أكل الثوم بأفواه الآخرين بقلم عبد الحليم صابر
تاريخ النشر : 2019-03-25
 "أكل الثوم بأفواه الآخرين... ليس جديدا... متأصل في إنسانية الإنسان..." 

حينما يتم استعمال الآخر، بصيغة الفرد أو الجمع، واستغلاله كدروع أمامية من قبل الأنا، بصيغة الفرد أو الجمع، العالمة والواعية، في جزء منها، بحيثيات الموضوع القديم والحديث... لتحقيق ثأر ما، أو لإحياء ماض، أو لإثبات الوجود، أو لتقوية المواقع، أو تلبية لنداء ضعف داخلي أو لإطالة حياة ذات ممدة على سرير الإنعاش...

الآخر المستغل والمستعمل، ذات فردية أو جمعية، مركب غير متجانس رغم ظاهر الوحدة... 

منه الغض الذي سيق مع الذات الجماعية بدون أدنى وعي تاريخي أو نظرة شمولية للسياق أو إلمام بتكوين وغايات الأنا المتحكمة (فردية أو جماعية)، غير مالك لأدوات القراءة المتأنية لقوة كلمة بسيطة ضمن جملة وضمن نص... ووقعها على تغيير مجريات الأحداث... نتيجة ضعف أو غياب التأطير (السياسي، الاجتماعي، الحقوقي، النفسي، القانوني...).

منه الدخيل، بعمد، صاحب هدف برغماتي شخصي، غالبا ما يملك قشور التأطير (السياسي والاجتماعي و...) ينفذ ما يعود عليه بالنفع بدافع ذاتي أو بإيعاز مالك خيوط تحريك الدمية... أو اللعبة.

منه الدخيل، أيضا، لتحقيق غايات كبرى لفئة، تيار... (متشبع بفكر، إيديولوجية...) مراهن على الزمن وقوة الكثرة نتيجة ضعف البنية وعدم التجدد...

الأنا ، كذلك، بصيغة الفرد أو الجمع، مركبة التشكيل والتكوين ومتنوعة المشرب... غالبيتها منتمية لأقصى الأطراف... منها المدافع عن قيم المبدأ... ومنها المدافع عن المصلحة من خلال تلبس قيم المبدأ...

ربما هو تغريد خارج السرب... وإبحار ضد التيار... صاحبه غير مرغوب... لكن الإحساس بأثر المشهد يحتم التعبير عنه للتاريخ...