحا ببدء نوار ربيعها .

أهلا بالربيع ...ووداعا شتاء فلسطين على امل اللقاء .