قرار ترامب فرصة أكثر مما هو تهديد بقلم:أسعد عبدالعزيز
تاريخ النشر : 2019-03-24
قرار ترامب فرصة أكثر مما هو تهديد
تناول المحللون والإعلاميون موقف ترامب القاضي بالاعتراف بضم إسرائيل للجولان بكثير من المقالات بعضها يسفه القرار والآخر يبالغ في التهويل من تأثيراته وكي لا ننساق وراء التأثير الإعلامي أو العاطفي وكي يكون تعاطينا مع القرار موضوعي ينبغي أولا تثبيت الحقائق قبل الانطلاق إلى الاستنتاجات والحقائق على الأرض تقول:
1. أمريكا اوباما نجحت في تجنيد أكثر من 130 دولة خلف موقفها من سوريا بينما أمريكا ترامب لم تستطع تجنيد 5 دول وازنة خلف قرارها الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لإسرائيل.
2. أمريكا منخرطة في مفاوضات مع دول الجوار الأفغاني لترتيب الانسحاب الأمريكي منها.
3. إيران والعراق وسوريا تنظم أوراقها استعدادا لما بعد الخروج الأمريكي من المنطقة واجتماع رؤساء أركان جيوش الدول الثلاث منذ أيام يأتي في السياق.
4. الانسحاب الأمريكي من سوريا في حكم الواقع .
5. روسيا قبلة نتنياهو خلال الأشهر الماضية بحثا عن ضمانات أو تقديم لطلبات سياسية .
6. تركيا اردوغان عارض بزار تجاري في علاقاتها المتشابكة بين الشرق والغرب والجوار.
على تلك الحقائق يمكن البناء والاستدراك في نقاش موقف ترامب من الجولان والقدس فقرار ترامب لن يؤثر على الواقع القانون (وفق الشرعية الدولية) للقدس والجولان باعتبارهما أراض محتلة ولن يجد صدى مؤثر لدى الدول المؤثرة على الساحة الدولية باللحاق به في مجاراته لاسرائيل وهو لا يعدو كونه دفعة على الحساب للمجموعات الصهيونية للاستحقاق الانتخابي القادم .
ولكن كيف يمكن لنا الاستفادة من قرارات ترامب في تدعيم مواقفنا السياسي ؟؟
ان الانحياز الأمريكي لاسرائيل بما يخالف قرارات الامم المتحدة بخصوص الاراضي المحتلة عام 1967 يشكل فرصة حقيقية لتجريد أمريكا من صفتها كوسيط وراعي لاي عملية سلام في المنطقة ورفض التعاطي معها على هذه الارضية، وهنا يصبح ما نادى به الامين العام لحزب الشعب بسام الصالحي من تنسيق الجهود الفلسطينية السورية اللبنانية واجب.
كما ان الانسحاب الأمريكي من تفاهمات عملية السلام القائمة على البحث عن حلول تفاوضية للقضايا الكبرى (القدس واللاجئين) يعطي الفلسطينيين فرصة على الاقل لابداء التململ من بعض بنود اوسلو وباريس والبحث عن اطر جديدة للتعاطي مع الواقع المستجد.
ويمكن للفلسطينيين ان يكسبوا من تقوية العلاقات مع السوريين واللبنانيين في حل الخلافات الداخلية مع حماس.فالتشابكات الاقليمية القائمة حاليا فيها من تناقض المصالح أكثر مما فيها من تلاقيها.
اسعد عبدالعزيز
ناشط سياسي