مجزرة صلاة الجمعة المروعة في نيوزيلاندا ..بقلم:محمد مصطفى حابس
تاريخ النشر : 2019-03-22
*مجزرة صلاة الجمعة المروعة في نيوزيلاندا ..*

*لم يصادف الجاني اي مقاومة من المصلين وكأنه دخل خمّاً للدجاج يقتل ما شاء*

*محمد مصطفى حابس*

استيقظ الناس في الغرب على الحادث الإرهابي المروع و الاعتداء الآثم على مسجدين من بيوت الله تعالى يؤدي فيهما المسلمون صلاة الجمعة وهم آمنون وفور الاعلان عن الحادث الاليم، تهاطلت بيانات الادانة ردا هذا الاعتداء الارهابي والذي راح ضحيته 49 شهيدا بإذن الله تعالى وعشرات الجرحي، ونظمت جل الخطب في أوروبا حول هذه الجريمة البشعة المقترفة في حق أبرياء عزل، كما استنكرت منظمات حقوقية و انسانية دولية رافضة بقوة هذا الفعل الشنيع الذى أدى إلى قتلى وجرحى أبرياء جاؤوا للعبادة

كما أكدت منظمات اسلامية منها المجلس الاوروبي للإفتاء على رفض كل عمل يريق دماء الأبرياء ويزهق أرواح الآمنين وينشر الفساد في الأرض، أيا كان منفذه وأيا كان دينه، ذلك أن ديننا الحنيف يحترم النفس الإنسانية، ويرعى حرماتها، ويحرم
الإعتداء عليها، ويجعلها من أكبر الكبائر إذ يقول الله تعالى :" *أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا*

وأهابت منظمات اسلامية بالسلطات النيوزيلاندية أن تتحمل مسؤولياتها أمام هذه الحادث الخطير الذي روَّع ( الآمنين الراكعين الساجدين ) والبلد كله بل والعالم أجمع، وأن توقع أقصى العقوبات على هؤلاء الإرهابيين ليرتدعوا ويرتدع أمثالهم؛ حماية لأرواح المواطنين ومؤسساتهم وتأكيداً على حماية الحريات
الدينية والشعائر التعبدية لكل طوائف المجتمع

كما دعت ذات الهيئات الدول الأوروبية ودول العالم أجمع على الوقوف بحزم وجدية أمام ظاهرة الإسلام ـ فوبيا والتي أضحت ظاهرة عامة تستهدف المسلمين في عدد من دول العالم ويغذي هذه الظاهرة مواقف من بعض السياسيين العنصريين والإعلاميين
المأجورين و حتى بعض الساسة العرب .

و فور الفاجعة عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف المسجدين في مدينة كرايست تشيرتش ، انتشرت بسرعة عناصر مسلحة من الشرطة النيوزيلندية أمام المساجد في كل البلاد،

وبث تلفزيون "نيوز هاب" النيوزليندي لقطات فيديو تظهر عناصر من الشرطة يتمنطقون ببنادق ومركبات تابعة لها أمام مساجد في نيوزيلندا، وقالت مفوضةالشرطة إن هذه الخطوة جاءت وسط مخاوف من أن الهجوم الإرهابي قد لا يكون مقتصرا
على كرايست تشيرتش، وهو استباق في محله.

ووفقا لما تناقلته بعض وكالات الأنباء ومنصات التواصل الاجتماعي، فقد اتخذت بعض المدن الأوروبية إجراءات مماثلة لما قامت به نيوزيلندا، وشددت عدة مدن أوروبية، تعزيزاتها الأمنية حول المساجد، في طل من بريطانيا و فرنسا و الدول
الاسكندنافية.

وبعد ساعات من هول الصدمة، تساءلت و استغربت كما استغرب غيري، لمشاهدة المقطع الذي سجّله القاتل وهو يستمتع بقنص المسلمين كالارانب، أمر يجعل دم بن أدم يغلي في العروق، ليس لبشاعة الجريمة فقط وانما للطريقة المؤسفة التي ماتوا بها،
دون مقاومة أو رد فعل،

إذ لم يصادف هذا المجرم اي مقاومة تذكر من طرف المصلين مما جعله يقوم بجريمته وهو مطمئن البال تماما .."وكأنه دخل خمّاً للدجاج يختار ما شاء لا يتوقع اي خطورة ولا ادنى محاولة لصدّه"، على حد تعبير أحد الكتاب، مضيفا بقوله :" أحد
المصلّين اقترب من القاتل لمسافة جعلته في متناوله.. كان يمكنه أن يفعل ما يقلب المسار.. لكن تفكيره كان منصبّا على الهروب وليس مواجهة القاتل..الموت كان قدره سواءا اختار المواجهة او الهرب."

بقية المصلين في الداخل اختاروا نفس الأمر.. تكوّموا في جهتين متقابلتين مستسلمين ينتظرون دورهم دون اي ردة فعل ليجهز عليهم واحدا تلو الاخر ويأخذ وقته لتغيير خزان الرصاص دون خوف و لا وجل !!

لو ان هذا الارهابي وجد مقاومة ولو من اناس عُزَّل لارتبك واسرع بالخروج و الهروب ..

لو رماه بعضهم بأثاث المسجد .. او حتى بأحذيتهم ، لولى مدبرا.. طبعا كلامي هذا ليس تغييرا للنتيجة لكن للحال التي سيموت الانسان عليها، ولو ان تبصق في وجه قاتلك حين تعجز عن فعل شيء وانت راحل عن هذه الدنيا، خير من الاستسلام ببرودة
..

طبعا يجب أن أقر ، أنه ليس المراد من هذا التحليل لوم ضحايا المجزرة، اسأل الله ان يتقبلهم في الشهداء، ولكن المقصود تسليط الضوء على بعض التفاصيل التي تصف الخلل سواءا فيما يتعلق بهذا الحدث الاجرامي البشع وكذلك بردود الافعال ..ولا ازعم اني لو كنت مكانهم سأكون احسن حالا منهم ..فعلم هذا عند الله.

لكن الفكرة التي تبادرت لذهني الآن، و التي علينا التفكير فيها بجد في مساجدنا في الغرب، لماذا لم نتدرب في مساجدنا و مؤسساتنا على الدفاع السلمي الذاتي دون سلاح من طرف مدربين رياضيين مختصين كدروس الاسعافات الاولية للمريض، وهي دروس حركية و تدريبات يدوية مستعملة في العديد من الدول الاوروبية، من طرف هيئات و معابد مسيحية و خاصة اليهودية منها، بل في فرنسا هناك دروس تدريب رياضي ذاتي للفتيات للتخلص بحركات رياضية بسيطة من أي معتد يريد أن يسرق منهن حقائبهن أو حتى اختطافهن بالقوة.

لانه لو كان من بين المصلين من كان متدربا على هذه الحركات الرياضية، ما استطاع هذا المجرم لوحده أن يقتل كل هذا العدد دون اية مقاومة من المصلين.

في حادث مماثل سابق في مسجد مونتريال بكندا ..كانت حصيلته 6 قتلى اثر هجوم مجرم على مسجد في تفاصيل مماثلة ..كانت الحصيلة ستكون اثقل لولا تدخّل أحد المصلين وهو المغربي سفيان عزالدين رحمه الذي، الذي اختار ان يهاجم القاتل
الذي ارداه برصاصات لاذ بالفرار اثر هذا الفعل من المرحوم الذي اربكه.. و الاخ عزّالدين وهو اسم على مسمّى رحمه الله، كان سيموت حتى لو بقي مستسلما ينتظر رصاصات القاتل ، وشتّان بين ميتة عزّ تواجه فيها عدوّك تغيظه ولو بلا سلاح ..وبين اخرى يتلذذ بالذعر في عينيك وانت في قبضته تريد الفرار بجلدك من مصيرك الذي يقرره هو .

عموما، الاقدار بيد الواحد القهار، ولا يسعنا في هذا المقام الا ان نتقدم بأحر تعازينا الاخوية إلى عائلات الضحايا، ونسأل الله أن يرحم موتاهم وأن يرزقهم الصبر والسلوان، وأن يحتسبوهم عند الله تعالى شهداء. كما ندعوا للجرحى بالشفاء العاجل.. والحمد لله رب العالمين على ما اعطى وما أخذ.