من عمر أبو ليلى إلي والدته ..بقلم:يونس الطيطي
تاريخ النشر : 2019-03-23
من عمر ابو ليلى إلي والدته ....
انا هنا يا أمي لَستُ ذاهبا إلى أي مكان، هنا في وطني انا امتداد فلسطين المصلوبة وأنا مسيحها المخلص .. رأيت في يقظتي عدوي يسلب ارضي ويقتل شعبي .. وهناك بعض من يدعون أنهم اخوتي خلف اقنعتهم المزيفة يصرخون وهم يتآمرون معه على وجودي وكياني وكرامتي، فلم يغريني ضجيجهم ولم أبالي بصراخهم ولا بنحيبهم المزعوم ودموعهم الكاذبه على آلامي وآثرتُ الصمت وتركت ملاعب الطفولة وبهجة الصبا وذهبت لأروي عطش وطني للنصر والحرية والخلاص من المحتل .. فكنت الريح التي تعصف باعدائي لتقتلع المحتل من ارضي .. وكنت النسمة المشبعة بالندى تنهال فوق أرضي العطشى بعذوبة لتنعش فيها الربيع ولتزهر في وطني الحرية والنصر.
مضيت الى حريتي في سماء فلسطين قمرا انير به درب رفاقي .. اهتديت الي سر الخلود الذي يصهل في عروق الاحرار .. لم ارغب ان اكون يوما مجهولا في الغياب ..
انا يا امي لم اتركك وحيدة وكيف أجرؤ على ذلك سأجعل من روحي فروع دالية تظلل حر أيامك .. انت يا أمي من جَعلتُني من بين اياديكِ الطاهرة ينابيع نصر تنسكب دافقة تلد البطولة تلو البطولة لتسكن ارض فلسطين تروي ظمأ شعبي للخلاص من المحتل وتعيد لفلسطين حريتها وقداستها ..
فاجعليني يا أمي الحكاية الاجمل على شفتيك حكاية لا يفسدها ملح الدمع الأخرق وقفي يا امي على حافة الصبر ودعيني أتناسل بين كلماتك آيات قرانية عند الفجر عندما ازروك لألقي عليك تحية الصباح كل يوم وقد جمعت لعينك زنابق روحي لتعانقيها وتقبليها .. أي أم وانا واراك تلبسين أحزانك بكامل أناقتها ..أي نهر عذب حينما غدا دمعك وطنا اخضرا ..انت الوصايا الصاخبة في روحي وانت اصل الحكايه ... وانا المنذور لحرية الوطن وكنت لمجده البحر الذي أوقظ الشمس ..
تحية لكل امهات الشهداء وللمراة الفلسطينية التي جعلت الحصرم عنبا، والياسمين وطنا ، وشقائق النعمان وعدا .. وأيقظت الأمل الغافي في منابت السنابل، ونسجت من دمعها عواصفا تقتلع الغزاه ..
يونس الطيطي .. ٢٢ / ٣ / ٢٠١٩