حين جنّتْ الوسادة بقلم:عطا الله شاهين
تاريخ النشر : 2019-03-22
حين جنّتْ الوسادة بقلم:عطا الله شاهين


حين جنّتْ الوسادة
عطا الله شاهين
نمتُ كعادتي على سريري الحديدي، لكنّ رائحة المرأة، التي زارتني في الحُلْمِ بقيتْ رائحتها عالقةً في الوسادة، فعلى الوسادةِ رأيت تجنّ تحت ضوء الشّمعةِ.. هناك تركتْ طبعات قبلاتها.. شعرتُ بالدّفء الغريب.. سألتُ نفسي هل رقدتْ بجانبي، وأنا نائم، وتركتْ لي قُبلاتها المطبّعة على وسادتي، التي أراها تجنّ من رائحةِ أنثى غريبة؟
وكلّما عدتُ للنومِ كنت أشعرُ بدفءٍ غريبٍ من امرأةٍ حتى أنني هذيتُ. تمتمتُ من أين أتت تلك المرأة، وتركتني هنا في دفءٍ غريب؟ فهنا طبعتْ قبلاتها ورحلتْ، وأنا بقيت نائما، ولكنني عندما استفقت على صفير الرياح، رأيتُ الشّمعةَ على وشكِ الإنصهار والانطفاء، وراحة أنثى عبقتْ في فراشي..
أحضرتُ شمعةً أخرى وأشعلتها، ورحتُ أرى ترتيبَ القُبلات على وسادتي، يا إلهي رسمتها بعناية وأرادتْ أن تبوحَ كل شيء على الوسادة.. حاولتُ النّومَ، لكنني لم أستطع، فرائحة المرأةِ وقبلاتها المرتبة لم تجعلني أغفو..
بقيتُ ساهرا في تلك الليلة حتى الصّباح برأسٍ مجنونٍ، كرجُلٍ تعِبَ من تفكيرٍ أهبل.. فهي رسمتْ على وسادتي رسمة القبلاتِ، ورحلتْ ذات حُلْمٍ..
امرأةٌ جعلتني في دوامةِ اشتهاءٍ لرؤيتها مرة أخرى، فهل سأحلمُ بها؟ أشكُّ في ذلك، لأنّ الحُلْمَ لن يتكرر مرة أخرى، لكنني سأظلّ أنام على وسادة جنّتْ من قبلاتِ امرأةٍ طبعتها ذات حُلْمٍ..