تاريخ يكرر نفسه .. الخامس عشر من آذار بقلم:هلا التيان
تاريخ النشر : 2019-03-23
تاريخ يكرر نفسه .. الخامس عشر من آذار  بقلم:هلا التيان


تاريخ يكرر نفسه .. الخامس عشر من آذار 

#بدنا_نعيش 

حراك شبابي ضجت به منصات التواصل الاجتماعي وعناوين الاخبار في الأيام الماضية احتجاجا على تردي الاوضاع الاقتصادية للمواطنين في غزة من فقر وبطالة وارتفاع أسعار السلع وغيرها من المشكلات التي تعصف بالقطاع منذ فترة طويلة .

في مشهد يعيدنا بالاذهان قليلا الى الوراء وتحديدا في عام 2011 عندما خرجت جموع الشباب الثائر في شكل مظاهرات عفوية عمت ارجاء المدن الفلسطينة في القطاع مطالبين حينها بانهاء الانقسام البغيض  الذي مزق اوصال شعبنا الفلسطيني وقد تزامن هذا الحراك في هذا الوقت مع ما سمي بثورات الربيع العربي التي اندلعت في معظم الدول العربية انذاك  .

استمرت المسيرات العارمة عدة ايام علت خلالها حناجر المشاركيين شباب واطفال ورجالا بضرورة انهاء الانقسام الذي كان قد مضى عليه اربع سنوات في ذلك الوقت .

ايام واسابيع بل واشهر مضت دون أن يحرك أحد ساكنا الى ان جاء يوم الخامس من ابريل من نفس العام وهو اليوم الذي اعلنت فيه من الفضائل من القاهرة توصلها لاتفاق المصالحة برعاية مصرية وقد نص الاتفاق في مجمله على اجراء انتخابات .. 

ولكن لم يكتب لهذا الاتفاق النجاح وكان مصيره كمصير غيره من الاتفاقات الموقعة كلها حبرا على وقع وبذلك بقي المواطن الغزي هو دائما من يدفع الثمن  . 

دخل قطاع غزة بعد هذا العام في دوامة جديدة من الاحداث التي ربما لا يتسع المجال لذكرها هنا ولعل اشد تلك الاحداث ضراوة الجميع يذكر حرب 2014 التي قضت على الاخضر واليابس  بيوت ودور عبادة دمرت بالكامل

وضعت الحرب اوزارها بعد 51 يوما وتوقع الفلسطينيون ان تدخل غزة مرحلة جديدة من اعادة الاعمار خاصة بعد زيارات مكوكية قام بها مسؤولون في الامم المتحدة للوقوف على حثيثيات الوضع في غزة حتى ان احدهم وصف غزة بالمدينة المنكوبة وانها قد لا تصلح للعيش 

ولكن هيهات هيهات ان يحدث ذلك في ظل تعنت اسرائيلي واضح فقد ضيقت اسرائيل الخناق على الفلسطينين اغلقت المعابر وصل الاقتصاد الفلسطيني الى اسوء مراحله فالعديد من المصانع اقفلت ابوابها ومنع التصدير الى الخارج 

الاف الخريجييين والخريجات باتوا عاجزين عن ايجاد فرص عمل لهم ولو نظرت لحالهم تحتار من اين تبدا ?!

لهذه الاسباب مجتمعة خرج الشباب اليوم ليقولوا كلمتهم العليا في رسالة أرادوا ايصالها الى المسؤلولين أن من حقنا أن نحيا حياة كريمة اسوة بباقي شعوب الارض فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا

وعن الحراك الشعبي المندلع اقول :

- أولا من حق كل انسان التظاهر ; للتعبير عن رايه بطريقة سلمية وان استخدام العنف والقمع ضد المتظاهرين غير مبرر على الاطلاق ما دامت المطالب مشروعة . وأن حق التظاهر السلمي حق كفلته كافة القوانين والمواثيق الدولية.

- ثانيا اذا كانت الحكومة غير قادرة على الوفاء باإلتزاماتها اتجاه شعبها فلترحل وليحتكم الشعب لصناديق الاقتراع  انتخابات نزيهة يشارك فيها الكل الفلسطيني وعلى قاعدة من الشراكة.

-ثالثا  الى المسؤولين وصناع القرار وكل غيور على وطنه أفيقوا من غفلتكم وسباتكم ألم يأن الأوان بعد للوحدة !?

الم يكفكم ما حل بأبناء شعبكم من ويلات ونكبات حصار واغلاق وقطع للرواتب وجرم في كل مكان. ?!

واذكركم هنا بقول عمر بن الخطاب لو ان ناقة تعثرت لسالني الله عنها لماذا لم تفتح لها الطريق يا عمر?

فما بالكم بشعب كامل ذاق الويلات وتآمرت عليه القوى الخارجية من كل حدب وصوب !

الم يعد يعنيكم ما وصل اليه حال الشباب اليوم ماسي بددت احلامهم حتى اضحى عدد كبير منهم يفكر بالهجرة خارج البلاد لبناء مستقبله والعيش بكرامة

الم يكن من الاولى احتضان هؤلاء الشباب في بلادهم والاستفادة من طاقاتهم الايجابية بدلا من ان يستفيد بهم غيرنا

السنا اولى بابناء شعبنا من غيرنا

وفي الختام اقول

شعبكم ايها المسؤولين امانة في اعناقكم ستسالون عنها امام الله ضعوا نصب اعينكم مصلحة الشعب 

ارحموا شعبكم المكلوم ولا تنسوا انه قدم الغالي والنفيس من اجل الوطن