الشهيد عمر أبو ليلى والأسئلة الموجعة بقلم:أسعد العزوني
تاريخ النشر : 2019-03-24
الشهيد عمر أبو ليلى والأسئلة الموجعة بقلم:أسعد العزوني


الشهيد عمر أبو ليلى والأسئلة الموجعة

أسعد العزوني

من يظن أن إرتقاء روح الشهيد الفلسطيني عمر أبو ليلى إلى العلياء ،سيغلق ملفه ،ويقفل باب التساؤلات الحرجة ،يكون واهما ،فالعملية تتعلق بكرامة شعب إصطفاه الله ،لخوض المعارك المستمرة على الأرض  في فلسطين أرض المحشر والمنشر،إلى أن يشاء الله ويحين موعد اللقاء الحاسم ،ويأتيه المدد من الأردن أرض الحشد والرباط .

قبل الغوص في التفاصيل لا بد من توجيه نداء إلى كافة الفصائل الفلسطينية التي كانت مسلحة ،قبل الإرتماء في أحضان سلطة أوسلو رائدة التنسيق الأمني مع الإحتلال،والتي فاق وكيل الإحتلال فيها محمود عباس صهيونية الأقدمين مثل جابوتنسكي وبيغن وشامير وشارون وغيرهم،فهو لم يعد يخجل من نفسه وهو يلتقي الوفود الصهيونية ويتفاخر أمامهم أنه يستمع لأغانيهم ،وأنه لا يقبل بأن يعود اللاجئون الفلسطينيون إلى ديارهم كي لا ينزعج شباب مستدمر إسرائيل من ذلك،مؤكدا لا فض فوه انه يعمل لتوفير الأمن والأمان للشباب الصهيوني في مستدمرة الخزر بفلسطين.

بالأمس سجل الشاب الفلسطيني من سلفيت  وإسمه عمر أبو ليلى ويبلغ من العمر 19 عامل أسمى آيات البطولة ،وقام بخطف سلاح مستدمر وقتله وإطلاق النار على آخرين ومن ثم إختفى،لكن "الشاباك "وقوى الأمن الصهيوني ، عثروا عليه في وقت قياسي وقتلوه ،ليتبجح كيس النجاسة حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو ،ويرسل تهانيه إلى الشاباك وقوى الأمن الإسرائيلي على سرعة العثور عليه وقتله ،وقد تعامل معه  كقضية إنتخابية.

من هنا نبدأ ويحق لنا التساؤل كيف نشاء وإلقاء التهم على من نشاء ،فالوقت لا يسمح بالتأني والصبر والتمحيص والتحقيق،لأن الشعب الفلسطيني ليس مغرما بتقديم خيرة أبنائه للموت بينما الآخرون يتنعمون بمكاسب الإحتلال ،نظير تعاملهم معه ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

السؤال الأول يشمل مساحة شاسعة من العصف الذهني ،فهل تصرف الشهيد بمفرده ؟وهذا ليس مفيدا حتى لو قتل أربعة من الأعداء،إذ يجب أن يكون العمل المسلح مبرمجا ومعدا له سلفا ،وأن تكون الفصائل قد وفرت ملجأ آمنا لمنفذ العملية في حال نجا من القتل،لكن الشهيد وجد نفسه مكشوفا للريح التي هبت عليه من الجهات الأربع ،وهذا يقودنا إلى أكثر من تساؤل:هل هناك جهة ما سهّلت له تنفيذ العملية لجني مكاسب إنتخابية كبيرة للنتن ياهو؟ وهل دلّ عليه أمن دايتن التابع للسلطة؟

معروف أن تضاريس الضفة الفلسطينة وخاصة منطقة سلفيت الجبلية ،متنوعة أماكن الحماية ،فهناك الأحراش والكهوف ،وهناك الجبال  والأودية والمكامن الآمنة التي تؤوي كتيبة بحالها وليس شخصا،ناهيك عن وجود الأهالي الذين يستطيعون إخفاءه دهرا في بيوتهم ،دون ان يصل إليه أحد.

ولأنه لم يحصل على أي مكمن للحماية ،فإنه يحق لنا زج أسئلتنا في أتون العصف الذهني بغض النظر عن مدى إلحاق الأذى باهدافها ،لأننا كما قلت أمام كرامة شعب لم يشهد فترة راحة في أي حقبة مرت عليه في التاريخ بسبب أطماع الجميع في الأرض الفلسطينية.

مجمل القول أن ما  خلصنا إليه  من عملية الشهيد عمر أبو ليلى ،أنه كان عبارة عن عملية إنتخابية صبّت لصالح النتن ياهو ،وكان ضحيتها الشهيد نفسه ،بمعنى أن جهة ما كما أسلفنا زينت له الموضوع،