عمر أبو ليلى أنت ورفاقك تجدّدون لنا الأمل وتنيرون لنا طريق التحرير والنصر
تاريخ النشر : 2019-03-22
عمر أبو ليلى أنت ورفاقك تجدّدون لنا الأمل وتنيرون لنا طريق التحرير والنصر


بقلم د. كاظم ناصر
سيشهد التاريخ يا عمر بأنك أثبت أن هذا الشعب الفلسطيني الذي أنجبك سيظّل شامخا أبيّا رافضا للظلم متحدّيا وعصيّا على الكسر والاستسلام ولن يقهر أبدا. أنت ابن ال 18 ربيعا لم تقبل الاحتلال والطغيان الإسرائيلي، ورفضت استسلام العرب والمسلمين وتخلّيهم عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وبضربتك كشفت جبن جيش العدو وهشاشته، وقدّمت لنا كشعب مثالا في البطولة، وعلّمت قادة الانهزام والاستسلام العرب دروسا في حب الوطن والتضحية من أجله والمحافظة على أمنه وكرامته.
لقد قال ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء للدولة الصهيونية بعد إعلان قيامها عام 1948 ما يلي" الكبار سيموتون والصغار سينسون "، وكان يعني بذلك أن جيل النكبة سيموت، وإن الجيل الفلسطيني الذي يليه سينسى فلسطين ويرتاح الصهاينة من شعبنا ويحقّقون ما يريدون؛ لكنك أنت يا عمر وأمثالك من أبناء شعبنا الذين تنتمون إلى الجيل الرابع أثبتم للصهاينة وللعالم أجمع ان الأجيال الفلسطينية الجديدة هي أكثر وعيا وتصميما على المنازلة والتحدي ممّا يتصور الصهاينة، وإنها أي الأجيال الجديدة ليست أقلّ تمسّكا بفلسطين وايمانا بعروبتها، واستعدادا للتضحية من أجلها، وإصرارا على تحريرها من عز الدين القسام، وعبد القادر الحسيني، وأبو جهاد، وأحمد ياسين، وكمال ناصر، ودانيال أبو حمامه وغيرهم من الشهداء الذين جادو بأرواحهم الزكية فداء لها.
بعد كل التخاذل الذي أصاب القيادات العربية والإسلامية، ورغم كل المؤامرات والتنازلات التي قدّمها ويقدمها الحكام العرب للصهاينة، فأنت يا عمر ورفاقك الشباب علّمتمونا دروسا في التضحية والبطولة، وكشفتم ضعف الصهاينة وهشاشة دولتهم، وقدمتم دليلا لا لبس فيه للعرب والعالم مفاده ان شعب فلسطين الجبار قاوم ويقاوم وسيظل يقاوم ويضحي، ولن يتنازل عن حقه في بلده، وسيحررها كما حرّرها من الغزاة السابقين.
فهنيئا لك ولرفاقك بشهادتكم؛ ولن ينساكم شعبكم الفلسطيني وإخوانكم أبناء الشعب العربي الذين يعتزون بكم وبتضحياتكم، ويشدّون على أيادي من يسيرون على طريقكم، فأنتم تجدّدون أمل أمتنا بتجاوز واقعنا المرير وتحقيق النصر وتحرير المقدّسات؛ الجنة والمجد والخلود لكم، والعار كل العار، والخزي كل الخزي لقادة العرب الذين استسلموا وباعوا أنفسهم للصهاينة وأمريكا والشيطان، وقبلوا الذل والمهانة والخذلان!