عيد الأم في ذكرى الكرامة بقلم:بسام صالح
تاريخ النشر : 2019-03-23
عيد الأم في ذكرى الكرامة بقلم:بسام صالح


عيد الأم في ذكرى الكرامة

بسام صالح

ما اجمل عودة الربيع، بعد شتاء قارس، واجمل ما في الربيع، هو الطبيعة التي تستيقظ من جديد، تتفتح الازهار فتمنح السهول والجبال الوانها الخلابة، واجمل ربيع فلسطيني كان انتصارا، وثورة قلبت مفاهيم وعقائد كانت سائدة حتى يوم الكرامة يوم اعاد الفلسطيني الكرامة لأمة مهزومة عسكريا ونفسيا، واثبت للعالم ان ارادة حفنة من الرجال المؤمنين بحقهم وقضيتهم، قضية العرب الاولى، وبسلاح متواضع قادرين هزيمة الجيش الذي لا يقهر فقهروه وارغموه على التقهقر واذاقوه طعم الهزيمة فعاد ادراجه خائبا يحمل قتلاه وجرحاه. انها معركة الكرامة تلك القرية الصغيرة الحدودية، التي شهدت على هزيمة العدو المتغطرس، وشهدت على تعاون مشترك مع الجيش العربي الاردني بقيادة اللواء الشهيد مشهور حديثه، فدخلت التاريخ من اوسع ابوابه.

تتناوب حركة الطبيعة بتناغم منقطع النظير، الليل والنهار، وفصول السنة شتاء يليه ربيع وربيع يليه صيف وصيف يليه خريف ليعود الشتاء من جديد، فصول العام لا تتناحر بل تتناغم فما ان تنتهي مدة الفصل ينحني مرحبا بالفصل القادم، كما الشمس تنحنى في غروبها فاسحة المجال لراحة الليل، الذي ينجلي مع استيقاظ الشمس من جديد، هي الحياة دواليك، وهذا ما تعلمه الغرب وتجاهله العرب، تبادل السلطة بسلاسة وسلام.

ربيعنا هذا العام حافل ليس فقط بالذكريات، بل في الواقع رغم قساوته وعنجهيته، اليوم ربيع الكرامة "بدنا نعيش" يدخل اسبوعه الثاني رغم الارهاب الاخونجي، وتكسير الاطراف والضرب والقمع والاذلال والسجون والتعذيب، وفرض الاقامات الجبرية، ومنع الحريات وضرب ومحاربة الصحفيين والتعتيم على ما يحدث في المستشفيات، طالت الاطباء والعاملين في المجال الصحي، رغم كل ذلك ثورة بدنا نعيش مستمرة تعلن اضراب شامل ليومين متتاليين، ثورة الفقراء والمعدمين والمحرومين، ضد الغلاء والضرائب وجشع اغنياء الانقسام، انها ثورة الربيع الفلسطيني في غزة، ولن تسمح حركة الجماهير بتكرار ما اطلق عليه مجازا الربيع العربي، فنحن الفلسطينيين لنا ربيعنا ربيع الكرامة والحرية والوحدة. ربيع عمر ابوليل الذي يعيد التاريخ للمقاومة الباسلة في معركة الكرامة، ويعطي دفعا وزخما لحركة الثائرين على القهر والقمع في غزة العزة.

ربيع الأم الفلسطينية المناضلة، مربية الابطال ومعلمة النضال والصمود والتضحية، أم الشهيد/ة وأم الجريح/ة وأم الاسير/ة  امامك ايتها الأم الفلسطينية الصابرة المناضلة مربية الاجيال تنحني القامات اجلالا واكبارا لمهمتك الصعبة والشاقة في التربية الوطنية وتعزيز الصمود على ارض الوطن.

في عيد الام، وكل يوم وساعة وثانية هو عيد للأم الفلسطينية المناضلة، أم المناضلين والمناضلات، أم الاسرى والاسيرات أم الجرحى والجريحات ، أم الشهداء والشهيدات، انت ايتها الأم الفلسطينية انت سيدة الارض وسيدة في السماء تقبلي اليوم وكل يوم من ابنائك عهدا وقسما بالوفاء.

 روما 21/3/2019