نحو سوريا موحدة
تاريخ النشر : 2019-03-24
نحو سوريا موحدة


نحو سوريا موحدة
حمادة فراعنة
سجلت الحركة الكردية السورية انتصارها على آخر موقع لتنظيم داعش، الذي تقهقر تدريجياً أمام بسالة الكرد وتضحياتهم بعد أن قدموا أكثر من عشرين الف شهيد دفاعاً عن مناطقهم وأرضهم وكرامتهم التي كانت ولا تزال جزءاً من وطنهم السوري، ولا تزال، في مواجهة برنامج وشراسة تنظيم داعش الذي سعى لفكفكة الدولة السورية وإعادة تشكيلها بما يتفق وتطلعاتها المتطرفة الأحادية المتسلطة .
كرد سوريا يسعون نحو الحفاظ على قوميتهم وثقافتهم ولغتهم وهذا حق مشروع لهم، وطالما يسعون لأن يحفظوا مواطنتهم السورية، وأن يبقوا ويكونوا جزءاً من الدولة السورية، على قاعدة المساواة والندية والمواطنة، يتطلب من الشعب العربي السوري أن يحفظ كرامتهم ومواطنتهم بما يستحقون، وأن يتحلى الرئيس بشار الأسد بنفس الشجاعة التي صمد فيها في مواجهة تحالف الشر والدمار والخراب، وهزم قوى التحالف الدولية والإقليمية وبعض أدواتهم المحلية المغرر بها والتي راهنت على قوى معادية لسوريا الدولة والشعب والكرامة، وإنتصر عليهم بما يستحق وبما تستحق سوريا ، أن يتحلى بشجاعة الاستجابة لمطالب الكرد في المواطنة مع خصوصيتهم القومية.
الرئيس السوري بعد الصمود والانجاز والانتصار، ولقطع الطريق على مواصلة التدخلات الإقليمية والدولية، بأشكال وأدوات مختلفة بما فيها محاولات فرض حلول لا تتفق ومصالح الشعب السوري، يتطلع إليه الكرد ويراهنون على تجاوبه باعتباره صاحب القرار : في المبادرة نحو العمل لتوحيد شعب بلاده تحت رايات الدولة والوطن بما فيهم المواطنون الكرد الذين يستحقون المواطنة الكاملة على قاعدة المساواة والندية والخصوصية التي تحفظ لهم تكامل المواطنة السورية مع القومية الكردية، والارتقاء بالتعددية السورية التي تكفل منع التدخلات الأجنبية والتسلل بين مسامات التفرقة وإدعاء الحرص على مكونات الشعب السوري .
كرد سوريا جزء من الشعب السوري ودفع ثمناً باهظاً في مواجهة التطرف والإرهاب والانفصال والتمزيق، وبقوا موحدين مع العرب في مناطقهم، رافضين شعار الانفصال، مقدمين أوراق اعتمادهم كمواطنين يستحقون حق المواطنة تحت قاعدة الدستور والوحدة والتعددية .
سوريا قبل المؤامرة ليست كما هي بعدها، وسوريا الانتصار ليست كما هي قبلها، مما يحتاج لنفس شجاعة ومضمون الانتصار، شجاعة الإقرار بالتعددية واحترام الخصوصية في إطار الوطن السوري الموحد، ذلك لأن انتصار سوريا عسكرياً على أعدائها لن يكتمل بدون الانتصار السياسي وانتصار وحدة أراضيها ومكونات شعبها، حتى لا تبقى أسيرة للتدخلات الأجنبية بأدوات ووسائل قد تكون على شكل الحصار السياسي أو الاقتصادي أو دعم خلايا كامنة مربكة لخطط إستكمال أمنها واستقرارها، أو أية ذرائع مختلفة ، والكرد ببسالتهم أثبتوا مساهمتهم في دحر التطرف والإرهاب ، ومن هذا الموقع ساهموا بتضحياتهم في الحفاظ على خارطة سوريا وتماسكها ووحدة أراضيها ، مما يستحقون من الدولة مبادلتهم الأمن المعيشي والاستقرار النفسي والمواطنة المجتمعية، خدمة ليس فقط لأنفسهم ككرد بل وخدمة لسوريا الوطن والشعب والدولة.
[email protected]